كثرت في الآونة الأخيرة أقوال تشبّه حرب الولايات المتحدة الحالية بحربها في فيتنام خلال سبعينيات القرن الماضي، ورغم احترامي لتلك الآراء، فإني أتحفظ على المطابقة التي يحاول بعضهم إقامتها بين الحربين. فحرب فيتنام، كما نعلم جميعاً، كانت جزءاً من الحرب الباردة، وكان الثوار الفيتناميون يجدون دعماً سخياً من دول الكتلة الشرقية، مما ساهم في هزيمة القوات الأميركية. أما في ظل النظام الدولي الراهن فلا وجود إلا للأحادية الأميركية. إضافة الى ذلك فإنه بينما كانت تحرك الفيتناميين عقيدة خليط من أطياف القومية ومقولات الماركسية، فإن المسلحين الذين يواجهون أميركا في العراق الآن، يعتمدون أيديولوجية إسلامية بالأساس. وفي ذلك ما يكفي لإظهار التباين الجذري بين تجربتي فيتنام والعراق! عثمان جواد- السعودية