إعداد: محمد وقيف قمة "عباس- أولمرت" تدشن مرحلة جديدة ومخاوف من "أسلمة القطاع" ضرورة رفع المعاناة عن الفلسطينيين وعدم الاكتفاء بـ"الخطوات الرمزية"، واختيار شيمون بيريز رئيساً لإسرائيل، والوضع في جنوب لبنان بعد عام على حرب الصيف الماضي ... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "دعم الجمهور الفلسطيني": صحيفة "هآرتس" أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على اجتماع القمة الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أول أمس الاثنين في القدس، موضحة أن الهدف من الاجتماع، هو طي صفحة قديمة وفتح أخرى جديدة في العلاقات بين الجانبين، وإبراز أن سيطرة "حماس" على السلطة في قطاع غزة الشهر الماضي، تمثل فرصة دبلوماسية جديدة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن أولمرت يحاول إظهار استعداد إسرائيل للعمل مع عباس وحكومة "فتح" برئاسة سلام فياض؛ ولهذا الغرض –تقول الصحيفة- اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي جملة من التدابير التي تهدف إلى دعم عباس بين الفلسطينيين، ومن ذلك الإفراج عن 250 سجيناً من "فتح" والمنظمات الفلسطينية "اليسارية"، والعفو عن 180 ناشطاً فلسطينياً مطلوباً لدى إسرائيل مقابل التزامهم بالتخلي عن "الإرهاب"، والسماح لأعضاء رفيعين في "فتح" وفصائل فلسطينية أخرى بالمشاركة في التجمعات السياسية بالضفة الغربية. بيد أن الصحيفة اعتبرت أن هذه التدابير "غير كافية" على اعتبار أن تأثيرها لا يشمل الجمهور العام في الضفة والقطاع اللذين يعانيان ضغطاً اقتصادياً شديداً بسبب القيود الأمنية التي تفرضها إسرائيل عليهما، وفي مقدمتها الحواجز ونقاط التفتيش والمعابر المغلقة، لتخلص إلى أن خطوات أولمرت لن تُحدِث تغييراً ملموساً في حياة سكان الأراضي الفلسطينية. وعلاوة على ذلك، أكدت الصحيفة على ضرورة ألا يقتصر الأمر على الخطوات الرمزية، حيث دعت "أولمرت" إلى الوفاء بما تعهد به واستئناف المفاوضات حول الوضع الأخير مع الفلسطينيين، وتأسيس دولة فلسطينية، معتبرة أن ذلك هو "الطريق الوحيد لدعم عباس والفلسطينيين المعتدلين". "الرجل المناسب في الوقت المناسب": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم الاثنين مقال رأي للكاتبة الإسرائيلية "أورلي أزولاي". أما الرجل موضوع المقال، فهو السياسي الإسرائيلي "شيمون بيريز"، الذي نُصِّب رئيساً لإسرائيل الأحد الماضي، ليصبح بذلك أول رئيس وزراء إسرائيلي سابق يشغل هذا المنصب البروتوكولي. الكاتبة أغدقت على "بيريز" الثناء والمديح، قائلة إن الرجل، الذي "حقق حلمه عبر التصميم والمثابرة"، لم يرتد يوماً بذلة عسكرية في حياته؛ ومع ذلك، فقد ساهم في الدفاع عن إسرائيل وتحصينها مثلما لم يفعل أحد من الجنرالات الإسرائيليين. كما اعتبرت الكاتبة أن اختيار "بيريز" رئيساً لإسرائيل هو اعتراف بما قدمه لها من خدمات طيلة مشواره السياسي، مشيرة في هذا السياق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "ديفيد بن جوريون"، كان أول من انتبه إلى مؤهلات بيريز وذكائه، حيث عينه وكيلا لوزارة الدفاع وسنه لم تتجاوز التاسعة والعشرين عاماً. وقالت إنه لو كان "بيريز" من طينة الجنرالات المعروفين، لكان من الصعب تخيل أن تتمكن إسرائيل من حيازة قوة رادعة– في إشارة إلى السلاح