أثار إعجابي كثيراً مقال الدكتور خالد الدخيل حول "الشيخ الفوزان والديمقراطية"، وأدهشني تحليله للسياق والخلفيات والغايات المحركة للسؤال الذي طرح على الشيخ صالح الفوزان حول حكم الليبرالية من وجهة نظر شرعية، وما كان من جوابه الذي أثار جدلاً واسعاً في السعودية، قبل أن يضطره إلى تقديم اعتذار وتوضيح لمقصد كلامه. والحقيقة أنه رغم أهمية الأضواء التي ألقاها الكاتب على جوانب تغشاها عتمة كثيفة في هذه القضية، فقد كان حرياً به أن يشرح للقارئ كيف أن الليبرالية كمفهوم وكسياق فكري وتاريخي، تنتمي إلى مجال مغاير تماماً لمجال الفتوى الشرعية، ومن ثم فوضعها ضمن متناول الفتوى أو إخراج الفتوى من مجالها الحقيقي إلى ساحة أخرى لا تتعلق بها، يمثل ظلماً للفتوى نفسها واجتزاء لليبرالية أيضاً، إنه هو باختصار عمل يفتقد المنهجية ولا يتصف بالحد الأدنى من الاتساق المنطقي. حسن عواد- الأردن