الحاجة إلى فتح حوار مع "حماس"... وظاهرة عصيان الأوامر العسكرية تتفاقم امتناع الجنود الإسرائيليين عن تنفيذ الأوامر، وضرورة إشراك "حماس" في الجهود الدبلوماسية، ومأساة اللاجئين السودانيين إلى إسرائيل، وخطأ إغفال قطاع غزة في الاتفاقات المقبلة قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "فككوا جبهة الرفض": بهذا العنوان استهلت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء متطرقة إلى ظاهرة غدت منتشرة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي وباتت تقلق كبار المسؤولين العسكريين. والموضوع يتعلق بامتناع بعض جنود الجيش الإسرائيلي عن الامتثال لأوامر رؤسائهم وإخلاء المستوطنين، أو إجلاء العناصر المتطرفة التي تستولي على منازل الفلسطينيين. ويأتي الحديث عن عصيان أفراد الجيش للأوامر العسكرية بعد رفضهم تنفيذ أوامر صدرت لهم بإجلاء عائلات يهودية استولت على منازل في سوق مدينة الخليل بالضفة الغربية. فقد تذرع الجنود بشتى الحجج فمنهم من أعلن رفضه الصريح لتنفيذ الأوامر، ومنهم من تعلل بمرض، أو مغص وطلب إجازة مرضية. ورغم إحالة السلطات العسكرية لاثنى عشر جندياً إلى التحقيق لعدم انضباطهم، ترى الصحيفة أن ذلك غير كاف وبأن سلطة المؤسسة العسكرية تفوق سلطة الحاخامات الذين يحرضون الجنود على عدم الامتثال لأوامر الإخلاء. وتحذر الصحيفة من تفاقم ظاهرة الامتناع عن تنفيذ الأوامر في صفوف الجنود، معتبرة أنها تعكس موقفاً سياسياً لا يليق بمؤسسة محترفة مثل الجيش الإسرائيلي، رافضة في الوقت نفسه الاعتبارات الدينية التي يسوقها "اليمين". لذا تحث الصحيفة كل من وزير الدفاع "إيهود باراك" ورئيس هيئة الأركان "جابي أشكانزي" على التصدي للظاهرة ومواجهتها بحزم، لاسيما الرفض الذي تحركه دوافع دينية، أو يمينية متطرفة. وهنا تتساءل الصحيفة عن اتفاقات السلام المحتملة في المستقبل مع الفلسطينيين التي قد تستدعي إخلاء المستوطنات وكيف سيتم تنفيذ أوامر الإجلاء. وفي هذا الصدد تدعو الصحيفة قادة الجيش إلى التعامل المباشر مع الحاخامات المحرضين على عصيان الأوامر، مشددة على ضرورة سد ثغرات الجبهة الداخلية وتمتينها بهدف التفرغ إلى التهديدات الخارجية. "مركزية حماس في اللعبة الفلسطينية": في مقاله المنشور على صفحات "هآرتس" يوم الإثنين الماضي تطرق الكاتب الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الفلسطينية "داني روبنشتاين" إلى الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي تبذل على الصعيدين الإسرائيلي والفلسطيني لإنعاش عملية السلام المدعومة أميركياً. فقد شهدت الأيام الأخيرة مجموعة من اللقاءات بين "محمود عباس" و"إيهود أولمرت" وتمت مناقشة إمكانية التوقيع على اتفاق مبادئ والتحضير للمؤتمر الإقليمي للسلام. ورغم الصعوبات التي تعترض الجهود المبذولة مثل السجال الدائر حول عفو إسرائيل عن الفلسطينيين المطلوبين، يقر الكاتب بحدوث تقدم لا يمكن إنكاره. فقد رجعت لجان التنسيق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العمل مجدداً، كما أن حكومة "سلام فياض" تتلقى بانتظام الدعم المالي. وفي الإطار نفسه أعلنت وسائل الإعلام الفلسطينية عن مشروع إقامة مدينة جديدة في الضفة الغربية بين نابلس ورام الله بتمويل أميركي وسعودي، وهو ما سيوفر فرص عمل للآلاف من الفلسطينيين العاطلين. ويعتقد الكاتب أن هذا التطور الإيجابي في الميدان