مخاوف من تكرار "كارثة" الحمى القلاعية... ولندن تغير موقفها تجاه سجناء جوانتانامو ظهور حالات للإصابة بمرض الحمى القلاعية، والعلاقة بين براون وبوش، ومشكلة المترجمين العراقيين، وتسلم معتقلي جوانتانامو... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية. "ما الذي تعلمناه من انتشار الحمى القلاعية عام 2001؟": تحت هذا العنوان، رأت صحيفة "الديلي تلغراف" في افتتاحيتها أول من أمس أنه على الرغم من أن الحكومة البريطانية قد تصرفت بالسرعة الواجبة، بعد تلقيها بلاغ عن ظهور حالات إصابة بمرض الحمى القلاعية في أحد قطعان الماشية في مقاطعة "سرّى"، فإن المشكلة هي أن أحداً لا يعرف شيئاً حتى الآن عن نطاق انتشار المرض، ولا سبب انتشاره، وهو ما يعيد إلى الأذهان ذكريات عام 2001 السوداء، عندما واصل المرض انتشاره لمدة 221 يوماً كاملة قبل أن يتم استئصاله بتكاليف مادية باهظة. وشددت الصحيفة على ضرورة الاستفادة من الأخطاء التي وقعت في الماضي. ومنها على سبيل المثال إصرار حكومة توني بلير في ذلك الوقت على فرض نطاق من السرية على أسباب انتشار ذلك المرض ورفضها تشكيل لجنة للتحقيق الشامل فيه. وحذرت الصحيفة من أن التصرف بهذه الطريقة قد يؤدي إلى نشوء كارثة مماثلة، خصوصاً وأن حزب "العمال" مهووس بمسألة تغطية ظهره والتنصل من المسؤولية عن الأحداث والاحتقار لكل ما هو زراعي وهو ما يهدد بتكرار ما حدث عام 2001، خصوصاً إذا ما أُخذ بعين الاعتبار أن الجهات الصحية المنوط بها مواجهة هذا المرض الخطير تعاني من نقص كبير في التمويل، مما قد يحد من قدرتها على التصدي له. "علينا أن نفعل الشيء الصائب": كان هذا عنوان افتتاحية "التايمز" أول من أمس الثلاثاء، التي دعت فيها وزارة الداخلية البريطانية إلى التحرك بسرعة للحيلولة دون تفاقم مشكلة المترجمين العراقيين الذين كانوا يعملون في صفوف القوات البريطانية، والذين يتعرضون لخطر الانتقام والتصفية الجسدية من الجماعات الإرهابية التي تتهمهم بالتواطؤ مع العدو، والذين سيصبح مصيرهم مجهولاً بعد أن تقوم القوات البريطانية بتحويل محور اهتمامها في البصرة من الاشتباك المباشر إلى الإشراف غير المباشر. وحذرت الصحيفة وزارة الداخلية البريطانية من تجاهل الطلبات التي تقدم بها بعض هؤلاء المترجمين للسماح لهم بالهجرة إلى بريطانيا، خصوصاً بعد أن قامت الدانمارك بتخيير المترجمين الذين كانوا يعملون معها بين الدخول إليها هم وأفراد عائلاتهم المباشرين، أو السفر إلى دولة ثالثة، أو الحصول على تعويضات مالية سخية. ووصفت الصحيفة التعامل البريطاني مع المترجمين الذين كانوا يتعاونون معها بأنه مخجل، وأن أقل ما يمكن أن لها أن تفعله في هذا الصدد هو السماح لهم بتدبير أمر دخولهم الأراضي البريطانية بوسائلهم الخاصة، ومنها الحصول على تأشيرات زيارة من بعض القنصليات البريطانية في الخارج، على أن يتقدموا بطلبات للهجرة للسلطات المسؤولة بعد وصولهم وبحيث يتم بحث تلك الطلبات كل حالة على حدة حسب لوائح وإجراءات نظام اللجوء السياسي البريطاني. "لعبة براون