قد أتفق مع الدكتور عبدالله العوضي في أن "أميركا ليست فرداً مستبداً"، كما جاء في عنوان مقاله ليوم الجمعة الماضي. ولكنني أختلف معه في بعض التفاصيل التي وردت في المقال. فأميركا حتى لو كانت دولة ديمقراطية، تتخذ القرار فيها المؤسسات، وحتى لو كان لديها نظام حكم يقال إنه ديمقراطي داخلياً، فإنها قبل هذا وذاك دولة مستبدة، غاية الاستبداد، في علاقاتها الدولية. ألا تستخف أميركا بمجلس الأمن وقراراته؟ ألا تستخف بالجمعية العامة للأمم المتحدة وتعطِّل كل إجماعاتها باستخدام حق "الفيتو"؟ ألا ترفض التوقيع على المحكمة الجنائية الدولية، وتضع بذلك موظفيها وجنودها فوق مساءلة القانون الدولي؟ ألا ترفض التوقيع على اتفاقية "كيوتو"؟ ألم يقل مندوبها السابق -بولتون- ذات مرة إنه لا بأس لو نسفت عدة أدوار من مبنى الأمم المتحدة؟ عزيز خميس – تونس