لا شكّ في أن المكرمة التي منحها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى منتخب السنوكر حائز المركز الأول في البطولة العربية الرابعة للسنوكر التي أقيمت في سوريا خلال الفترة من 27 يوليو حتى 3 أغسطس، تنطوي على العديد من المعاني والدلالات، أولاها حرص الدولة على تكريم العطاء والإنجاز بغضّ النظر عن المجال أو القطاع الذي يتحقّق فيه التميّز، انطلاقاً من شمولية العملية التنموية التي ترتكز على تحقيق تقدّم وإنجازات في مختلف الميادين والقطاعات، بما في ذلك الرياضة التي لم تعد مجرد أنشطة ترفيهية بل تحوّلت إلى صناعة عملاقة وبوابة ضرورية تعكس مستوى تحضّر وتقدّم الدول والشعوب وترسم لها صوراً نمطية لدى الآخرين، وهذا يفسّر التنافس الحادث بين الدول والشعوب على احتضان البطولات والمنافسات الرياضية الدولية الكبرى باعتبارها تقدّم فرصاً ثمينة لتسويق "الدول" اقتصادياً وصناعياً وحضارياً وسياحياً بحكم وجود أعداد كبيرة من الرياضيين ووسائل الإعلام والفضائيات والمشجّعين وغير ذلك من جوانب تحوّل الحدث الرياضي إلى احتفالية تسويقية ودعائية هائلة لإنجازات الدول والشعوب. ثمّة دلالة أخرى في هذه المكرمة السامية تتعلّق بتكريم أبطال العرب في السنوكر، وهي أن الاهتمام والتكريم لن يقتصر على رياضة دون أخرى، ولن يطال مجالاً دون آخر، بل إن أعين الاهتمام والأيدي التي تشدّ على أكتاف أبطال الرياضة والعمل والإنتاج ستشمل كل من يسهم في رفع راية هذا الوطن المعطاء دون نظر إلى اعتبارات طالما أسهمت في تراجع أسهم الكثير من الرياضات الجماعية والفردية وعجزها عن تحقيق إنجازات ربما تكون أكثر استعداداً وأهلية لتحقيقها وحصد ميدالياتها والصعود إلى منصات التتويج مقارنة برياضات أخرى تحظى تقليدياً بالاهتمام الإعلامي والشعبي. الرسالة على هذا الصعيد واضحة ولا لبس فيها، فالتكريم ينتظر كل مجيد والتقدير من حق كل من يحقق التميّز ويسهم في نقل مسيرة التنمية سواء كان ذلك في الرياضة أو الإدارة أو الصناعة أو الزراعة أو مختلف قطاعات العمل والإنتاج. تكريم منتخب السنوكر هو في حقيقة الأمر تكريم للرياضة والرياضيين وتأكيد عمق اهتمام الدولة بتقديم الحوافز اللازمة لاعتلاء منصة التتويج في مختلف الألعاب والرياضات الفردية والجماعية، وهو أيضاً وعد ضمني بتثمين جهود كل رياضي متميز يرفع راية الإمارات ويحقق لها ما تستحقه من سبق رياضي يوازي ما يتحقق على هذه الأرض من نجاحات وإنجازات غير مسبوقة في مختلف قطاعات التنمية. مكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى أبطال العرب في رياضة السنوكر، والتي جاءت قبيل فترة وجيزة من الإعلان عن الفائزين بجائزة أبوظبي لهذا العام، بما تنطوي عليه هذه الجائزة من معانٍ وأهداف حضارية راقية، تكرّس نهجاً ثابتاً يشجّع الجميع على الانخراط في منظومة العمل والإنتاج والإبداع والابتكار والتميّز وخدمة الوطن في مختلف الميادين والمجالات، فالعطاء المتميز بمختلف أشكاله وأنواعه يستحق التقدير والرسالة واحدة وواضحة وهي أن هناك حرصاً على أعلى المستويات على تكريم العطاء بما يسهم جدّياً في تحفيز الجهود واستثمار جميع الطاقات والموارد المتاحة في تنفيذ خطط التنمية الشاملة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.