فيما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حصارها الخانق للمدن الفلسطينية، وتفرض طوقاً على الرئيس ياسر عرفات في مبنى المقاطعة قبل ثلاثة أعوام، كانت الولايات المتحدة ترفض التحدث بأي كلام حول القضية الفلسطينية، إلا عن إصلاح مؤسسات السلطة، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية لتتبع لرئيس الوزراء في حينه محمود عباس... وكأن قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وجراحات مأساته النازفة... كل ذلك تقلص فجأة ليصبح مجرد مؤسسات السلطة وأجهزتها الأمنية. تذكرت ذلك وأنا أتابع المهمة الأولى لتوني بلير في منصبه الجديد كمبعوث للرباعية الدولية، وهو يركز كل حديثه على دعم حكومة فياض وإصلاح مؤسساتها، ضارباً صفحاً عن جوهر القضية، أي الاحتلال والاقتلاع والاستيطان والعدوان المتواصل..! ياسر الدويك- الأردن