نذر "حرب باردة" جديدة... واتهامات لسيئول بالتقصير في حماية مواطنيها! ------------ استئناف المساعدات الكندية للسلطة الوطنية الفلسطينية، وزيادة الأنشطة التجسسية الروسية والصينية في أستراليا، وفوز "حزب العدالة والتنمية" في الانتخابات التركية، وأمن وسلامة المسافرين الكوريين الجنوبيين في العالم... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. "دعم الفلسطينيين": رحبت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية في افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء بقرار حكومة رئيس الوزراء الكندي "ستيفان هاربر" والقاضي باستئناف محدود لدعمها المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد 18 شهراً على قطع أوتاوا لمساعداتها للفلسطينيين. وفي هذا الإطار، أوضحت الصحيفة أن الالتزام الأولي هو ثمانية ملايين دولار فقط، وليس خمسة وثلاثين مليون دولار التي منحتها الحكومة الكندية السابقة، عام 2004-2005، للسلطة الفلسطينية. وإلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن أوتاوا يرتقب أن تمنح اللجنة الدولية للصليب الأحمر مليون دولار من أجل العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما قالت إن قرار استئناف المساعدات يأتي بعيد الخطوة المماثلة التي اتخذتها واشنطن مؤخراً لدعم الرئيس محمود عباس بوصفه "معتدلاً ويعتبر أفضل أمل في إرساء الاستقرار بالمنطقة". ورأت الصحيفة أن كندا بدعمها لعباس، إنما تبعث بإشارة قوية إلى الفلسطينيين مؤداها أنهم سيكسبون كثيراً إذا دعموا الزعماء الراغبين في تحقيق السلام؛ واعتبرت أن هاربر كان على صواب حين قطع المساعدات عن حكومة "حماس" إلى أن تنبذ قيادتها العنف وتقبل بوجود إسرائيل. غير أنها شددت في الآن نفسه على ضرورة أن تعمل أوتاوا مع المنظمات الإنسانية الدولية من أجل تخفيف المعاناة في قطاع غزة. "الروس قادمون": صحيفة "ذا أستراليان" خصصت جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء لدق ناقوس الخطر والتحذير من زيادة روسيا لعدد جواسيسها في أستراليا "إلى مستويات شبيهة بمستويات الحرب الباردة"، إضافة إلى ازدياد عدد الجواسيس الصينيين في أستراليا، مضيفة أن الخطر الذي يشكله هذا الأمر على الأمن القومي الأسترالي كبير إلى درجة أن مدير جهاز الاستخبارات الأسترالية "بول أوساليفان" يعتزم رفع حجم الإنفاق السنوي الذي تخصصه وكالته لأنشطة محاربة التجسس. كل ذلك –تقول الصحيفة- يرغم جهاز المخابرات الأسترالية "آسيو" على تعزيز وتوسيع شبكة جواسيسه وتدريب جيل جديد من ضباط محاربة التجسس. ووفق الصحيفة، فإن موضوع اهتمام الجواسيس الصينيين والروس –حسبما يعتقد- هو التجسس العسكري والصناعي، والسعي للحصول على معلومات سرية تتصل بمشاريع أستراليا الدفاعية، كمشروع تطوير المقاتلة "جوينت سترايك فايتار" الذي تبلغ قيمته 15 مليار دولار وتشارك فيه عدة بلدان غربية أخرى. أما غطاؤهم، فهي أمور كلاسيكية، حيث يعملون في الغالب كدبلوماسيين ورجال أعمال وصحفيين، كما تقول الصحيفة. إلى ذلك، ذكَّرت الصحيفة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو نفسه ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفييتي السابق "كي جي بي"، وقد عزز الأجهزة الأمنية لبلاده، ويحرص حرصاً خاصاً على مراقبة البلدان المتحالفة مع بريطانيا والتي تعرف علاقاتها ببلاده