روسيا تبيع الأسلحة لدول "خطيرة"... ودلالات الدعم العسكري الأميركي لـ"المعتدلين" دعوة للضغط على روسيا بسبب "صفقتي" الأسلحة مع سوريا وإيران، وقراءة في أبعاد ودلالات المساعدات الأميركية "السخية" إلى دول الشرق الأوسط "المعتدلة"، والصراع الفلسطيني- الفلسطيني، والعلاقات اليابانية-الإسرائيلية... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. "اضغطوا على روسيا" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحية عددها ليوم الأحد التي خصصتها للتعليق عما تداولته بعض وسائل الإعلام العربية والدولية من أن روسيا باعت سوريا صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس. إي. 22 إي"، وأنها تعتزم عقد صفقة مقبلة مع إيران تبيع بموجبها روسيا لهذه الأخيرة 250 مقاتلة من طراز "سوخوي 30". وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة: إنه حتى في حال كانت الأسلحة -موضوع الحديث- دفاعية الطابع، فإن هذا التصرف الروسي "غير مقبول" على اعتبار أن بيع أسلحة لبلدين "يدعمان صراحة الإرهاب ويتحديان المجتمع الدولي مباشرة" يتعارض مع الجهود الرامية إلى معاقبة هذا السلوك. ورأت "جيروزاليم بوست" أن عدم فرض حظر شامل للأسلحة على إيران وسوريا يمثل "فشلاً" للنظام الدولي، منتقدة تصرف روسيا التي قالت عنها: إنها مسؤولة عن هذا الفشل الدولي مرتين: الأولى، بسبب تهديدها باستعمال "الفيتو" لعرقلة أي محاولة لفرض عقوبات فعلية على إيران وسوريا؛ والثانية، بسبب صفقتي الأسلحة اللتين "تخرقان العقوبات الدنيا التي كان يتعين فرضها منذ مدة لمعاقبة هذين البلدين". ودعت الصحيفة في ختام افتتاحيتها الولايات المتحدة وأوروبا إلى "استعمال سلطة القرارات الممررة من قبل لفرض عقوبات أكثر صرامة وشدة" على طهران ودمشق، مضيفة أن على روسيا إدراك أنه لا يمكنها البقاء عضواً في مجموعة الثماني الكبار في وقت تبيع فيه أسلحة متقدمة لبعض "أخطر الدول المارقة في العالم". "إيران؟ تلك مشكلتكم" الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط "غاي بيتشر" كتب مقالاً في عدد يوم الأحد الماضي من صحيفة "يديعوت أحرنوت"، سلط فيه الضوء على المساعدات الأميركية العسكرية التي بشّرت بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس دول المنطقة مؤخراً، ومن ذلك 30 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل على مدى عشر سنوات، و13 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر على مدى عشر سنوات، و20 مليار دولار في إطار صفقة سلاح لدول الخليج. ورأى الكاتب أن كل هذا "السخاء" الأميركي يفيد بأن الولايات المتحدة لم تعد تخطط لشن هجوم عسكري على إيران، وبأنها بذلك تقول لحلفائها في المنطقة: "سنعطيكم الأسلحة ولن ننساكم؛ وحظاً موفقاً في مواجهة إيران!". وللتدليل على ما ذهب إليه، يلفت "بيتشر" إلى أنه لا يوجد اليوم مؤشر على رغبة الولايات المتحدة في الدفع بحملة دبلوماسية ضد إيران، مرجحاً أن تكون إدارة بوش قد فقدت الاهتمام، وهو أمر اعتبره الكاتب خبراً غير سار بالنسبة للشرق الأوسط، مستنتجاً تفوق "المقاربة الناعمة" لـ"رايس" على "الخط المتشدد" لنائب الرئيس ديك تشيني. واعتبر الكاتب أنه لا يمكن وصف هذه المقاربة الأميركية الجديدة بكلمة غير "التخلي" عن المنطقة، مضيفاً أن الولايات المتحدة تسعى للفرار من الشرق الأوسط بعد "فشلها الذريع" في العراق، وإخفاقها في نشر الديمقراطية، وإضعاف الأنظمة إلى درجة أن قدرة هذه الأخيرة على استئناف الإمساك بزمام الأمور بات مستعصياً عليها. واختتم "بيتشر" مقاله بالقول: إن قبول المساعدات الأميركية يعني موافقة ضمنية على قرار أميركا بالتخلي عن الصراع مع إيران، ولا رجوع عن ذلك. "مباراة المصارعة الفلسطينية" الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي "داني روبينشتاين" تناول في عموده الأسبوعي بصحيفة "هآرتس" في عددها لأمس الثلاثاء ما سماها "الحرب الإعلامية" بين "فتح" و"حماس" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسلسل الاتهامات والاتهامات المضادة بين مسؤولي الحركتين. وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب أن "الانطباع الواضح" هو أن أياً من الجانبين لن يكون قادراً على حمل الجانب الآخر على الاستسلام، على الأقل في المستقبل القريب، متوقعاً صمود نظام "حماس" في القطاع، واستمرار السلطة الوطنية بالضفة الغربية في مقاطعته واستمرارها في التفاوض مع إسرائيل بشأن اتفاق مبادئ لم يستبعد أن يتم التوصل إليه في غضون الأسابيع المقبلة. ولكنه توقع أن يكون هذا الاتفاق -في حال التوصل إليه- اتفاقاً شكلياً على اعتبار أن الطريق إلى تطبيقه مازال طويلاً وشاقاً، وأن أي اتفاق من هذا النوع، في غياب "حماس"، لن يكون ذا قيمة كبيرة. وحسب "روبنشتاين"، فإنه مادام أن أي طرف لن يكون قادراً على التغلب على الآخر، فليس ثمة من خيار آخر غير التفاوض بغية التوصل إلى اتفاق، على اعتبار أن الفلسطينيين في غزة مثلما في الضفة يريدون الوحدة الوطنية، وذلك على غرار معظم العالم العربي والمجتمع الدولي. وفي هذا الصدد، توقع الكاتب ازدياد الضغوط على الزعماء في الضفة والقطاع في هذا الاتجاه إلى أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق. واختتم بالقول: إن المعارضة الإسرائيلية القوية لأي توافق ووعيدها لمحمود عباس في حال تقديمه تنازلات لـ"حماس" لن يفلحا في منع حدوث هذا الأمر. اليابان وإسرائيل صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت يوم أمس الثلاثاء مقالاً لـ"إيهود هراري"، الأستاذ بالجامعة العبرية في القدس ورئيس جمعية "الصداقة الإسرائيلية اليابانية"، وفيه سلط الضوء على واقع وتاريخ العلاقات بين إسرائيل واليابان في ضوء الزيارة التي قام بها وزير خارجية اليابان "آسو تارو" إلى إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، ولفت الكاتب إلى أن الزيارة حظيت باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام اليابانية مقابل شبه تجاهل للزيارة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية. غير أنه رأى أن موقف وسائل الإعلام الإسرائيلية من الزيارة يمكن النظر إليه كما لو كان تعبيراً عن أمر إيجابي، ألا وهو التطبيع في العلاقات اليابانية- الإسرائيلية. وفي هذا السياق، أوضح "هراري" أن زيارات وزراء الخارجية اليابانيين في السابق كانت تستأثر باهتمام إعلامي كبير في إسرائيل، ومرد ذلك حقيقة أن أول زيارة لوزير خارجية ياباني لإسرائيل لم تتم إلا بعد 40 عاماً على قيامها، ولم تل تلك الزيارة سوى ثلاث أخريات. وفسر قلة زيارات المسؤولين اليابانيين بحرص طوكيو قدر المستطاع على تلافي الأضواء في علاقاتها مع إسرائيل، وذلك قبل أن تشهد العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً في مجالات مختلفة غيّر ملامح هذه العلاقة. وإضافة إلى ذلك، أوضح الكاتب أن من مظاهر هذا التحسن شروعَ إسرائيل مؤخراً في الاستفادة من المساعدات اليابانية التي كانت تقتصر حتى عهد قريب على الفلسطينيين وحدهم، ودعا إلى الحفاظ على جودة العلاقات بين البلدين وتعزيزها. إعداد: محمد وقيف