يحجب الخلافات البسيطة والثانوية مثل تلك التي برزت إلى السطح بعد إعلان السلطات الإسرائيلية عن سماحها بدخول العشرات من اللاجئين الفلسطينيين إلى الضفة الغربية إثر هروبهم من العراق. والمشكلة حسب الصحف الفلسطينية أن استقرار اللاجئين في الضفة الغربية يحرمهم من وثيقة اللاجئين التي تمنحها لهم الأمم المتحدة، ومن ثم التخلي على حق العودة. ويضاف إلى تلك الصعوبات، حسب الكاتب، قدرة "حماس" على نسف جهود حكومة "سلام فياض" في الضفة الغربية، وإفشال الانتخابات التشريعية والرئاسية التي يريد "محمود عباس" تنظيمها في قطاع غزة والضفة الغربية في حال قاطعتها "حماس"، ليخلص الكاتب في النهائية إلى ضرورة إشراك "حماس" في المشروع السياسي الفلسطيني إذا ما أريد له النجاح. "السودان ومصر وإسرائيل": تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي مشكلة اللاجئين السودانيين الذين يعبرون الحدود المصرية- الإسرائيلية بحثاً عن ظروف معيشية أفضل. والصحيفة تحمل في هذا الإطار السلطات المصرية مسؤولية المعاملة السيئة التي يتعرض لها اللاجئون السودانيون، مستشهدة في ذلك ببرنامج وثائقي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية يشير إلى تصريحات بعض الجنود الإسرائيليين المرابطين على الحدود مع مصر. كما أوردت الصحيفة مقالاً نشرته أسبوعية الأهرام المصرية باللغة الإنجليزية، جاء فيه "يبدو أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالغة الصعوبة التي يقاسيها اللاجئون السودانيون في مصر، فضلاً عن المعاملة أحياناً هي السبب الرئيسي الذي يدفع اللاجئين السودانيين إلى التوجه إلى إسرائيل". وبينما تشدد الصحيفة على الواجب الأخلاقي لإسرائيل أمام استقبال اللاجئين، تؤكد أيضاً على ضرورة مراقبة دخول اللاجئين، داعية في هذا السياق إلى إقامة سور على طول الحدود مع مصر ليس فقط لمنع دخول اللاجئين والمهاجرين السريين، بل أيضاً للحد من تهريب السلاح، حسب الصحيفة. "ليس من دون غزة": تطرق الأكاديمي الإسرائيلي "يورام ميتال"، رئيس مركز "تشيم هيرزوج" للدراسات الدبلوماسية والشرق أوسطية بجامعة بن جوريون في مقاله المنشور يوم الإثنين الماضي على صفحات "يديعوت أحرنوت" إلى آفاق السلام المتجددة التي بدأت تلوح بوادرها بين إسرائيل والفلسطينيين في ظل التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تشهدها الساحة واللقاءات بين الجانبين التي كان آخرها اجتماع "محمود عباس" و"إيهود أولمرت" يوم الإثنين الماضي بمدينة أريحا في الضفة الغربية. ويرجع الكاتب هذه الحركية في عملية السلام إلى تطورات غزة وسيطرة "حماس" على القطاع، وهو ما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى التفاؤل والحديث عن فرصة جديدة لإحياء الجهود الدبلوماسية. لكن الكاتب يحذر أيضاً من الثغرات ونقاط الضعف التي تنطوي عليها التحركات الدبلوماسية الأخيرة، لا سيما تلك المرتبطة بصعوبة، إن لم يكن استحالة المضي قدماً في تقرير مصير الضفة الغربية مع رئيس السلطة "محمود عباس" ورئيس الحكومة "سلام فياض" والإصرار على تجاهل قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس". فهذا الاعتقاد الواهم، كما يرى الكاتب، يناقض الاتفاق الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي ينظر إلى قطاع غزة والضفة الغربية على أنهما جزء موحد ضمن كيان سياسي فلسطيني واحد. إعداد: زهير الكساب