إعداد: عبد الجبار عبد الله خفايا المسودة الجديدة للدستور الأوروبي... وتحذيرات من "الخطر" الباكستاني ما الذي تخبئه معاهدة الدستور الأوروبي ويخشى رؤساء الوزراء البريطانيون الإفصاح عنه؟ وما مغزى تقاعد "كارل روف" عن منصبه الحالي كمستشار سياسي مقرب من بوش؟ وماذا عن باكستان ومخاطر انهيار النظام، وهواجس استمرار النزاع الباكستاني- الهندي؟ تساؤلات نحاول الإجابة عليها ضمن قراءة أسبوعية سريعة للصحافة البريطانية. ما وراء المعاهدة في افتتاحيتها الصادرة يوم الأحد 12 أغسطس الجاري، أشارت "الأبزرفور" إلى أن للحكومة البريطانية سببين يمنعانها من إجراء استفتاء شعبي عام حول النسخة المعدلة الجديدة من مسودة معاهدة الدستور الأوروبي، أولهما عام والآخر خاص. أما العام، فيتلخص في أن المعاهدة ليست كالدستور الذي وعدت الحكومة بإجراء استفتاء حوله، لكونها ستطغى على جميع الاتفاقيات السابقة التي أبرمتها القارة الأوروبية، لولا أنها ووجهت بحملة رفض قوية لها في كل من فرنسا وهولندا. والحقيقة أن الجزء الأكبر من دستور الاتحاد الأوروبي قد تمت المحافظة عليه في هذه المعاهدة. غير أن الملاحظ أنه لم يتم إخضاع هذه المعاهدة مطلقاً لأي تصويت عام عليها من قبل. أما السبب الثاني فله صلة بشكوك البريطانيين العميقة في كل ما تتم المصادقة عليه في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل. وكما هو معلوم، فإن أي اتفاق تعاون بين الحكومات الأوروبية، كما هو الحال في عضوية حلف "الناتو" ومنظمة التجارة العالمية وغيرهما على سبيل المثال، إنما يطالب بريطانيا ببعض التنازلات عن استقلاليتها وسيادتها الوطنية. ومسودة المعاهدة الجديدة لا تختلف عن غيرها من الاتفاقيات السابقة في هذا الأمر. وعلى رغم أن رؤساء الوزراء البريطانيين الذين صادقوا على مثل هذه الاتفاقيات والمعاهدات على امتداد الثلاثين عاماً الماضية، طالما اعتقدوا أن مجرد تمرير المعاهدات هذه عبر البرلمان، سوف يكون بمثابة ختمها بخاتم الممارسة الديمقراطية، لكن الحقيقة أنهم جميعاً كانوا جبناء في الكشف عن طبيعة هذه المعاهدات وسلبية تأثيرها على استقلالية وسيادة البلاد، لصالح فكرة التعاون الدولي والإقليمي للرأي العام البريطاني. وهذا هو سلوك حكومات حزب "العمال" و"المحافظين" على حد سواء. تقاعد "كارل روف" أما مجلة "إيكونومست" فقد جاء فيها في مقال افتتاحي يوم أمس، تعليق على إعلان "كارل روف" عن اعتزامه التقاعد من منصبه الحالي كمستشار سياسي مقرب من الرئيس بوش بنهاية شهر أغسطس الجاري، أن هذه الخطوة تمثل آخر الصفعات القوية التي تلقاها البيت الأبيض، بقدر ما تشير إلى تضاؤله وانحساره. بل هي صفعة موجهة إلى الحزب "الجمهوري"، الذي يعد "روف" أحد أبرع مهندسي حملاته الانتخابية الناجحة. وربما تكون قد انتهت مدة صلاحية "روف" ونفعه للبيت الأبيض، غير أن له ماضيا باهراً كاستراتيجي سياسي لمع نجمه مع الحزب "الجمهوري" ومرشحيه في الانتخابات منذ عقد التسعينات، حيث هندس الحملة الانتخابية التي نصبت الرئيس بوش حاكماً لولاية تكساس في عام 1994، ثم إنجاحه لحملة إعادة انتخابه الرئاسي في عام 2004. وكان ممكناً لـ"كارل روف" أن يغادر منصبه بهذه الإنجازات السياسية التي حسبت لصالحه، لولا أن عصفت بها في نهاية الأمر قضية "فاليري بليم"، ضابطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي جرى الكشف عن هويتها. وهكذا خسر "روف" اليوم ما كسبه بالأمس. حذار من باكستان هذا هو محتوى المقال التحليلي الذي نشرته صحيفة "ذي إندبندت" الصادرة يوم أمس الأربعاء، لكاتبه "جوهان هاري". فحين تكون هناك دولة مثل باكستان، تمتلك نحو 50 قنبلة من القنابل النووية، ولديها إسلاميون متطرفون يصل عددهم إلى مئات الآلاف، وتمضي هذه الدولة سريعاً نحو الانهيار، فإنه قد حان الوقت لأن يلزم العالم الحذر إزاء الخطر المحدق القادم من دولة كهذه. وكان الجنرال مشرف، على وشك السقوط ضحية لمحاولة اغتيال استهدفته الشهر الماضي. لكن ولئن فشلت المحاولة تلو المحاولة، فلا شك أن أعداءه سيواصلون تربصهم به حتى يتحقق لهم ما يريدون. وفوق ذلك كله، فقد أصبح "مشرف" محاصراً من ثلاثة جوانب، أولها فشله في تحقيق الوعود الخاصة بالتحول الديمقراطي التي قطعها على نفسه، وثانيها تنامي المعارضة الليبرالية الديمقراطية المطالبة بالحريات الأساسية وبالإصلاح السياسي، على نحو ما رأينا في معركة استعادة رئيس القضاء الباكستاني، "افتخار شودري"، الذي كان قد فصله "مشرف" من منصبه قبل بضعة أشهر. ومن الجهة الثالثة هناك تنامي خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة وتصعيد مواجهتها مع النظام، في مقابل الضغوط الأميركية المطالبة بكسر شوكة هذه الحركات وتفكيك معسكرات تدريبها وملاحقة قادتها المختفين داخل الحدود الباكستانية. وبين البدائل الممكنة لاحتواء هذا الخطر الباكستاني، فإن على "جوردون براون" أن يستخدم ما وعد به من "قوة ناعمة" في باكستان، تهدف إلى نشر المزيد من المدارس العلمانية هناك. حرب بلا حدود في "الجارديان" يوم الثلاثاء الماضي، وفي مقال تحليلي كتبه "سابتراشي راي"، وخصصه لرصد أحد جوانب الصراع الدائر بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير، من زاوية الحرب الرياضية هذه المرة. واستهل الكاتب مقاله بالقول: إذا كان "جورج أورويل" قد وصف الرياضة العالمية بأنها "حرب بوسائل أخرى"، فإنه يمكن تفسير حدة المنافسة بين الجارتين الهند وباكستان، في رياضة "الكريكت"، بأنها ساحة أخرى من ساحات الحروب الدائرة بين هذين الخصمين، منذ فصلهما عن بعضهما البعض. ورد الكاتب تاريخ هذا النزاع الذي تشير حدة المنافسة الرياضية إلى مظهر واحد من مظاهره، إلى مئات السنين. وها هي الذكرى الستون لاستقلال البلدين تحل، بينما لا يزال النزاع مستمراً.