"وصفة" لمواجهة الأنظمة "المارقة"... ودعوة لمقاطعة أولمبياد بكين دعوة لـ"كبح جماح" وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، والاختلاف بين "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" في الولايات المتحدة حول المقاربة الأنسب لمواجهة الدول "المارقة"، ودعوة لمقاطعة أولمبياد بكين ... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "اكبحوا جماح وزير الدفاع" : تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" يوم الأحد الماضي افتتاحية دعت خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى "كبح جماح" وزير الدفاع إيهود باراك، وذلك على خلفية ما نسب إليه من أن المحادثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل استئناف المفاوضات حول الوضع الأخير ليست سوى "شطحات خيال"، واعتراضه على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية قبل أن تتوفر إسرائيل على أنظمة لاعتراض أنواع مختلفة من الصواريخ، وهي أقوال سرعان ما نفاها "باراك" أمام أعضاء حزبه ووسائل الإعلام يوم الجمعة الماضي. غير أن الصحيفة قالت إن مصادر مختلفة تفيد بأن زعيم حزب "العمل" يرى ألا فرق بين "فتح" و"حماس"، ويعارض تعهد "أولمرت" لعباس بتقليص عدد الحواجز ونقاط التفتيش في الضفة الغربية. كما نقلت عن "باراك" قوله إن لعباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض "مصلحة في الحفاظ على الحواجز قائمة طالما أنهما غير قادرين على وقف الهجمات الإرهابية على إسرائيل". الصحيفة قالت إن باراك يملي نظرته لأهم موضوع في إسرائيل كما لو كان على رأس هرم السلطة، مضيفة أنه إذا كان "أولمرت" ينظر إلى عباس باعتباره شريكاً وينوي حقاً تقوية معسكره عبر استئناف المفاوضات حول حل للوضع الدائم، فعليه أن "يكبح جماح" وزير الدفاع، ويذكِّره بأن "المسؤولية العليا والنهائية عن سياسة أمن وسلام إسرائيل هي من مسؤولية الحكومة التي يرأسها". "القوة والدبلوماسية" صحيفة "جيروزاليم بوست" خصصت افتتاحية عددها ليوم الخميس الماضي لتسليط الضوء على ما اعتبرته فرقاً بين خطاب المرشحين "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" في الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط؛ ويتمثل في دعوة "الديمقراطيين" إلى "محادثات مباشرة" مع خصوم أميركا، في حين يرى "الجمهوريون" ألا جدوى ترجى من ذلك، وإن كانت الصحيفة قد أقرت بأن ما يوحد الحزبين أكبر مما يفرقهما، مشيرة إلى أنه باستثناء موضوع العراق الساخن، فإن الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة يتحدثان اللغة نفسها تقريباً بخصوص محاربة الإرهاب، وينتقدون بالقوة نفسها إيران وسوريا و"حزب الله" و"حماس"، ويدعمان إسرائيل. وهكذا، رأت الصحيفة أن "الديمقراطيين" يختلفون مع بوش من حيث رفضه لتعددية الأطراف وتركيزه على القوة، في حين يميل "الجمهوريون" إلى استعمال القوة في ما يعتبرونه عالماً معادياً. غير أنها اعتبرت أن هذا التقسيم بين القوة والدبلوماسية تقسيم خاطئ، مشيرة إلى أن التأثير على نظامي سوريا وإيران "المارقين" مثلاً بالدبلوماسية فقط لا يكفي. وقالت إن ثمة وصفتين اثنتين فقط للنجاح ضد أنظمة من هذا القبيل: خلعها من السلطة من قبل شعبها أو بواسطة قوات خارجية، أو استسلام النظام بعد أن يخلص إلى أن "سلوكه غير المقبول"، مثل صنع الأسلحة النووية ودعم الإرهاب، أضحى باهظا وأن الاستمرار فيه بات غير ممكن. