"العداء لأميركا" لن يحرر الرهائن الكوريين... و"خلافة" بوتين انعطافة روسية خطيرة أصداء اختطاف حركة "طالبان" لثلاثة وعشرين كورياً جنوبياً، والسجال الدائر حول خلافة بوتين يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل روسيا، وبعد قرار مجلس الأمن الأخير ثمة دور مأمول لكندا في أزمة دارفور... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على بعض الصحف الدولية. "مزيد من العداء لأميركا": تحت هذا العنوان، نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، يوم أمس الاثنين افتتاحية رأت خلالها أن اختطاف حركة "طالبان" لمجموعة من الكوريين الجنوبيين في أفغانستان، أجج موجة من العداء للولايات المتحدة في البلاد. والأسوأ من ذلك أن بعض القوى السياسية انتهزت الحدث وحاولت استغلال هذه المواجهة لصالحها، من أجل تحقيق مكاسب. على سبيل المثال، يزعم النشطاء اليساريون في كوريا الجنوبية بأن الولايات المتحدة هي التي تخوض حرباً على الإرهاب داخل أفغانستان، ومن ثم تتحمل واشنطن المسؤولية عن اختطاف الرهائن الكوريين الجنوبيين. في يوم الجمعة الماضي نظم هؤلاء الناشطون مسيرة أمام السفارة الأميركية في سيول، مطالبين واشنطن بالدخول في إجراءات لتحرير الرهائن الكوريين. الصحيفة تمنت لو طلب المتظاهرون من واشنطن تقديم العون في مسألة الرهائن، وحسب الصحيفة، لو كان ثمة دولة واحدة في العالم قادرة على إقناع الحكومة الأفغانية بإطلاق سراح سجناء حركة "طالبان" مقابل الإفراج عن الرهائن الكوريين، فهي الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من معارضة واشنطن لمبدأ مقايضة الرهائن بسجناء "طالبان"، إضافة إلى أن الرئيس الأفغاني مدين بمنصبه للولايات المتحدة. الصحيفة ترى أنه من غير المنطقي محاسبة الولايات المتحدة وتحميلها المسؤولية عن مصير ما بقي على قيد الحياة من الرهائن (21 رهينة)، أو محاسبتها على مقتل اثنين منهم. وثمة حقيقة واحدة حول المختطفين الذين ينتمون إلى جمعية "كنيسة صموئيل" بجنوب سيول، وهي أنهم ذهبوا إلى أفغانستان دون طلب من أحد، وتجاهلوا تحذيرات المسؤولين الكوريين الجنوبيين من السفر إلى هذا البلد الخطير. هذه الحقيقة لن تتغير حتى في ظل قيام حركة "طالبان" بخطف الكوريين لأن سيول أرسلت قواتها إلى أفغانستان بناء على طلب من الولايات المتحدة، لكن على هؤلاء النشطاء الذين يحملون واشنطن مسؤولية ما جرى للرهائن، أن يتذكروا بأن من مصلحة كوريا الجنوبية إرسال قوات غير مقاتلة إلى أفغانستان، خاصة بعد أن شنت الولايات المتحدة حرباً على "القاعدة" بعيد هجمات 11 سبتمبر. معاداة أميركا لن تعطي أي بارقة أمل في عودة المختطفين سالمين إلى ديارهم، والمطلوب إذا أن يوحد المعارضون السياسيون مواقفهم وأن يساندوا حكومتهم التي تبذل قصارى جهدها في التفاوض لتحرير الرهائن. انعطافة خطيرة في روسيا: تحت عنوان "انعطافة في الطريق الروسي إلى المجهول"، كتب "جورجي ساتاروف"، يوم الجمعة الماضي مقالاً في "جابان تايمز" اليابانية، أشار خلاله إلى أنه في الآونة الأخيرة صدرت إيماءة مهمة يمكن اعتبارها تحولاً تمر به السياسات الروسية، حيث صرح " إيجور شافلوف"، أحد مساعدي الرئيس بوتين، بأنه من الواقعي أن يظهر شخص ما يمكن لبوتين أن يقر به كخلف له في منصبه". التصريح قوبل بموجة عارمة من التعليقات، لكن هذا ليس أمراً غريباً في روسيا التي لديها ثقافة سياسية تقوم على الشخصانية إلى حد كبير. الكاتب، وهو مدير "مركز