أعجبني التشبيه الذي صاغه مقال الدكتور علي محمد فخرو حول "ثورة يوليو... فضاء وجناحان"، إذ رأى أنه بينما كانت تلك الثورة، والتي مثلت أقوى صرخة في عصرها ضد التخلف والاستعمار والتبعية، تحقق الديمقراطية الاجتماعية والاقتصادية بخطى سريعة، فإن جناحها الثاني، أي الديمقراطية السياسية كان معطلاً بشكل كامل، مما أقعد التجربة عن الإقلاع نحو أهدافها. أما العامل الآخر وراء نكسة ثورة يوليو، فهو الفضاء الذي حاولت التحليق فيه، أي الوسط الخارجي، والذي تآمر كثيراً على تطلعاتها ومشاريعها الكبرى. أصبحت ثورة يوليو جزءاً من التاريخ، لكن ما لم تقرأ باقي النظم التي استمدت شرعيتها من تلك الثورة، أخطاءها قراءة استيعابية دقيقة، فستتحطم معها مقدّرات عربية جمة، تماماً كما وقع سابقاً! عزيز الدجاني- دمشق