واشنطن مستاءة من حكومة المالكي... وحذار من استفزاز الدب الروسي عودة روسيا إلى ممارسات الحرب الباردة، واستمرار أميركا في لعبة إلقاء اللوم على الآخرين في العراق، وفقدان بريطانيا للسيطرة على البصرة، والاضطراب في أسواق المال العالمية... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة أسبوعية موجزة للصحافة البريطانية: * "فرد روسيا لعضلاتها.. لعبة خطرة": تحت هذا العنوان، تناولت افتتاحية "الأوبزرفر" ليوم الأحد الماضي، الفتور الملحوظ في العلاقات بين بريطانيا وروسيا منذ أن رفضت الأخيرة تسليم رجل تتهمه "سكوتلانديارد" بقتل الجاسوس الروسي السابق "اليكسندر ليتفيننكو" وما تبع ذلك من طرد متبادل للبعثتين الدبلوماسيتين للبلدين، وأخيرًا إلغاء رخصة بث هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" من موسكو. وترى الصحيفة أن ذلك الفتور يأتي على خلفية التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب عموماً، والميل المتزايد لدى الرئيس بوتين لاتخاذ مواقف مناوئة للغرب كان آخرها ما أعلنه الأسبوع الماضي من أن روسيا قد تضطر إذا ما تعرضت لتهديدات عسكرية إلى إعادة قاذفتها الاستراتيجية للقيام بدوريات طيران روتينية حول العالم كما كانت تفعل إبان الحرب الباردة. والصحيفة ترى أن سياسة فرد العضلات الروسية رد فعل على ما تعرضت له بعد روسيا تفكك الاتحاد السوفييتي السابق من فقدان لنفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي العالمي، ولمساحات واسعة من الأراضي. ودعت الصحيفة بريطانيا وأميركا وباقي الدول الغربية إلى العمل من أجل تهدئة روسيا على ألا تتجاوز ذلك إلى مرحلة الاسترضاء، لأنه ليس هناك ما هو أخطر -في نظرها- من استرضاء دولة نزاعات قومية تزداد عدوانية على الدوام. * "كيف خسر البريطانيون البصرة": كتب "ستيفن فيدلر" في عدد صحيفة الفاينانشيال تايمز الصادر الاثنين الماضي تحليلاً للوضع الحالي في مدينة البصرة العراقية ومقارنته بما كان عليه بعد الغزو مباشرة، عندما كان الجنود البريطانيون يتجولون في شوارع البصرة باطمئنان، في الوقت الذي كان فيه الجنود الأميركيون المدججون بالسلاح يتصرفون بعصبية وتوتر في بغداد ولا يتحركون إلا برفقة وحدات حماية مسلحة. وأرجعت الصحيفة ما حل بأوضاع القوات البريطانية في البصرة من تدهور إلى أن بريطانيا، وعلى الرغم من ماضيها الاستعماري وقدرتها على مواجهة أنواع التمرد المختلفة في البلدان المحتلة، من خلال إقامة تحالفات مع القوى المحلية، قد أخفقت في إقامة تحالفات هذه المرة في العراق بل فكت تحالفها مع الجهة الوحيدة التي كان يجب ألا تتخلى عن التعاون معها في أي وقت وهي شرطة البصرة وذلك بعد أن وجهت إليها اتهامات علنية بأنها جزء من المشكلة الأمنية في المدينة. ورأت الصحيفة كذلك أن بريطانيا كشريك أصغر في التحالف، أخفقت كما أخفقت أميركا في التعامل مع الوضع هناك بعد الحرب، وأشارت في معرض تدليلها على تدهور الأمور إلى اغتيال محافظ المثنى ومن قبله محافظ الديوانية، مما يؤشر على بداية صراع بين القوى الشيعية المختلفة من أجل السيطرة على جنوب العراق الغني بالنفط. * "أميركا تواصل ممارسة سياسة اللوم في العراق": في افتتاحيتها يوم أمس الأربعاء تساءلت الإندبندنت: كم من كباش الفداء تريد أميركا قبل أن تعلن مسؤوليتها عن الكارثة التي خلقتها في العراق؟ واستعرضت الصحيفة في هذا السياق الأشخاص الذين ضحت بهم الإدارة على مذبح العراق وكان أبرزهم "دونالد رامسفيلد" الذي لم يستقل سوى مضطراً وبعد المأزق الذي واجهته إدارة بوش بعد انتخابات التجديد النصفي العام الماضي و"كارل روف" الذي استقال في هدوء نوع ما خلال العطلة الصيفية هذا الصيف, وآخرهم كان المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي طالب "كارل ليفن" رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي بعد زيارة قام بها إلى العراق والأردن البرلمان العراقي بالبحث عن بديل له والبحث عن رئيس وزراء آخر أقل طائفية وأكثر قدرة على توحيد العراقيين. وانتقدت الصحيفة الإدارة الأميركية بأنها تريد أن تمسك العصا من المنتصف بأن تطلب من العراقيين أن يختاروا حكومتهم وأن يديروا بلادهم بكفاءة وأن يتحملوا المسؤولية عن الأمن ولكنها تشترط عليهم أن يفعلوا ذلك بالطريقة التي تمليها عليهم وهو ما يعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للدول في الظروف العادية. وحذرت الصحيفة الإدارة من استمراء لعبة تغيير المسؤولين العراقيين حسب رغبتها، وإملاء السياسات عليهم، ثم تحميلهم المسؤولية بعد ذلك عن أخطائها ورؤيتها المغلوطة، وأنها لو استمرت في ذلك فلن تجد من بين العراقيين -حتى الأكثر وطنية بينهم- من يمتلك الجرأة ليتقدم ويحمل المسؤولية على عاتقه. * "لا تخفضوا سعر الفائدة!" في بداية افتتاحيتها المنشورة أول من أمس الثلاثاء أكدت "الفاينانشيال تايمز" على المبدأ الاقتصادي الذي يقول إن قاطرة الاقتصاد العالمي لا يمكن أن تتحرك من دون وقود الائتمان، ودعت البنوك المركزية في مختلف الدول وبنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على وجه الخصوص على العمل من أجل استعادة الثقة في النظام المالي العالمي، غير أنها ذهبت إلى القول بأن استعادة تلك الثقة لا تتم فقط من خلال تخفيض معدل الفائدة التي تقرض بها البنوك القروض للشركات، وإنما عن طريق ضخ المزيد من الأموال في الأسواق، من أجل تنشيطها وتسييل المزيد من الأصول الطويلة الأجل، وأنه بدون ذلك فإن عملية اقتراض الشركات من البنوك -حتى مع تخفيض سعر الفائدة- ستظل مكلفة جداً لها على الرغم من تخفيض نسبة الفائدة. وعادت الصحيفة للتأكيد أن الاكتفاء بتخفيض سعر الفائدة لن يكون فعالاً بل سيجعل الأسواق أكثر خطورة، وأن على البنوك أن تلجأ إلى الأدوات المالية الأخرى الموجودة في حوزتها، والتي يمكن بها مواجهة تلك الأزمة، التي لو استمرت لشهر أو شهرين إضافيين، فإن الاستثمارات والاستهلاك ومعدل النمو في اقتصادات الدول ستعاني من عواقب وخيمة. إعداد: سعيد كامل