محمد وقيف روسيا تدق "إسفيناً" في التحالف الأطلسي... والصين مشغولة بأمن الطاقة تعليق روسيا لمشاركتها في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة التقليدية في أوروبا، وتطورات قضية الطبيب الهندي محمد حنيف المشتبه في صلته بهجمات بريطانيا الفاشلة، وإغلاق مفاعل "يونجبيون" النووي في كوريا الشمالية، وجهود الصين الرامية إلى إنشاء احتياط نفطي استراتيجي ... موضوعات أربعة نعرض لها ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. روسيا والناتو: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على إعلان روسيا الأسبوع الماضي تعليق مشاركتها في معاهدة الحد من انتشار القوات التقليدية في أوروبا، وهي خطوة قالت الصحيفة إنها تعكس ارتفاع حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، وتمثل محاولة أخرى لدق إسفين في التحالف الأطلسي. أما المعاهدة موضوع الحديث، فقد وقعت عليها روسيا والناتو في 1990، وتنص على تخفيض الأسلحة التي يمكن للدول نشرها في أوروبا الشرقية. الصحيفة استبعدت أن تعيد موسكو نشر قواتها بالقرب من الحدود مع أوروبا على اعتبار أنه لا توجد مخاوف من حدوث هجوم من قبل الغرب، علاوة على الكلفة الباهظة لخطوة مماثلة. غير أنها نبهت بالمقابل إلى أن روسيا يمكنها أن تعلق عمليات التفتيش والمراقبة، وهو ما من شأنه -تقول الصحيفة- أن يساهم في زيادة الأخطار الأمنية بالنسبة لأوروبا؛ لتذهب إلى أن ذلك ربما هو القصد من هذه الخطوة الروسية نظرا لأن موسكو تعلم أنه ليس لديها ما تخشاه على حدودها الغربية، اللهم انزعاجها من "عدم احترام الناتو لبواعث قلقها"، وهي قائمة تشمل -حسب الصحيفة- مصير كوسوفو، والانتقادات التي تستهدف سياسة موسكو في مجال الطاقة، إضافة إلى مشروع الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا وجمهورية التشيك. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتشديد على ضرورة أن تراعي أوروبا والولايات المتحدة مصالح روسيا لأنها "جديرة بالاحترام"، محذرة من أن من شأن عدم احترامها أن يضمن عداوتها، وهو "أمر خطير وغير ضروري". أستراليا وقضية الطبيب الهندي حنيف: صحيفة "ذا هيندو" الهندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء لتسليط الضوء على تطورات قضية الطبيب الهندي محمد حنيف المعتقل في أستراليا على ذمة التحقيق والتأكد مما إن كانت له علاقة بهجمات لندن وجلاسجو الفاشلة. وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أن تحقيق الشرطة الفيدرالية الأسترالية في هذه القضية يثير مسألة بالغة الأهمية تتعلق بالتوفيق بين تطبيق قوانين البلاد الصارمة ضد الإرهاب وضرورة مراعاة واحترام الحقوق الأساسية للأفراد المشتبه فيهم؛ حيث رأت أن ما يتوفر من معلومات حتى الآن يجعل من ارتباط "حنيف" بالهجمات الفاشلة في بريطانيا يبدو مفتقداً لسند قوي. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن ذنب الطبيب الهندي هو تركه لشريحة هاتفه النقال في بريطانيا تحت تصرف ابني عميه "كفيل أحمد" و"سبيل أحمد" المعتقلين على خلفية الهجمات الفاشلة. الصحيفة أكدت على ضرورة مواجهة الإرهاب بحزم وصرامة، معتبرة أن على كل بلدان العالم أن تعزز تعاونها بخصوص اعتقال المشتبه فيهم والتحقيق معهم، إلا إنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة اتخاذ ما يلزم من الحيطة أثناء تطبيق قوانين محاربة الإرهاب والتحقق من عدم التحرش بـ"الأبرياء" الذين حدث أن ارتبطوا عرضاً بإرهابيين. كوريا الشمالية ... ومسلسل تفكيك البرنامج النووي: رحبت صحيفة "ذي أستراليان" الأسترالية ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء بإغلاق كوريا الشمالية لمفاعلها النووي في يونجبيون، واعتبرت التطورات الأخيرة تأتي في إطار جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي نجاحاً مهماً. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن المفتشين الدوليين الذين تفقدوا المنشأة النووية "الشمالية" أن بيونج يانج قامت فعلاً بإغلاق مفاعلها النووي مثلما وعدت بذلك، معتبرة أن الخطوة هي الأولى من نوعها التي تقدِم عليها كوريا الشمالية منذ 2002 في اتجاه إنهاء برنامجها النووي. من جهة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن الإغلاق يؤكد "حكمة" الإلحاح الأميركي على عقد مباحثات متعددة الأطراف مع النظام "الشمالي" –تشمل إضافة إلى الولايات المتحدة كلا من الكوريتين والصين واليابان وروسيا- بدلا من مباحثات ثنائية، من أجل حمل بيونج يانج على الانصياع. حيث رأت أن المباحثات أرغمت الصين، بصفة خاصة، على الاضطلاع بدور قيادي في مراقبة "الدولة المارقة" – في إشارة إلى كوريا الشمالية- وحل مشكلة تستأثر باهتمام العالم. إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن التقدم الذي تم إحرازه على صعيد هذا الملف لم يتأت بدون مقابل؛ حيث توصلت كوريا الشمالية مؤخرا–تقول الصحيفة- بـ50000 طن من النفط كشحنة أولى من بين مليون طن من النفط أو ما يعادلها من المساعدات التي وُعدت بها، إضافة إلى مزايا دبلوماسية مهمة وضمانات أمنية؛ مضيفة أن الزعيم الكوري الشمالي أثبت أنه بارع في التصعيد من أجل مكتسبات مالية؛ لتخلص إلى أن المطلوب اليوم هو العمل على ضمان عدم عودة كوريا الشمالية إلى هذه "اللعبة" من جديد. الصين والنفط: صحيفة "تشينا ديلي" الصينية شددت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على أهمية إنشاء الصين لاحتياطي نفطي بهدف حمايتها من أي اضطرابات محتملة في الإمدادات النفطية مستقبلا والحفاظ على نموها الاقتصادي. وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أن واردات الصين من النفط الخام فاقت إنتاجها الداخلي خلال السنوات الأخيرة من أجل مواكبة الطلب القوي على الذهب الأسود بفعل النمو الاقتصادي السريع، مشيرة إلى أن الصين، التي تمثل أسرع اقتصاد من حيث النمو في العالم وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، استوردت خلال النصف الأول من هذا العام 81.5 مليون طن من النفط الخام، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 11.2 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. إلى ذلك، شددت الصحيفة أيضاً على أهمية أن تضاعف الصين من جهودها على صعيد ترشيد استهلاك النفط، وذلك بهدف "مواجهة تحديات في مجال الطاقة بعيدة الأمد"، مضيفة أن الجهود التي تبذلها البلاد من أجل ضمان استقرار الإمدادات النفطية لا ينبغي أن تُفهم على أنها تشجيعٌ للشركات والأفراد على استهلاك النفط مثلما شاؤوا، مذكرة بأن الهدف هو التقليل من تأثيرات التقلبات والاضطرابات التي قد تصيب الإمدادات النفطية، ومنح البلاد فرصة لترشيد الاستهلاك.