إنديم" للبحوث، يرى أن بوتين حريص على إبقاء حالة من عدم التأكد تجاه من سيخلفه، لأطول فترة ممكنة، فهو بذلك يتجنب أي خسارة محتملة في سلطاته، خاصة في ظل ضعف المؤسسات الروسية التي يمكن أن تضمن انتقالاً سلساً للسلطة. كثير من المجموعات المحيطة بالرئيس بوتين تحاول طرح مرشحين لخلافته، لكن طرح الأسماء يشبه الطائرات التي تحاول الهرب من الصواريخ بالهجوم على أهداف خاطئة. وحسب الكاتب، فإنه حتى هذه اللحظة ليس مهماً السؤال عمن سيخلف بوتين، بل المهم: ما هي الآلية أو العملية التي من خلالها سيتم اختيار ثالث رئيس لروسيا الاتحادية. والدلالة التاريخية للاختيار الذي ستواجهه روسيا في ربيع العام المقبل لن تتحدد بالسمات الشخصية للرئيس الجديد بل بولاءاته وللجهة التي ستكون صاحبة فضل في وصوله إلى الكريملن. الرجل الذي سيخلف بوتين سيصل إلى الكريملن بعد اتفاق سيتم إبرامه بين الأفراد الذين يشكلون الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس الروسي الحالي، وهذا يعني أن الرئيس الجديد سيعتمد في سياساته وسيكون محاسباً من قبل الأشخاص الذين أوصلوه إلى سدة الحكم. وحسب الكاتب، فإن ما أسماه "الدائرة الضيقة" لا تشمل فقط الأثرياء، بل تضم أيضاً أعضاء في مؤسسات غير رسمية نافذة كالمافيا. الكاتب أشار إلى أنه إذا وصل الرئيس الجديد لروسيا عبر انتخابات حرة ونزيهة، فإن روسيا ستكون أمام فرصة حقيقية في مستقبل واعد، أما إذا تم فرض رئيس جديد خلفاً لبوتين، أو تم فرض بوتين نفسه لفترة ثالثة، بطريقة غير تنافسية، فإن روسيا ستبقى على حالتها الراهنة، أو بالأحرى ستبقى في تاريخها نحو المجهول. تعزيز الموقف الأممي في دارفور: خصصت "تورنتو ستار" الكندية افتتاحيتها يوم السبت الماضي للتعليق على دور مأمول لكندا في أزمة دارفور. الصحيفة أشارت إلى أن رئيس الوزراء الكندي السابق "بول مارتن" تعهد قبل عامين بأن "أوتاوا ستفعل ما في وسعها" للمساعدة في وضع نهاية للمجزرة التي قتلت، منذ عام 2003 قرابة 200 ألف من سكان الإقليم، وشردت منهم الملايين. الآن، تقول الصحيفة، إن رئس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" لديه فرصة لمساعدة الأمم المتحدة على الوفاء بالوعد الذي أطلقه "مارتن" قبل عامين. لاسيما وأن المنظمة الدولية تجهز لإرسال قوة قوامها 26 ألفا من عناصر الشرطة وحفظ السلام، وهذا العدد هو الأكبر منذ اندلاع الأزمة في دارفور. الصحيفة ترى أن الموقف الكندي تجاه هذه الأزمة لا يزال "معلقاً"، فوزير الشؤون الخارجية الكندي "بيتر ماكاي" صرح في يونيو الماضي بأن بلاده تنتظر كي يسير حلفاؤها على نهجها، لأن "أوتاوا" مانح رئيسي للسودان، حيث قدمت في عام 2004 معونات للشعب السوداني تزيد على 440 مليون دولار، وستساهم كندا بحوالى 60 مليون دولار من إجمالي التكلفة المتوقعة لنشر قوات أممية في دارفور، والتي تصل إلى 2 مليار دولار. وحسب الصحيفة، فإن القوة الأممية الجديدة ومعها القوة الأفريقية التي تقودها نيجيريا لن تطلب من كندا المساهمة بقوات، بل ربما يُطلب من كندا توفير تجهيزات ومعدات لهذه القوات. وضمن هذا الإطار، فإن "أوتاوا" ساعدت القوات الأفريقية في دارفور، حيث قدمت لها معونات قيمتها 48 مليون دولار للحصول على مروحيات وناقلات جند مدرعة وتجهيزات أساسية أخرى، لكن تعزيز مهمة القوات الأفريقية والأممية في الإقليم يتطلب تزويدها بمعدات ثقيلة، ويمكن لكندا أن تقدم المشورة الفنية لهذه القوات عبر الخبراء العسكريين. إعداد: طه حسيب