حدود الالتزام الأسترالي في العراق... وحجم إنجازات الهند في عيدها الستين أهمية الجهود السياسية في إرساء الاستقرار بالعراق، وأزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين في أفغانستان، والذكرى الستون لاستقلال الهند، وقضية المواطن الكندي "عمر خضر" المعتقَل في غوانتانامو... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. رسالة هاورد إلى المالكي صحيفة "ذا أستراليان" أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد مؤخراً إلى نظيره العراقي نوري المالكي (وجرى تسريبها إلى الصحافة)، معتبرة أنها تلفت الانتباه إلى الحقيقة التي لا مفر منها والمتمثلة في أنه إذا كان باستطاعة قوات التحالف الدولي والجيش العراقي إرساء الاستقرار في البلاد عبر الطرق العسكرية، فإن العراقيين وحدهم هم الذين يستطيعون الانخراط في المفاوضات السياسية التي تعد ضرورية وأساسية لإحلال سلام دائم في البلاد. وفي هذا الإطار، أوضحت الصحيفة أن الضغوط تتزايد على المالكي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بين الشيعة والسُّنة والأكراد، ولكنها اعتبرت أن لقاءات المالكي الأسبوع الماضي في طهران مع أسر الإيرانيين السبعة المعتقلين من قبل القوات الأميركية، "والذين يُعتقد أنهم من الحرس الثوري الإيراني، وكانوا يسعون إلى إثارة العنف الطائفي" تطرح أسئلة كثيرة بخصوص مدى التزام المالكي بالتوصل إلى اتفاق سلام مع السُّنة العراقيين. إلى ذلك، رأت الصحيفة أن تسريب رسالة هاورد ربما يكون أمراً مقصوداً يرمي إلى إخبار الأستراليين بأنه إذا كانت حكومة هاورد ملتزمة بإرساء الاستقرار في العراق، فإن هذا الالتزام لا يمكن أن يكون التزاماً إلى ما لا نهاية، مضيفة أنه لا جدوى من أن يخاطر جنود التحالف بأرواحهم من أجل إحلال الاستقرار في العراق إذا لم تكن القيادة السياسية في ذلك البلد ملتزمة بالتفاوض على تسوية سياسية تكون أساساً وقاعدة لسلام دائم. "مقاربة مرنة" تحت هذا العنوان نشرت "تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، وفيها تناولت الصحيفة أزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين الذين تحتجزهم "طالبان" في أفغانستان منذ التاسع عشر من يوليو الماضي، والتي تمثلت أحدث حلقاتها في إفراج الخاطفين عن رهينتين كوريتين كـ"عربون حسن نية"، مثلما أعلن المتحدث باسم "طالبان" قاري يوسف أحمدي، ليصبح بذلك عدد الكوريين الذين ما زالت تحتجزهم "طالبان" 19 بعد أن عمدت إلى قتل رهينتين في بداية الأزمة. الصحيفة قالت إن حكومة كابول وحركة "طالبان" لم تظهرا أي تغير جوهري في موقفيهما، حيث مازالت هذه الأخيرة متشبثة بمطالبتها بالإفراج عن مقاتلي "طالبان" المعتقلين في السجون الأفغانية مقابل إطلاق سراح الرهائن الكوريين، في حين مازالت السلطات الأفغانية على رفضها. وأفادت الصحيفة أن المفاوضين الكوريين يعتزمون استئناف المفاوضات المباشرة مع الخاطفين لإقناعهم بإطلاق سراح الرهائن، معتبرة أنه ما من خيار أمام الوفد المفاوض سوى إخبار الخاطفين بأن السلطات الأفغانية، وليس الحكومة الكورية، هي التي بيدها أمر الإفراج عن مقاتلي "طالبان" المعتقَلين. ودعت المفاوضين الكوريين إلى تبني "مقاربة مرنة" في المفاوضات مع الخاطفين لثنيهم عن التشدد، وإقناعهم بالعدول عن