حصيلة هزيلة لقمة أميركا الشمالية... و"نهاية سعيدة" لتراجيديا صينية! ----------- القمة الثلاثية لزعماء كندا والولايات المتحدة والمكسيك، والتحديات التي تنتظر تركيا بعد الخروج من أزمة اختيار رئيس للبلاد، وقضية الرهائن الكوريين الجنوبيين المختطَفين من قبل "طالبان"، وحادث انفجار طائرة الركاب التايوانية في أوكيناوا اليابانية... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. قمة أميركا الشمالية... حصيلة محدودة: صحيفة "تورونتو ستار" الكندية خصصت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على حصيلة القمة الثلاثية التي جمعت رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر، والرئيس الأميركي جورج بوش، والرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون، يوم الثلاثاء بمدينة مونتيبيلو الكندية، وذلك في إطار "شراكة الأمن والرخاء" بين هذه البلدان. الصحيفة قالت إن القمة اختتمت باتفاق الزعماء الثلاثة على التعاطي مع حالات الطوارئ مثل الهجمات الإرهابية والأوبئة التي قد تهدد بإغلاق الحدود، وتعهدوا بتوخي مزيد من الصرامة والحزم بخصوص المواد الاستهلاكية التي لا تستوفي معايير السلامة مثل لعب الأطفال، وبالسعي إلى إيجاد حلول عملية للتحديات البيئية. غير أنها انتقدت نتائج هذه القمة، معتبرة أنها لم تحرز تقدماً على صعيد الأمور التي تهم كندا والكنديين. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة مازالت تعتبر الممر الشمالي الغربي بالقطب الشمالي مضيقاً دولياً، وذلك على رغم تأكيد هاربر لبوش على تمسك بلاده بهذا الممر المائي باعتباره جزءاً من كندا. وعلاوة على ذلك، رأت الصحيفة أنه لم يتم تسجيل أي تقدم مهم أيضاً على صعيد الخلافات التي ظهرت بعد أحداث 11 سبتمبر، ومن ذلك صعوبة حركة الأفراد والبضائع عبر الحدود، التي ألحقت بالاقتصادين الأميركي والكندي منذ 11 سبتمبر أضراراً جسيمة تقارب 14 مليار دولار كندي. كما رجحت الصحيفة ألا يكون هاربر قد كلف نفسه عناء التحدث مع بوش بشأن مصير المواطن الكندي عمر خضر المعتقل في غوانتانامو منذ 2002 بتهمة الإرهاب. تركيا والتحديات المقبلة: صحيفة "ديلي نيوز" التركية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على نتائج الجولة الأولى من التصويت البرلماني على اختيار رئيس للبلاد؛ حيث اعتبرت أنه إذا كانت نتائج الجولة الأولى لم ترضِ مرشح "حزب العدالة والتنمية" ووزير الخارجية عبدالله جول بشكل تام، فمما لاشك فيه أنها "شكلت انتصاراً له وللأتراك الذين ضاقوا ذرعاً بهذه الأزمة الانتخابية، ويرغبون في نهاية قريبة لها"؛ مذكرة بالأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ منتصف أبريل المنصرم، وذلك "على رغم كل التحديات الداخلية والخارجية التي تحتاج إلى تركيز كبير". وفي هذا الإطار، شددت الصحيفة على أهمية وضرورة التطلع إلى المستقبل، والتعاطي مع التحديات التي تواجه تركيا. أما التحديات موضوع الحديث -حسب الصحيفة- فهي مشكلة البطالة التي كانت الحكومةُ قد وعدت بالتعاطي معها خلال حملتها الانتخابية، والمشاكل الاقتصادية، وأزمة المياه في أنقرة واسطنبول، والضغوط الأوروبية الهادفة إلى حمل أنقرة على فتح موانئها ومطاراتها في وجه القبارصة اليونانيين تماشياً مع تعهدات سابقة قطعتها أنقرة على نفسها أمام الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الوضع في العراق، و"الإرهاب الانفصالي" في شمال العراق، في إشارة إلى "حزب العمال الكردستاني". أزمة الرهائن الكوريين... و"البحث عن حل": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء التي سلطت فيها الضوء على جديد عملية اختطاف الكوريين الجنوبيين من قبل "طالبان" في أفغانستان بعد 35 يوماً من احتجازهم، مذكرة بأن "طالبان" ما زالت تحتجز 19 رهينة كورياً، وذلك بعد قتلها لاثنين منهم وإطلاق سراح اثنين آخرين. وفي هذا الإطار، تأسفت الصحيفة للتقدم المحدود والبطيء الذي أُحرز على طريق الإفراج عمن تبقى من الرهائن، مشيرة إلى أن "طالبان" عادت إلى التهديد بقتلهم من جديد، وهو ما اضطر الوفد الكوري المفاوض إلى العودة إلى "المربع الأول" في محاولة لكسر "الموقف المتشدد لكل من حكومة كابول وطالبان". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة حكومة الرئيس حامد كرزاي إلى الاضطلاع بدور أكثر نشاطاً في سبيل الإفراج عن المختطَفين الكوريين، معبرة عن أملها في أن تبذل اللجنة الرئاسية الخاصة، التي قال نائب الرئيس كرزاي إنها ستبحث "وسائل أخرى" لإطلاق سراح الكوريين المختطَفين، جهوداً حثيثة للمساعدة على إيجاد حل لهذه الأزمة قبل فوات الأوان. "ثوانٍ فصلت الركاب عن الكارثة": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "تايمز" اليابانية لافتتاحية عددها لأمس الخميس، والتي خصصتها للتعليق على حادث انفجار طائرة بوينغ 737- 800 التابعة لـ"الخطوط الصينية" التايوانية صباح الاثنين، وذلك بلحظات بعد أن حطت بمطار "ناها" في جزيرة أوكيناوا اليابانية، وهو الحادث المأساوي الذي عرف نهاية سعيدة تمثلت في نجاة جميع الركاب المئة والسبعة والخمسين وأفراد الطاقم الثمانية، قبل أن تتحول الطائرة إلى كرة من لهب. وقالت الصحيفة: لو أن عملية إجلاء الركاب تأخرت بدقيقة أو دقيقتين، أو أن الانفجار وقع بدقيقة أو دقيقتين قبل الإجلاء، لكان الحادث كارثياً، مضيفة أن الجانب المشرق من هذا الحادث يتمثل في التطبيق الجيد للإجراءات المتعلقة بإجلاء الركاب والطاقم في حالات الطوارئ، وهي إجراءات تنص على ضرورة توفر الطائرة على عدد كافٍ من أبواب الطوارئ، ووجودها في مواقع مناسبة بحيث يتمكن كل مَن في الطائرة من المغادرة في غضون دقيقة ونصف في حالات الطوارئ. أما عن سبب الانفجار، فقد رجحت الصحيفة أنه تسرب للوقود، مشيرة إلى أن شركة بوينغ التي صنعت الطائرة أعلنت أن نشوب النار لم يكن نتيجة لخطأ في التصنيع، وهو ما أكدته ثلاث شركات نقل جوي يابانية تملك 23 طائرة من طراز بوينغ 737- 800. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتعبير عن أملها في أن يتعاون المحققون اليابانيون والمسؤولون من "مجلس سلامة النقل القومي" الأميركي، وشركة بوينغ، وشركة جنرال إليكتريك (التي ساهمت في صنع المحرك) تعاوناً كاملاً حتى يحددوا بشكل دقيق أسباب الحادث. إعداد: محمد وقيف