الخطرة مع الولايات المتحدة": في معرض تناولها لزيارة "جوردون براون" الأخيرة إلى الولايات المتحدة، رأت "الديلي تلغراف" في افتتاحيتها أمس، أن التحفظ والبرود الذي بدا عليهما براون أثناء المؤتمر المشترك مع الرئيس بوش- مقارنة بما كان يبديه بوش من ود - والذي فسره بعضهم بأنه يرجع إلى أنه لا يزال جديداً على منصب رئيس الوزراء، كان مقصوداً في حد ذاته من قبل "براون"، الذي يريد كما يبدو أن يحافظ على مسافة بينه وبين الرئيس الأميركي، خصوصاً وأنه لم يعد متبقياً أمام الأخير في الحكم سوى أقل من عام ونصف. ورأت الصحيفة أن"براون" قد حرص خلال هذا الزيارة على أن ينفي عن نفسه منذ البداية لقب "التابع لبوش"، الذي كان يُطلق على سلفه "توني بلير". وحذرت الصحيفة "جوردون براون" من التعامل بجفاء مع أميركا لأنها ستضطر إلى التعامل معه بالطريقة ذاتها، ودللت على ذلك بالإشارة إلى التقرير الذي نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" أول من أمس الثلاثاء والتي قالت فيه نقلاً عن مصادر أميركية رفيعة المستوى، إن بريطانيا قد هُزمت في البصرة، وأنها قد تركت المدينة في أيدي الميليشيات والعصابات الإجرامية. وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الحلف البريطاني– الأميركي حيوي للغاية، ويعد ركناً أساسياً من أركان السياسة الخارجية لبريطانيا، وأن على "براون" أن يكون حريصاً قبل أن يقدم على أي تغيير في العلاقة مع الولايات المتحدة، لأن مثل هذا التغيير سيكون بمثابة لعبة خطرة وخيمة العاقبة. "الخروج من جوانتانامو" تناولت "التايمز" موضوع الطلب الرسمي الذي تقدمت به بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل تسليمها خمسة من سجناء جوانتانامو ممن كانوا يقيمون سابقا بها، ووصفته بأنه يعد تراجعاً كاملاً عن موقفها السابق من سجناء المعتقل، والذي اتسم بالازدواجية. فمن ناحية كان "توني بلير" و"جاك سترو" قد أعلنا منذ البداية أن المعتقل يخالف المبادئ القضائية الجوهرية، وأن الولايات المتحدة يجب أن تعمل على إغلاقه. ومن ناحية أخرى، فإن ما حدث بالفعل عندما بدأت المباحثات بين الدولتين بشأن تسلم بريطانيا لبعض السجناء المعتقلين هناك، أن بريطانيا كانت تتحجج بأنها قد استلمت جميع السجناء الذين يحملون جنسيتها، وأنه ليس من مسؤوليتها استقبال سجناء ينتمون إلى دول ثالثة لمجرد أنهم قبل اعتقالهم كانوا يقيمون في بريطانيا. ووصفت الصحيفة قرار بريطانيا باستقبال خمسة من معتقلي جوانتانامو ممن كانوا يقيمون بها قبل القبض عليهم بأنه قرار صعب ولكنه صائب مع ذلك، وأكدت أنه من الخطأ مع ذلك النظر إلى معتقلي جوانتانامو على أنهم كانوا ضحايا أبرياء تواجدوا بالصدفة في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ، وأن الحقيقة أن بعضهم كان من العقول المدبرة لعمليات "القاعدة"، وطالبت بإخضاعهم للتحقيقات ومعاملتهم كإرهابيين مشتبه بهم وعدم إتاحة الفرصة أمامهم للهروب من المحاكمة القانونية الواجبة التي حرموا منها في جوانتانامو. إعداد: سعيد كامل