كندا تراجِع "الموقف" في أفغانستان... ومساعٍ لإرساء "نظام سلام" في قمة الكوريتين ----------- دعوة لكندا من أجل تقييم الأوضاع الأمنية في أفغانستان بنفسها للحسم في أمر تمديد مهمتها هناك من عدمه، وقمة مرتقبة للزعيمين الكوريين الشمالي والجنوبي نهاية الشهر الجاري، وانتقادات لرد فعل الحكومة الهندية على الفيضانات التي ضربت مناطق واسعة من البلاد، والذكرى الثانية والستون لإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "مؤشرات أفغانية مُحيِّرة": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، التي خصصتها للتعليق على ما سمتها "إشارات مزدوجة ومحيِّرة" من جانب أفغانستان؛ حيث نقلت عن الرئيس حامد كرزاي، قبل لقائه بالرئيس الأميركي جورج بوش، قوله: "إن الوضع الأمني في أفغانستان شهد تدهوراً على مدى العامين الماضيين"؛ قبل أن يدلي يوم الاثنين بتصريح آخر عقب لقائه ببوش قال فيه إن طالبان "لم تعد تطرح أي تهديد بالنسبة للحكومة الأفغانية"، وإن كل ما تفعله هو ترهيب المدنيين فحسب. الصحيفة قالت إن هذه الإشارات المزدوجة تحمل بين ثناياها رسالة لحكومة رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر، في وقت تنكبُّ فيه هذه الأخيرة على بحث ودراسة الخطوات المقبلة التي على كندا أن تتخذها في وقت تقترب فيه مهمة القوات الكندية في أفغانستان من بداية العد العكسي لنهايتها، معتبرة أن على كندا ألا تعتمد على التطمينات الأفغانية فقط، وإنما عليها القيام أيضاً بتقييم مستقل وحاسم للأوضاع هناك، قبل اتخاذ قرار بشأن الالتزام بالجنود أو الموارد (يذكر هنا أن لكندا 2500 جندي في قندهار، وشاركت بـ1.2 مليار دولار من المساعدات). واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن البت في الكيفية التي يمكن بها لكندا أن تساعد أفغانستان على أفضل وجه، هو قرار على "أوتاوا" ألا تتخذه إلا بعد أن تقيِّم الوضع على الميدان مع حلفائها، مضيفة أن "تطمينات كابول القائلة بالانتصار في الحرب، أو تحذيراتها من الخسارة فيها، ليست أساساً لعملية عقلانية لوضع السياسات". قمة الكوريتين: صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية خصصت افتتاحية عددها ليوم أول من أمس الأربعاء للحديث حول القمة التي يرتقب أن تجمع الرئيس الكوري الجنوبي "رو مو هيان" والزعيم الكوري الشمالي "كيم يونج إيل" في بيونج يانج في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن بعض المراقبين توقعاتهم بأن يصدر عن الجانبين في نهاية القمة إعلان "يضع أسس نظام سلام للمصالحة الوطنية والرخاء المتبادل"، مذكرة في هذا الصدد بما قاله الرئيس الأميركي جورج بوش خلال لقائه بنظيره الكوري الجنوبي في العاصمة الفيتنامية هانوي العام الماضي من أن واشنطن ستوقع اتفاقية سلام في شبه الجزيرة الكورية في حال تخلت كوريا الشمالية عن برنامجها النووي. واعتبرت الصحيفة أن من شأن إعلان سلام من قبل الجانبين أن يشكل محطة مهمة على طريق الإنهاء الرسمي للحرب بين الكوريتين، مذكرة في هذا الصدد بأن سيئول وبيونج يانج تعدان من الناحية التقنية في حالة حرب على اعتبار أن الحرب الكورية (1950- 1953) انتهت باتفاق هدنة، لم توقع عليه كوريا الجنوبية. