إعداد: عبد الجبار عبدالله خطر الإرهاب يتفاقم... وتوتر في العلاقات البريطانية- الروسية التقرير الاستخباراتي عن خطر شن هجمات إرهابية جديدة على الولايات المتحدة، والأزمة الدبلوماسية الحالية بين لندن وموسكو، والخطر الإرهابي على بريطانيا، وأسباب الهجرة الجماعية من زيمبابوي... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية. هجمات جديدة لـ"القاعدة": في مقال افتتاحي نشرته بعددها الصادر يوم أمس 18 يوليو، ألمحت صحيفة "تايمز" إلى أن وكالات وأجهزة المخابرات الأميركية، كشفت عن مخططات يعدها تنظيم "القاعدة"، بهدف تنفيذ هجمات جديدة داخل أميركا، مستفيداً في ذلك من استعادة قوته وتوفير ملاذات آمنة لنشاطه وعملياته التدريبية والهجومية من قواعده في باكستان. وبموجب التقرير الذي رفعته وكالات الاستخبارات المعنية للمسؤولين يوم الثلاثاء الماضي، فقد ارتفع مؤشر الخطر الإرهابي الذي تواجهه أميركا خلال السنوات القليلة الماضية. وقد حوى ذلك التقرير الذي أُعد للرئيس بوش وعدد آخر من كبار صناع السياسات والقرارات بالإدارة، إشارات لعدد من مصادر الخطر الإرهابي الذي تواجهه أميركا، بدءا بتنظيم "القاعدة"، مروراً بـ"حزب الله" اللبناني، إضافة إلى مجموعات إرهابية أخرى غير مسلمة –على حد وصف التقرير- التي تشكل في مجموعها مصدر خطر جدي ومستمر على أمن الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً خلال السنوات الثلاث المقبلة. على أن الجانب الأهم من التقرير، هو تحليل الخطر الذي يمثله تنظيم "القاعدة" على وجه الخصوص، لكونه ألد أعداء أميركا وأكثرها استهدافاً لأمنها ومصالحها. واستنتج التقرير أن شبكة الإرهابيين الناشطة حالياً ضد القوات الأميركية في العراق، ليس مستبعداً لها أن تسعى لتهجير عملياتها هذه إلى داخل الأراضي الأميركية، لتجعل منها مسرحاً آخر لعملياتها الهجومية الانتحارية. ومما يعزز هذه المخاوف، أن تنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين، قد نشر مؤخراً بياناً بهذا المعنى عبر أحد مواقعه الإلكترونية، في شهر سبتمبر الماضي. النزاع "الأنجلو-روسي": وفي صحيفة "الجارديان" الصادرة بالأمس، وصف الكاتب "سايمون جنكينز، التوتر الدبلوماسي الذي طرأ بين لندن وموسكو خلال الأسبوع الحالي، على خلفية مطالبة لندن لموسكو بتسليم الشخص المتهم باغتيال ألكسندر ليتفيننكو، واستجابة موسكو لذلك الطلب بتسليمها بعض اللاجئين السياسيين الروس في بريطانيا، من أمثال "بوريس بريزوفسكي"، والرفض البريطاني الذي ووجه به ذلك الطلب، مصحوباً بالخلاف الأنجلو-روسي حول استقلال إقليم كوسوفو، بأنه أبعد ما يكون عن الحرب الباردة الجديدة، خلافاً لما رآه بعض المحللين والمراقبين الغارقين في عالم "اليوتوبيا" والمثاليات القديمة. فالفارق بين العودة إلى نمط دبلوماسية النزاع القديمة بين روسيا والغرب، والآن بينها وبريطانيا على وجه التحديد، ونزاعات الحرب الباردة، أن هذه الأخيرة كانت صراعاً أيديولوجياً عملاقاً بين قوى تسلحت بقوة هائلة مدمرة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية، في كلا الجبهتين الغربية والشرقية. وقد أسهم الرعب الذي تثيره تلك القوة، في لجم النزاع وكبح جماحه إلى أن تحلل المعسكر الشرقي وانهارت إمبراطوريته الروسية أخيراً. وعلى