الوفد الوزاري للجامعة العربية توجه إلى إسرائيل في زيارة إليها للمرة الأولى لإقناعها بقبول المبادرة العربية التي رفضتها. نرجو ألا تكون هذه اللقاءات فقط للعلاقات العامة، وألا تتكرر أسطوانة قضية الشريك في عملية السلام، موجوداً أو غير موجود. ثم إنه ليس صدفة أن يتوجه توني بلير مندوباً عن "الرباعية" إلى القدس، ويحمل في جعبته تصورات ومبادرات لإقناع إسرائيل بقبول التسوية. على الصعيد الآخر تصدر من إسرائيل أصوات تنادي بإقامة علاقات مع دول عربية سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي، وأن تقيم حواراً مع أطراف عربية لا تقيم علاقات معها، أي القفز عن أصحاب القضية، هذا هو الاستحقاق الذي تريده إسرائيل فقط، وهو إقامة علاقات مع الدول العربية. إن الاحتلال هو المشكلة، والذي لا تريد إسرائيل حتى النقاش في أمره، لأنها تريد الدوران في حلقة مفرغة دون حل للمشكلة وجوهرها والانسحاب وإنهاء الاحتلال. ويبقى الصراع من دون حل وتبقى المشكلة قائمة رغم الترويج ورغم السعي من قبل كل الأطراف بحل هذا الصراع، لأن إسرائيل هي التي تضع الشروط وتتجاهل حل قضية اللاجئين وعدم الانسحاب. هاني سعيد- أبوظبي