عندما يتحدث الدكتور محمد السيد سعيد عن سيولة في أوضاع المنطقة (مقاله ليوم الأربعاء الماضي)، معتبراً إياها السيولة التي تسبق الفيضان، فهو لا يطلق توقعاته من فراغ، بل يرى أمام ناظريه حالة السيولة التي باتت عليها حالة "الوطن العربي"، وقد جعلتها "عالماً عربيا"، ثم "منطقة عربية"، ثم "شرق أوسط"، فـ"شرق أوسط كبير"، ثم "شرق أوسط جديد"، وأخيراً "المنطقة"... أي الفراغ المطلق الذي لا يملك بصمة ولا تعريفاً ولا هوية! هذا واحد من أوجه السيولة التي لم يتناولها الكاتب، أما الوجه الآخر فهو أن القوى الدولية الكبرى، من خلال إعادة هندستها للمعمار السياسي في المنطقة، تحاول أن تنزع أي تأثير من مراكز القوى الإقليمية، كي تعطل قوانين الطبيعة، وتجعل الإنسان في "المنطقة" أمام حالة من الحيرة وعدم اليقين أي "السيولة المطلقة" أو "الفوضى غير الخلاقة"! أكرم محمد- أبوظبي