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن الجانبين يتوقع أن يناقشا أيضاً سبل تشغيل خط السكك الذي يربط الكوريتين بشكل دائم، إضافة إلى وسائل توسيع التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية عبر مشروع مركب جيسونج الصناعي، معتبرة أن من شأن الانفراج في سماء شبه الجزيرة الكورية أن ينعكس إيجاباً على الأوضاع الأمنية في شمال شرق آسيا، ويدعم سعي كوريا الشمالية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة واليابان، وهو ما سيشكل تطوراً مهماً بالنسبة لمساعي "الشمال" للانفتاح على العالم الخارجي وتسريع الإصلاح الاقتصادي. "ماذا عما بعد الطوفان؟": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "ذا تايمز أوف إينديا" الهندية لافتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، والتي خصصتها للتعليق على رد فعل الحكومة على الفيضانات التي ضربت مناطق واسعة من الهند وأودت بحياة 1100 شخص. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن "اليونيسيف" قولها إن 14 مليون شخص تأثروا بهذه الفيضانات عبر 6000 بلدة ومدينة في الهند. ودقت ناقوس الخطر محذرة من أن كارثة صحية على شكل تفشي التيفوئيد والكوليرا تطل برأسها على المناطق المنكوبة. الصحيفة أقرت بأن الهند حققت قفزات في سنوات ما بعد الإصلاح؛ ونقلت في هذا السياق عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وصفها للهند بالبلد المتحوِّل، بدلاً من البلد النامي. غير أنها رأت أن من واجب أي بلد يسمح بهلاك المئات من مواطنيه كل عام بسبب الفيضانات والجفاف والزلازل وغيرها أن يعيد النظر في أسس مخطط التنمية الذي يعتمده، ولاسيما إذا كان هذا البلد حريصاً على أن يُنظر إليه بشكل جدي على أنه فاعل قوي في شؤون العالم. وأضافت الصحيفة أن إصلاح ما تضرر لا يمر عبر ضخ الأموال والمساعدات فحسب، وإنما أيضاً عبر مؤسسات تضمن المحاسبة والفاعلية تجنباً لاختلاس أموال المساعدات أو المحاباة في توزيعها، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة التحرك السريع من أجل إيصال الماء الصالح للشرب والأدوية إلى المناطق المنكوبة تلافياً لانتشار الأوبئة. ذكرى هيروشيما: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين لقراءة في الذكرى الثانية والستين لإلقاء القنبلة النووية على مدينة هيروشيما اليابانية في السادس من أغسطس 1945، في ما عدا أول استعمال للسلاح النووي في التاريخ، معتبرة أن هذه الذكرى تأتي في ظروف دولية غير مساعدة على حظر الأسلحة النووية. وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أنه على رغم أن كوريا الشمالية أغلقت مفاعلها النووي في يونجبيون وفتحت منشآتها النووية في وجه مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنه من غير الواضح متى ستكمل بيونج يانج التزامات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الثالث عشر من فبراير في إطار المحادثات السداسية، والقاضي بالكشف عن جميع برامجها النووية وتعطيل جميع منشآتها النووية. علاوة على ذلك فإن إيران ترفض وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. كما أشارت إلى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والهند والقاضي باستئناف الولايات المتحدة بيع الهند الوقود النووي والتكنولوجيا النووية، وهو اتفاق قالت عنه الصحيفة إنه يضعف اتفاقية حظر الانتشار النووي، التي ترفض الهند الانضمام إليها. إلى ذلك، قالت الصحيفة إنه في الوقت الذي تبدو فيه القوى النووية غير مهتمة بنزع السلاح النووي، ويزداد فيه انتشار الأسلحة النووية، فإن اليابانيين يستطيعون لعب دور مهم في هذا الصدد، معتبرة أن باستطاعة طوكيو، علاوة على دفع كوريا الشمالية إلى التخلي عن أسلحتها وبرامجها النووية، الدفع باتجاه تقليص أو منع الأسلحة النووية في عموم شرق آسيا. إعداد: محمد وقيف