تحذير من تنامي الطلب العالمي على النفط ... والزلازل تتحدى معايير السلامة في المحطات النووية توقعات وكالة الطاقة الدولية لنمو الطلب العالمي على النفط، ودعوة لرفع القيود عن مهمة بلير في "الرباعية الدولية"، وزلزال اليابان يثير مخاوف تجاه مدى نجاعة معايير السلامة في المحطات النووية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على بعض الصحف الدولية. تحذير جديد من شح النفط": اختارت "جابان تايمز" اليابانية"، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم السبت الماضي، لتلفت الانتباه إلى تقرير صدر خلال الآونة الأخيرة عن "وكالة الطاقة الدولية" مفاده أن الطلب العالمي على النفط سيتزايد بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، أي بزيادة نسبتها 2.2% من معدل الطلب الحالي، وأن حجم الطلب اليومي سيصل بحلول عام 2012 إلى 95.8 مليون برميل. والنتيجة المنطقية المترتبة على تلك الزيادة هي ارتفاع أسعار الخام وزيادة الاعتماد على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" كونها تنتج 40% من نفط العالم، وأيضاً زيادة الاعتماد على المناطق غير المستقرة المنتجة لهذه السلعة الاستراتيجية. اللافت أن ثلثي الزيادة في الطلب التي وردت في تقرير الوكالة ستكون من نصيب الدول النامية في آسيا والشرق الأوسط. وحسب الصحيفة، فإن الطلب الصيني على النفط سيصل بحلول عام 2012 إلى 10 ملايين برميل يومياً، أي أكثر من 10% من حجم الطلب اليومي العالمي. ما يبعث على القلق هو أنه لا توجد سوى مؤشرات ضئيلة على أن حجم المعروض من الخام سيبقى على حاله، خاصة مع ارتفاع كلفة استخراج النفط في بعض مناطق إنتاجه التقليدية (أوالقديمة) كما في بحر الشمال أوالمكسيك. وكالة الطاقة الدولية توقعت أن إنتاج بريطانيا من النفط سيتراجع بحلول عام 2012 ليصل إلى مليون برميل يومياً بدلاً من 1.7 مليون تنتجها الآن. غير أن ثمة توقعات إيجابية منها أن إنتاج النفط سيشهد زيادة في كل من البرازيل وروسيا وكندا وكازاخستان وأذربيجان. وحسب الصحيفة يجب على "أوبك" زيادة حجم إنتاجها بمعدل 1% سنوياً، وهي نسبة لا تزال أقل من نسبة ارتفاع الطلب على الخام، وسيكون على دول "أوبك" ضخ 36.2 مليون برميل من النفط يومياً بحلول عام 2012، علما بأنها تنتج الآن 31.3 مليون برميل يومياً. " توني بلير والبعير الغاضب": هكذا عنونت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحيتها يوم أمس الاثنين، مشيرة إلى أن تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" ممثلاً للرباعية الدولية، أثار التفاؤل لدى بعضهم. الولايات المتحدة وإسرائيل والحكومة الفلسطينية التي عينها الرئيس محمود عباس أبدت جاهزيتها لمساعدة بلير على النجاح في مهمته. الأميركيون والإسرائيليون قدموا دعماً بمئات الملايين من الدولارات بغرض تحسين الأوضاع في الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة "فتح"، وضمن هذا الإطار، أفرجت إسرائيل الأسبوع الماضي عن أكثر من 250 أسيرا فلسطينيا، وهو ما يمكن اعتباره بادرة على حسن النوايا. غير أن المشكلة الكبرى تكمن، حسب الصحيفة، في أنه بغض النظر عن درجة التعاون التي سيبديها مبعوث الرباعية الدولية الجديد، فإنه سيكون مضطراً للتعامل مع ما وصفته الصحيفة بـ البعير المضطرب المزاج"، المتمثل في حركة "حماس". فرض قيود على مهمة بلير، بحيث تسير ضمن الإطار الأميركي، لن يكون مجدياً، فمهمة الرجل ليست التفاوض