توتراً كبيراً على خلفية اغتيال الجاسوس الروسي السابق "ليتفينينكو" في لندن. وأوضحت الصحيفة أن "آسيو" ركزت في السنوات الأخيرة على بلدان الشرق الأوسط والتهديدات التي يطرحها المتشددون الإسلاميون هناك، مشيرة إلى ما قاله مدير "آسيو" السابق "ديفيد سادلير" من أن الجواسيس الأستراليين أهملوا روسيا ولم يعودوا يركزون عليها، لتخلص إلى أن الوقت حان لتدارك هذا الأمر. "فوز إسلاميي تركيا": صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، على فوز "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي في الانتخابات التشريعية التي عرفتها تركيا الأحد الماضي، وهي انتخابات سابقة لأوانها كان الحزب قد دعا إليها في مسعى لتجاوز الأزمة الدستورية التي عصفت بالبلاد بعد ترشيح "حزب العدالة والتنمية" أحد قادته لمنصب رئاسة الجمهورية، وهو ما أثار مخاوف واحتجاجات في أوساط العلمانيين في تركيا. الصحيفة قالت إن رجب طيب أردوجان، زعيم "العدالة والتنمية" ورئيس الوزراء، أثبت أن حزبه هو القوة السياسية المهيمنة في البلاد بعد فوزه بولاية ثانية في السلطة من خمس سنوات، إثر انتخابات الأحد الماضي والتي حصل فيها حزبه على نحو 47% من الأصوات. ورأت أن أغلبية الثلثين في البرلمان التي يحتاجها الحزب من أجل تعديل الدستور، ومن ذلك الأحكام المرتبطة بالانتخابات الرئاسية، ليست هدفاً بعيد المنال بالنسبة للحزب، نظراً لاحتمال تحالفه مع المستقلين. غير أن السؤال -تقول الصحيفة- هو ما إذا كان الحزب سيختار الدخول في مواجهة مع المؤسسة العلمانية! المؤكد –حسب الصحيفة- أن رئيس الوزراء أظهر في ولايته الأولى مهارات عالية في التعاطي مع العلاقات الهشة بين القوى الديمقراطية والمؤسسة العلمانية. "سلامة المسافرين الكوريين": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحيتها لعدد الثلاثاء، والتي شددت فيها على ضرورة ضمان سلامة وأمن المواطنين الكوريين في الخارج، على خلفية اختطاف 23 كورياً في أفغانستان على أيدي "طالبان". وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن ما وقع في أفغانستان يبرز أهمية اتخاذ التدابير الاحتياطية لحماية الرعايا الكوريين الذين يسافرون إلى بلدان مضطربة مثل العراق وأفغانستان والصومال، مضيفة أن عملية الاختطاف دفعت الجمعيات المدنية والمنظمات الدينية إلى توخي مزيد من الحيطة والحذر بخصوص إرسال متطوعين ومبشرين لمساعدة الفقراء في المناطق التي تعرف نزاعات عبر العالم. وقالت الصحيفة إن المنتقدين يرون أنه كان بإمكان الحكومة تلافي خطف الكوريين الثلاثة والعشرين، وأنهم يتهمون وزارة الشؤون الخارجية والتجارة بالتقصير. غير أنها دعت إلى الكف في الوقت الراهن عن تبادل الاتهامات بخصوص المسؤولية عن "عملية اختطاف ذات دوافع سياسية"، مشددة على ضرورة التركيز على تأمين الإفراج عن الرهائن. وأعربت الصحيفة عن أملها في أن ينجح المفاوضون الكوريون في إقناع المختطِفين بإطلاق سراح رهائنهم؛ داعية الحكومة إلى تكثيف جهودها على نطاق دولي من أجل إطلاق سراح الرهائن بتعاون مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة. واختتمت افتتاحيتها بالتشديد على ضرورة أن تتخذ سيئول المزيد من التدابير الوقائية لتلافي تكرار هذه المأساة بالنسبة للكوريين الجنوبيين في الخارج، وتعزيز الحكومة لقدرتها على التعاطي مع الإرهاب العالمي. إعداد: محمد وقيف