النووي- بفضل مفاعل ديمونة الذي بناه. أما بخصوص اتفاقات "أوسلو" للسلام التي ساهم فيها "بيريز" بفعالية، فاعتبرت "أزولاي" أن "أكبر إنجاز لها تمثل في كسر التابوهات"، موضحة أن "بيريز" رسَّخ في الوعي الإسرائيلي أهمية "الدخول في حوار مع الأعداء"، لتذهب إلى أن "بيريز" هو الرجل المناسب في الوقت المناسب، في وقت –تقول الكاتبة- "تفتقر فيه إسرائيل إلى زعيم، وفقدت ثقتها في زعامتها". "اختيار فلسطيني": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "جيروزاليم بوست" لافتتاحية عددها ليوم الأحد، والتي قالت فيها إن إسرائيل، وسيراً على نهج قديم يقوم على دعم الزعماء الفلسطينيين "البراجماتيين"، وافقت على الامتناع مؤقتاً عن ملاحقة نحو 200 مقاتل تابعين لحركة "فتح" ممن وقعوا على وثيقة يلتزمون فيها بـ"عدم العودة إلى النشاط الإرهابي"، وإن كان معظم السجناء الذين وقعوا على وثائق مماثلة في الماضي– تلاحظ الصحيفة- عادوا إلى "الإرهاب" بعد إطلاق سراحهم. إسرائيل تخاطر بأمنها من أجل مساعدة الفلسطينيين، مضيفة أن حدوث تغير فلسطيني إنما يمر عبر قرار بقبول تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وليس مكانها، وأن هذا التغير سيكون واضحاً وجلياً في حال أصبح الفلسطينيون جادين بخصوص بناء الدولة، بدلاً من خوض الحرب. إلى ذلك، شددت الصحيفة على ضرورة عدم التقليل من شأن الأخطار التي ترتكبها إسرائيل لمنح الفلسطينيين فرصة أخرى لانتهاج هذا المسار. كما أكدت على ضرورة أن يقوم الفلسطينيون بالاختيار بين "السماح بامتداد "أسلمة" قطاع غزة إلى الضفة الغربية، أو الانتقال إلى الاتجاه المعاكس: نحو السلام مع إسرائيل". واختتمت بالقول إن ثمة حدوداً لما يمكن لإسرائيل أو الولايات المتحدة أو غيرهما أن تقوم به لمساعدة الزعماء الفلسطينيين على الحسم في الأمر على اعتبار أن "الاختيار في نهاية المطاف هو اختيارهم". "لا مناص من حرب مقبلة": صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت ضمن عددها ليوم الجمعة مقال رأي لكاتبه "مجدي حلبي" حول الوضع في جنوب لبنان بعد عام على اجتياح إسرائيل وحربها مع "حزب الله"، معتبراً أن لا شيء في المنطقة تغير، بالرغم من انتشار الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل"، وأن "المنطقة برمتها ما زالت خاضعة لـ"حزب الله"، إذ لا يحدث شيء فيها من دون موافقة الحزب". وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن أعضاء حزب الله حولوا مبالغ ضخمة من الأموال إلى الجنوب، ورصدوا بعضها لإعادة بناء المنازل التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب؛ بل إن الحزب –يقول حلبي- رصد مبالغ، في بعض الحالات، للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم. أما عسكريا –يتابع الكاتب- فإن أعلام الحزب تنتشر في المنطقة على مرأى من القوات اللبنانية والدولية، مضيفاً أن الحزب يواصل تسليح نفسه وتهريب "كميات هائلة من الأسلحة المتطورة وأنواعاً مختلفة من الصواريخ" إلى الجنوب، ليذهب إلى أن الوضع في المنطقة عاد إلى ما كان عليه الحال بعد الانسحاب الإسرائيلي في 2000. واختتم مجدي حلبي مقاله بالقول إنه بالرغم مما يتشدق به أولمرت من أن إسرائيل "طردت" حزب الله من جنوب لبنان، إلا أن الحزب ما يزال ممسكا بزمام الأمور في المنطقة برمتها.