"حرب المسجد" ومخاطر الانسحاب المتسرع... وفتور بين موسكو وواشنطن! --------- تداعيات أزمة "المسجد الأحمر" في باكستان، والجدل حول انسحاب أميركي من العراق، والجولة المقبلة من المحادثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. --------- باكستان وأزمة المسجد الأحمر: صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الأربعاء الماضي للتعليق على أزمة "المسجد الأحمر" في باكستان، وقرار الرئيس برويز مشرف بالتدخل العسكري ضد المتحصنين بالمسجد. وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن عدد الضحايا الذين سقطوا في هذه الأزمة، إنما يبرز تردد حكومة مشرف في قمع المتشددين، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 60 شخصاً من الجانبين قتلوا عندما قصفت قوات الأمن الخاصة المسجد والمجمع التابع له، بهدف إنهاء حصار دام أسبوعاً كاملاً. الصحيفة قالت إن الكثيرين في إسلام آباد اتهموا الحكومة بالتراخي وانتقدوا مشرف لأنه لم يعترف قبل فوات الأوان بأن المسجد أضحى "ملاذاً للمسلحين ومخبأً مهماً للأسلحة"؛ مضيفة أن "المسجد الأحمر" اشتهر بكونه مكاناً لتجنيد المتطوعين من أجل القتال في أفغانستان وكشمير، وذلك "بتغاضٍ من السلطات". ومع ذلك –تتابع الصحيفة- فإن الرئيس مشرف لم يتبن الصرامة والبطش في مواجهة "طالبان" خشية استعداء مؤيديه الدينيين في البرلمان، إلا أن زعماء المسجد اعتبروا النظام عدواً لهم. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بتصريح نسبته إلى رئيسة الوزراء السابقة "بينازير بوتو"، دعت فيه إلى انتخابات حرة ورأت أن من شأن رئيس مدني منتخب أن ينجح في فرض النظام والقانون عبر البلاد، وهي دعوة قالت الصحيفة إن كثيرين في باكستان ربما يرددونها الآن، بعدما رأوا "بيتاً من بيوت الله يتحول إلى مستودع للأسلحة"! حرب العراق: صحيفة "ذا أستراليان" ردت في افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، على افتتاحية مطولة لصحيفة "نيويورك تايمز" طالبت فيها بسحب فوري للقوات الأميركية من العراق واعتبرت أنه أياً تكن قضية الولايات المتحدة هناك، فقد خسرتها بالفعل، وأن واشنطن لم تعد تملك خياراً آخر غير الانسحاب من دون تأخير، محذرة من أن العراق والشرق الأوسط قد يصبحان أكثر دموية وفوضى بعد رحيل الأميركيين، مع الإشارة الى إمكانية تعرض المتعاونين مع القوات الأميركية لعمليات انتقام دامية، وإلى احتمال تفكك الدولة العراقية، لتصبح البلاد عندئذ معقلاً للإرهابيين، وساحة للتطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية. صحيفة "ذا أستراليان" اعتبرت أن موقف زميلتها "نيويورك تايمز"، إنما يعكس حقيقة أن حرب العراق التي حظيت بدعم من الحزبين الرئيسيين عام 2003، لم تعد اليوم تحظى بتأييد شعبي. لكنها اعتبرت أن قراراً متسرعاً بسحب القوات اليوم، سيمثل تكراراً للخطأ الفادح المتمثل في الغزو قبل أربع سنوات، وأنه مثلما فشل مؤيدو الحرب عام 2003 في دراسة تداعيات هذا العمل على العراق والمنطقة، فإن المنادين بالانسحاب من العراق في عام 2007 لم يبحثوا جيداً عواقب انسحاب متسرع من العراق. واختتمت الصحيفة بالقول إن من شأن حرب أهلية شاملة أن تؤدي إلى انهيار الدولة العراقية، وإن تفجير صراع إقليمي في الشرق الأوسط أمر أسوأ جداً مما يجري حالياً. كوريا الشمالية والمحادثات السداسية: صحيفة "هيرالد" الكورية الجنوبية سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها ليوم أمس الخميس على موعد الثامن عشر من يوليو، والذي ينتظر أن يشهد جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف الستة (الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان)، والرامية إلى تجريد كوريا الشمالية من أسلحتها النووية، على أن يعقب ذلك خلال بضعة أسابيع اجتماع لوزراء خارجية الدول الست. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه ما لم يحدث أي تصعيد من جانب كوريا الشمالية أو تطورات غير متوقعة، فمن المرتقب أن يكون باستطاعة موفدي الدول الست الانكباب أخيراً على جوهر الموضوع، وذلك لأول مرة منذ مارس الماضي. الصحيفة رأت أن الوقت مناسب جداً بالنسبة لبيونج يانج كي تتخلى عن برنامجها النووي مقابل مساعدات اقتصادية، مشيرة في هذا السياق إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، والعالقة في العراق، تسعى لتحقيق اختراق دبلوماسي في كوريا الشمالية قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل؛ وأن كوريا الجنوبية وروسيا والصين أظهرت جميعها توقاً إلى مساعدة "الشمال"، لتخلص إلى أنه على بيونج يانج أن تغتنم هذه الظروف المواتية. وأضافت أنه في حال تخلت كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية، فإن ذلك سيشكل فرصة لها للخروج من عزلتها الطويلة والتركيز على التنمية الاقتصادية... مشددةً في الوقت نفسه على ضرورة أن تتخلى بيونج يانج عن أي تفكير في إمكانية استعمال أسلحتها النووية كورقة للمساومة والمطالبة بالمزيد. "تقويم العلاقات الأميركية-الروسية": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "جابان تايمز" لافتتاحية عددها ليوم الثلاثاء والذي أفردته للتعليق على تزايد الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن عدد كبير من مواضيع السياسة الخارجية؛ مثل العراق وإيران وكوريا الشمالية وتوسيع "الناتو" واستقلال كوسوفو... وأحدثها مشكلة الدرع الصاروخية التي قررت واشنطن إقامتها في بولندا وجمهورية التشيك بدعوى حماية أوروبا من صواريخ إيرانية محتملة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن بعض المراقبين يرون أن القوتين باتتا على شفا حرب باردة، وهو قول رأت فيه الصحيفة شيئاً من المبالغة والتهويل، لكنها أكدت أن ثمة فتوراً في علاقات البلدين. الصحيفة قالت إنه رغم اختلاف وجهات نظر الرئيسين بوش وبوتين، فإنهما يدركان أن حرباً باردة ليست من مصلحة بلديهما، وأنهما يقران بوجود مصالح مشتركة، ومن ذلك موضوع إيران، مشيرة في هذا السياق إلى أنه إذا كان البلدان يختلفان حول كيفية التعاطي مع إيران، فهما يتفقان على ضرورة وقفها. إلى ذلك، رأت الصحيفة أن من بين الخطوات المهمة التي يمكن للبلدين اتخاذها من أجل المساهمة في وقف انتشار الأسلحة النووية مواصلة الحد من ترسانتيهما النوويتين. إعداد: محمد وقيف