إعداد: طه حسيب مخاطر التفكير الرغبوي في العراق... وأميركا لم تعد "أرضاً للفرص" بوش ومنتقدوه يتعاملون مع العراق بـ"أفكار رغبوية"، وضعف الحراك الاقتصادي لا يجعل أميركا أرضاً للفرص، والتطورات الإيجابية في ملف كوريا الشمالية النووي تقدم دروساً يمكن الاستفادة منها في المأزق العراقي... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. "التفكير الرغبوي في العراق": هكذا عنونت "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، قائلة "ما أشبه الليلة بالبارحة، فالكونجرس الذي وافق على تمويل الحرب على العراق، وألزم الجنرال "ديفيد بيتراوس"، قائد القوات الأميركية هناك بتقديم تقرير عن مسار الحرب في سبتمبر المقبل، يعود الآن، ولأسباب تتعلق بالسياسات الأميركية أكثر من كونها تتعلق بواقع الحرب في بلاد الرافدين، ليشكو من أن موعد تقديم التقرير ليس قريباً، ومن ثم دعا "هاري ريد"، السيناتور "الديموقراطي" عن ولاية نيفادا، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، إلى إجراء تصويت داخل الكونجرس على تغيير جوهري للاستراتيجية الأميركية في العراق، وهذا يعني، من وجهة نظره، البدء في سحب القوات الأميركية. وفي موقف قريب من هذا، دعت "هيلاري كلينتون" الرئيس بوش إلى أن يبدأ الآن في وضع نهاية للحرب، وهو موقف يزداد عدد "الجمهوريين" الموافقين عليه يوماً بعد يوم. وحسب الصحيفة، يبدو أن بوش، اقترف ذبناً هو التفكير الرغبوي في بلاد الرافدين فعندما، روج الرئيس مطلع العام الجاري لزيادة عدد قواته في العراق، قلنا إن القيادة السياسية في العراق لن تجري مصالحة في القريب العاجل، وبات من الواضح أن ما توقعه الرئيس بوش لم يتحقق على أرض الواقع، ليجد بوش نفسه من دون دعم شعبي أو تأييد داخل الكونجرس. وإذا كان بوش مخطئاً بتفكيره الرغبوي هذا، فإن المطالبين بالانسحاب وقعوا في الخطأ ذاته، كونهم يعتبرون أن أفغانستان، لا العراق، هي الجبهة الرئيسية للحرب على الإرهاب. وهؤلاء أيضاً يقللون من حجم التداعيات المتوقعة للانسحاب، كنشوب حرب أهلية شاملة، واتساع نطاق الصراع ليتجاوز الحدود العراقية أو وقوع مجازر، وأن هناك من سيتقدم لإنقاذ العراق كالأمم المتحدة أو قوة حفظ سلام إسلامية. الصحيفة ترى أن الوضع في العراق خطير ومرشح لأن يكون أخطر، ومن ثم يجب منح القادة العسكريين في العراق ما يحتاجونه من وقت لتنفيذ مهامهم، ليتم بعد ذلك الحكم على استراتيجيتهم في بلاد الرافدين. "كوريا الشمالية هل تصبح نموذجا للعراق؟": بهذا التساؤل، عنونت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم أمس الجمعة، قائلة: في الوقت الذي تخوض الولايات المتحدة معركة جديدة حول الطريقة التي يمكن بها إنهاء حرب العراق، تضع واشنطن عينيها على الحرب الكورية، كنموذج تستفيد منه في الحالة العراقية. لكن من الناحية الرسمية لم تنته الحرب الكورية، وذلك رغم مرور 57 عاما على بدايتها، فالقوات الأميركية لا تزال مرابضة في كوريا الجنوبية، فأي نموذج هذا الذي يمكن تطبيقه في العراق من وحي التجربة الأميركية في شبه الجزيرة الكورية؟ الصحيفة ترى أن الاحتفاظ بقوات أميركية دائمة في كوريا الجنوبية فكرة لم تكن واضحة منذ البداية، فهل هذا السيناريو يقدم تصوراً جديداً عن الموقف الأميركي في العراق؟ من ناحية أخرى، فإن التطورات الأخيرة التي شهدتها أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي، تبث في نفوس الدبلوماسيين الأميركيين الأمل في إنهاء هذه الأزمة ووضع نهاية لاتفاقية الهدنة المبرمة عام 1953. فبعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية في أكتوبر 2006، وافقت في فبراير الماضي على تفكيك مفاعلها النووي والكشف عن معلومات عن قدراتها النووية مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية سواء في صورة نفط أو أرز، وفي 22 يونيو الماضي توجه وفد أميركي رفيع المستوى إلى بيونج يانج، ويفترض أن يزور وفد من وكالة الطاقة الذرية اليوم كوريا الشمالية للتأكد من إغلاق مفاعل يونجبيون. هذه التطورات السريعة تشير إلى تغير جوهري في سياسات الزعيم "كيم يونج إيل". لكن التحقق من مواقع المنشآت النووية الكورية الشمالية ليس أمراً سهلاً ومع ذلك تأمل الصين، وهي حليفة بيونج يانج، في أن تخطو الأخيرة نحو الانفتاح على العالم وإنهاء حالة الفقر التي يعاني منها الكوريون الشماليون. بكين تسعى إلى رفع العقوبات الأممية التي فُرضت على بيونج يانج بعد إجرائها اختباراً نووياً، وذلك على افتراض أن الصين تضمن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي. لكن واشنطن ترى أن هذه العقوبات ستبقى إلى أن يتحقق تقدم حقيقي في مسألة نزع سلاح بيونج يانج النووي. فهل يمكن لإيران أن تلعب دوراً في العراق يشبه دور الصين تجاه أزمة كوريا الشمالية؟ فطهران تستطيع أن تدفع حكومة بغداد نحو الإصلاح. "أرض الفرص" اختارت "نيويورك تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم أمس الجمعة، لترصد الفجوة بين الأغنياء والفقراء ومشكلة الحراك الاجتماعي والاقتصادي في الولايات المتحدة من واقع تقرير صادر عن "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية". الصحيفة ترى أن ثمة سياسات كثيرة غير عادلة منها تخفيض الضرائب والحد من بعض البرامج الاجتماعية، خاصة في مجال الرعاية الصحية. وحسب التقرير، تأتي الولايات المتحدة في مرتبة أقل من بقية الدول الصناعية الأخرى في مستوى هذا الحراك. على سبيل المثال، فإن الحراك بين الأجيال- أي إذا ما كان الناس يعملون في مهن أفضل أو أقل من تلك التي كان يشغلها آباؤهم- ضعيف في أميركا مقارنة بالدنمارك والنمسا والنرويج وفنلندا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا. فإذا كان شخص ما يقع في أدنى الشرائح الخاصة بالدخول، فإن فرصة أبنائه في الانتساب إلى الشريحة ذاتها تصل في الولايات المتحدة إلى 40%، في حين تصل في الدنمارك إلى أقل من 25% وفي بريطانيا إلى أقل من 30%. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أنه عند الحديث عن حالة عدم المساواة في الدخل بين الأميركيين، يرد المسؤولون بأن ثمة فرصة للثراء متاحة للجميع، وثمة تصريح لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، صدر مطلع العام الحالي يقول العكس، إن التفاوت في دخول الأميركيين يعطي حافزاً لبذل مزيد من الجهد خاصة من قبل الأفراد الراغبين في تحسين وضعهم المادي، وهذا يستوجب توفير الفرص بشكل عادل على الجميع". لكن المشكلة من وجهة نظر الصحيفة أن الذين "لا يملكون" في أميركا لا يجدون أمامهم فرصاً.