تحت عنوان "أميركا والعراق: مزايا الخروج ومخاطر البقاء"، كتب توماس فريدمان، يوم الخميس الماضي، مقالاً طرح خلاله تصوره لعدد من السيناريوهات والحلول الخاصة بالعراق. ولكنه من عنوان مقاله، يرجح مزايا الخروج على البقاء الذي يعني مزيداً من المشكلات بالنسبة لأميركا، بما في ذلك كل المخاطر من حرب أهلية وصراع شرس مستميت على السلطة بين الطوائف والفئات المتصارعة في الوقت الحاضر. وكصورة مصغرة على ما حدث، عرض "فريدمان" تجربة بريطانيا في جنوب العراق عندما سحبت قواتها إلى معسكر بالقرب من مطار البصرة، تحسباً للخروج السهل، وهكذا دوماً تحتاط بريطانيا لأسوأ العواقب. ويفضل الكاتب أن تقوم الولايات المتحدة بعملية انسحاب مبرمجة من العراق، لأن بقاء القوات تستفيد منه الحكومة العراقية، وهو سبب وجيه في تباطئها على الاتفاق مع بقية الطوائف، وكذلك إيران، لأن أميركا غارقة في العراق. ما سيحدث عند خروج القوات الأميركية لا يستطيع أحد في العالم تجنبه، وفي رأيي أن الصراع سيحتدم، ولن يستطيع أحد أن يتحاشاه. الكل سيخسر وسيكتوي بنار لن يسلم منها أحد. منصف أبوبكر- أبوظبي