التقدم بمطالب مبالغ فيها، مع العمل في الوقت نفسه على ضمان أمن وسلامة من تبقى من الرهائن. الهند... الإنجازات والتحديات صحيفة "ذا تايمز أو إينديا" الهندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء لتأمل الإنجازات التي حققتها الهند منذ استقلالها إلى اليوم والتحديات المستقبلية، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال البلاد عن الاستعمار البريطاني، معبرة عن أملها في أن تكون الستون سنة المقبلة أفضل من سابقتها. وفي هذا الإطار، رأت الصحيفة أن أهم إنجاز في سجل الهند هو اختيارها النهج الديمقراطي منذ الاستقلال، معتبرة أن الانتخابات النزيهة، والصحافة الحُرة، والدستور الهندي، إنجازات تبعث على الافتخار. ولكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن طريق الهند على مسار التنمية والتطور مازال طويلاً وشاقاً، مشيرة في هذا الصدد إلى أن 45 في المئة من الأطفال الهنود ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون سوء التغذية، وأن سجل الهند من وفيات الأطفال (60 حالة وفاة من أصل كل 1000 ولادة) أسوأ من سجل بنغلادش، وأن نسبة من يعرفون القراءة والكتابة في البلاد لا تتعدى 65 في المئة. ومع ذلك، رأت الصحيفة أن عزاء الهند هو بروزها كثاني بلد في العالم من حيث النمو الاقتصادي، حيث سجلت على مدى السنوات الثلاث المنصرمة معدل نمو يتراوح ما بين 8 و9 في المئة سنوياً، وهو إنجاز قالت الصحيفة إنه مثل كسراً لحاجز نفسي بالنسبة للهنود الذين باتوا واثقين في الستقبل، لتختتم افتتاحيتها بالقول: لا غرابة إذن أن يكون الهنود من أكثر شعوب الأرض تفاؤلاً، وذلك حسب استطلاع للرأي أنجزته مؤسسة "بيو" مؤخراً. قضية "عمر خضر" "منذ خمس سنوات، تلتزم كندا الصمت بينما يقبع أحد مواطنيها في سجن غوانتانامو حيث يحرم من حقوقه القانونية وكرامته الإنسانية". بهذه الجملة استهلت "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، والتي تناولت فيها قضية المواطن الكندي عمر خضر، البالغ 20 عاماً، منتقدةً إهمال السلطات الكندية لقضيته حرصاً على عدم إغضاب الحليف الأميركي. وأوضحت الصحيفة أن خضر متهم من قبل السلطات الأميركية بقتل ضابط عسكري أميركي في أفغانستان في 2002 بواسطة قنبلة يدوية، وأنه ينتمي لأسرة لها علاقات بـ"القاعدة" ولا تخفي كرهها للمجتمع الغربي، وهو ما يفسر –حسب الصحيفة- صعوبة ضعف الدعم الشعبي لقضيته؛ وقلة الضغوط التي مورست على رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر لمطالبة الأميركيين بتسليم خضر إلى كندا، حيث يمكن محاكمته في محكمة عادية. غير أن الصحيفة اعتبرت الرسالة التي بعثت بها "جمعية المحامين الكندية" في هذا الصدد خبراً ساراً نظراً لوزنها المعنوي إذ تمثل تكتلاً يضم 37000 محامٍ. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن ثمة أسباباً قوية تدعو هاربر للقيام بذلك، ومنها أن خضر لم يكن عمره يتجاوز 15 عاماً حين قام بما تتهمه الولايات المتحدة به، وأنه كان تحت تأثير والده. علاوة على ذلك فإن القانون الكندي ينص على أن أقصى عقوبة بالنسبة للأحداث الذين يرتكبون جريمة القتل من الدرجة الأولى هي ست سنوات حبساً، مضيفة أنه حتى في حال إدانته، فإن خضر سيكون في هذه الحالة قد أتم عقوبته السجنية. إعداد: محمد وقيف