من أجل الوصول إلى تسوية سلمية، بل تقديم العون لإعادة تدشين البنى التحتية في الضفة الغربية، وهذا أمر ضروري، لكنه لا يشكل سوى توظيف غير مباشر لمهارات بلير كصانع سلام أثبت جدارته في تسوية الأزمة السياسية في أيرلندا الشمالية. الصحيفة ترى أن بلير ربما يتعرض لإحباطات مشابهة لتلك التي تعرض لها سلفه "جيمس وولفنسون" الأسترالي الأصل ورئيس البنك الدولي السابق. وعلى الرغم من فشل السياسات الأميركية في عملية سلام الشرق الأوسط، يصر بوش ووزيرة خارجيته على إحكام السيطرة على دور الوسيط في هذه العملية، وهو ما ظهر خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، ربما يعقد خريف العام الحالي بالولايات المتحدة. أميركا وإسرائيل ترغبان في تحسين الأحوال المعيشية داخل الضفة الغربية عبر الدعم المالي وسياسة ضبط النفس الإسرائيلية المحسوبة، وفي تقديم مزيد من الدعم لحكومة محمود عباس غير المنتخبة، وتقليص الدعم لـ"حماس"، وفي الوقت ذاته تأملان في تدهور الأوضاع بقطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس"، وذلك جراء الحصار والمقاطعة. ربما يبدو الأمر منطقياً، لكن العامل الاقتصادي نادراً ما يكون محدداً رئيسياً للمواقف السياسية في الأراضي الفلسطينية... وعلى كل تتمنى الصحيفة حظاً سعيداً لتوني بلير. "السلامة النووية": في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، سلطت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية الضوء على ضمان السلامة في المنشآت النووية، وذلك بعد تضرر أحد المفاعلات النووية في شمال غرب اليابان جراء الزلزال الذي ضرب البلاد قبل بضعة أيام، بقوة 6.8 درجة على مقياس "ريختر". الصحيفة أشارت إلى حجم الضرر الذي تعرض له المفاعل الياباني، الذي يعد أكبر محطة نووية في العالم. الشركة المسؤولة عن إدارة المحطة وهي"شركة طوكيو للطاقة الكهربائية"، صرحت بأن كمية المياه المشعة التي تسربت من المحطة النووية أكبر بنسبة 50% من الكمية التي أعلن عنها بعيد الزلزال، فالمحطة تم تصميمها لمواجهة زلازل أقل شدة من الذي ضرب اليابان الأسبوع الماضي. ما حدث في المحطة النووية اليابانية يأتي بمثابة تذكير للجميع بأن الحذر الشديد ربما لا يجدي عندما يتعلق الأمر بالمفاعلات النووية. وبالنسبة لكوريا الجنوبية، وعلى الرغم من أنها أقل عرضة للزلازل بالمقارنة مع اليابان، يتم رصد زلازل بمناطق مختلفة داخل كوريا الجنوبية تضم محطات نووية، على سبيل المثال، أصبحت محطة "أولجين" النووية، خلال السنوات القليلة الماضية، عرضة للزلازل، وذلك رغم أن ثمة دراسة جيولوجية أجريت قبيل إنشاء هذه المحطة وخرجت بنتيجة مفادها أن المنطقة التي اختيرت لبناء المحطة بعيدة عن حزام الزلازل بـ40 كيلومترا، لكن في 2004 تعرض الشاطئ القريب من المحطة لزلزال قوته 5.2 درجة بمقياس ريختر، وفي 2006 تعرضت المنطقة ذاتها لعشر هزات أرضية. وثمة تساؤلات حول إجراءات السلامة في مفاعلين جديدين سيتم تشغيلهما لإنتاج الطاقة في منطقة "ويلسيونج" في عامي 2011 و2012، علما بأن المناطق لها تاريخ مع الزلازل. لدى كوريا الجنوبية 20 مفاعلاً نووياً تعمل ضمن أربع محطات لإنتاج 40% من الكهرباء التي تستهلكها البلاد، لتصبح كوريا الجنوبية سادس أكبر منتج للطاقة النووية في العالم، وتخطط سيؤل لتدشين 8 مفاعلات جديدة بحلول 2016. ما جرى في اليابان يشير إلى ضرورة التركيز على عنصر الشفافية لضمان سلامة المفاعلات النووية. إعداد: طه حسيب