حد وصف الكاتب، فقد كانت الحرب الباردة، أكبر مغامرة عسكرية تخوضها البشرية، وأن صفحتها قد طويت مرة واحدة وإلى الأبد، وأنه لا سبيل إلى مقارنة التوتر الدبلوماسي الحالي، بتلك المغامرة إلا من باب الوهم والخيال. والشاهد أن الغرب لن يكف عن انتقاد بوتين بسبب جملة السياسات والقرارات المناقضة للديمقراطية التي يتخذها، بالقدر ذاته الذي لن يتخلى هو به عن اعتراضه ومواجهته للسياسات الغربية، التي يرى فيها تدخلاً في شؤون بلاده الداخلية. الحرب العادلة على الإرهاب بين تفاصيل الحياة وضغوطها ومشاغلها اليومية، يغيب عن الكثيرين هنا أن بلادنا قد نجحت خلال العشر سنوات الماضية، في بناء مجتمع صحي مزدهر، في ذات الوقت الذي استوعبت فيه نحو المليون مهاجر أو أكثر من عشرات الدول والأجناس والقارات. تلك هي مقدمة الكاتب "هنري بورتر" لمقاله الافتتاحي الذي نشرته صحيفة "ذي أبزرفور" في عددها المنشور بتاريخ 15 يوليو. ومضى الكاتب إلى القول إن أفضل السبل للحكم على مزايا الثقافة البريطانية هو أن يبدأ المرء بما يتسم به من روح دعابة وسخرية، واعتبار للآخر، وتسامح وكرم، وغيرها من الخصال الكثيرة المرتبطة بكل هذه المعاني، مما نجده متوفراً بين أي مجموعة من المجموعات العرقية والثقافية المقيمة في البلاد. وهذا هو عين ما استهدفه تنظيم "القاعدة" بهجماته وأعماله الوحشية البربرية التي ترمي إلى تمزيق أوصال المجتمع البريطاني وبث الرعب فيه. وتشمل سلسلة الأعمال العدوانية هذه، آخر محاولات تفجير مطار جلاسجو، وتفجيرات يوليو، وصولاً إلى البيان الأخير الذي بثه أيمن الظواهري، متوعداً فيه بريطانيا بالانتقام من منحها لقب الفروسية للكاتب سلمان رشدي. وتشير هذه الأعمال والمواقف مجتمعة، إلى أن بريطانيا قد أصبحت الهدف الرئيسي للتنظيم، بين منظومة الدول الغربية. ولذلك فإن على بريطانيا أن ترفع قناع الإسلام الذي تتقنع به هذه الجماعات، وتخوض حرباً لا هوادة فيها ضدهم، دفاعاً عن قيمها وحريتها وديمقراطيتها وأمن مواطنيها. الفرار الجماعي من زيمبابوي لا شيء يثير العجب إزاء موجات الهجرة الجماعية الواسعة من زمبابوي هذين اليومين. هكذا بدأت صحيفة "ذي إندبندنت" افتتاحيتها لعددها الصادر أول من أمس، معللة تلك الهجرة بالأزمة السياسية-الاقتصادية التي أحالت تلك الدولة التي كانت إلى وقت قريب، سلة لغذاء القارة الأفريقية. ومضى التحليل إلى القول إن تلك الأزمة تتفاقم وتزداد سوءا. واليوم فإن هناك ما يزيد على أربعة ملايين من مواطني زيمبابوي بحاجة ماسة إلى المعونات الغذائية الخارجية، في حين بلغت معدلات التضخم في أرقامه الرسمية المعلن عنها، نحو 4.500 في المئة، في حين تشير الأرقام غير الرسمية إلى ضعف تلك النسبة. إلى ذلك تبلغ نسبة البطالة بين المواطنين حوالي 85 في المئة، مقارنة بنسبة 90 في المئة من المواطنين، تعيش مستوى حياة دون حد الفقر المعلن من قبل الأمم المتحدة. وقياساً إلى مستويات التدهور المريع هذه، فقد انخفض معدل إعمار المواطنين من 60 عاماً خلال عقد التسعينيات، إلى 37 عاماً فحسب، ما يجعل من زيمبابوي، أدنى دول العالم في هذا الجانب. وإلى ذلك كله، تضاف كارثة تفشي وباء الإيدز وفيروس HIV المسبب له. وهكذا تحولت زيمبابوي إلى أرض يباب، يفر منها الناجون بجلودهم، بالمئات والآلاف!