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن تهديدات اليوم تقتضي أن يشكل الأميركيون، والغرب بصفة عامة، جبهة موحدة، معبرة عن أملها في أن يتفق "الديمقراطيون" و"الجمهوريون" على أن للقوة والدبلوماسية معا دوراً في مواجهة "أكبر خطر يهدد حرية العالم منذ ظهور الفاشية في الثلاثينيات والحرب الباردة"، في إشارة إلى ما تطلق عليه الصحيفة "الفاشية الإسلامية" أو بتعبير ألطف "الإرهاب". كردستان وفلسطين صحيفة "هآرتس" نشرت ضمن عددها ليوم السبت مقالا لكاتبه "زئفي باريل" سلط فيه الضوء على "قصة نجاح" كردستان العراق، في إشارة إلى الدينامية التي تشهدها المنطقة من حيث البناء والعمران، وهو نجاح يأتي رغم افتقار الإقليم إلى ميزانية حقيقية، حيث يتلقى 17 في المئة من إجمالي دخل الحكومة العراقية، وهو ما يعادل نحو 7 مليارات دولار. واعتبر "باريل" أن كردستان تصلح لتكون قدوة للسلطة الفلسطينية بالنظر إلى أوجه الشبه العديدة التي تجمع بينهما، ومن ذلك -يقول الكاتب- أن كليهما يعتمد على حكومات أو مصادر أخرى من أجل الدخل، وكلاهما كيان عرقي يتشبث بحلم وطني صعب المنال، وكلاهما لا يستطيع تطبيقه حتى الآن –الأكراد بسبب معارضة تركيا، والفلسطينيون لأنهم يحتاجون إلى إذن إسرائيل. وعلاوة على ذلك -يضيف الكاتب- فإن الفلسطينيين يريدون 100 في المئة من أراضيهم، والأكراد يطالبون بثلاث مناطق أخرى ليضموها إلى منطقة نفوذهم. أما سياسياً -يقول الكاتب- فإن للإكراد والفلسطينيين تجارب متشابهة؛ حيث خاض الفصيلان الكرديان الرئيسيان -واحد بزعامة جلال طالباني وآخر بزعامة مسعود بارزاني- حرباً دموية قبل عقد من اليوم، أسفرت عن أعداد كبيرة من القتلى وآلاف اللاجئين. كما عقدا اتفاقات للهدنة مرات عدة، وخرقاها مرات عدة كذلك؛ وكثيرا ما اتهم كل جانب الآخر بـ"بيع القضية الكردية". إلى ذلك، قال الكاتب إنه لا توجد مودة أو ثقة بين الفريقين، إلا أن المصلحة المشتركة هي التي غلبت، حيث أفضت الحرب في العراق إلى تحالف للمصالح بين الفصيلين الكرديين، وهو ما نتجت عنه "بنية سياسية فريدة" متمثلة في إدارة مشتركة للإقليم، حيث يتوفر الفصيلان اليوم على العدد نفسه من الحقائب الوزارية. "قاطعوا أولمبياد بكين" تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا لكاتبه "جيلعاد ناثان"، الباحث بالجامعة العبرية في القدس، وفيه عقد الكاتب مقارنة مع الألعاب الأولمبية التي احتضنتها برلين عام 1936 في عهد ألمانيا النازية، والألعاب الأولمبية التي من المزمع أن تنظمها الصين العام المقبل، معتبراً أنه بعد الخطأ المتمثل في منح شرف تنظيم الأولمبياد لدولة ديكتاتورية مثل الرايخ الثالث، فإن دول العالم مقبلة على تكرار الخطأ نفسه بمنح الصين الاعتراف الدولي وشرف تنظيم هذه الألعاب العام المقبل، ودعا إلى مقاطعتها. الكاتب وصف الصين بـ"النظام السياسي الستاليني" الذي يقمع حقوق مواطنيه الإنسانية والمدنية، ويصدر المنتجات ذات الجودة الهابطة التي ينتجها عمال يعملون مقابل رواتب متدنية جدا لصالح أوليجاركية رأسمالية. كما اتهم الصين بتلويث الأرض والماء والهواء من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، ومواصلة تطبيق عقوبة الإعدام وبيع الأعضاء البشرية لمن تنفذ في حقهم هذه العقوبات. ورأى الكاتب أن من شأن مقاطعة أولمبياد بكين أن تشكل "رسالة واضحة" إلى الصين، مؤداها أنه لا يمكنها أن تستمر في تلويث البيئة وقمع مواطنيها وإغراق العالم بسلعها المعيبة حتى يزداد "المسؤولون الستاليون" وشركاؤهم غنى، مختتما بالقول إن العالم دفع في 1939 ثمن الشرعية التي منحها للرايخ الثالث، أما اليوم، فمازال أمامه عام لحرمان الصين من هذه الشرعية. إعداد: محمد وقيف