حقائق مرة أمام مهمة بلير... والمعارضة الروسية تتأهب للاستحقاق الرئاسي هل ثمة قيود على مهمة بلير في "الرباعية"؟ وماذا عن حجم المساعدات التي تقدمها أستراليا للعالم الخارجي؟ وكيف تستعد المعارضة الروسية للانتخابات البرلمانية والرئاسية؟ وما هو دور بوتين في فوز مدينة "سوشي" باستضافة الأولمبياد الشتوية لعام 2014؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. حقائق تقيد دور بلير: في مقاله المنشور بـ"كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية يوم أمس الاثنين، سلط "روبرت هنتر" الضوء على مهمة توني بلير المرتقبة في "الرباعية الدولية". الكاتب، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في حلف"الناتو"، يرى أنه ما لم يحصل بلير على دعم كبير سيكون مآل مهمته الفشل. وثمة أربع حقائق رئيسية تحكم دور بلير المرتقب في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أولاها أنه لا سلام قبل أن تكون الحكومة الفلسطينية سيدة قرارها. ثانيها: أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم إذا ظلت غزة أشبه بثلاجة لحفظ جثث القتلى. ثالثها: أنه لن يكون بمقدور الرئيس الفلسطيني النجاح، ولن يتم إضعاف "حماس" سياسياً ما لم يحصل الفلسطينيون على مساعدات خارجية ضخمة. ورابعها: من الضروري والمُلحّ أن يتم الحد من الخسائر الناجمة عن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأن يكون ذلك الهدف أهم من أي شيء آخر في الشرق الأوسط. "هنتر"، طالب "بلير" بإجراء زيادة راديكالية في مصادر التمويل الخارجية للحكومة الفلسطينية، وأيضاً لفلسطينيي قطاع غزة البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة. وضمن هذا الإطار تعهدت واشنطن بتقديم 40 مليون دولار لسكان القطاع أي 30 دولاراً لكل فرد في غزة، ووعدت بمساعدات مالية تصل إلى 86 مليون دولار لتدريب الأمن الفلسطيني بالضفة الغربية، إضافة إلى 700 مليون دولار هي عوائد ضرائب امتنعت إسرائيل عن تقديمها لحكومة "حماس"، والآن أفرجت تل أبيب عن نصفها تقريباً. كل هذه المبالغ ليست سوى جزء بسيط من الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين. ويتعين على بلير الحصول على وعود من تل أبيب بضمان حياة أفضل في الأراضي الفلسطينية من خلال رفع القيود على حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع، والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة أو توسيع الموجود منها حالياً، بلير في حاجة أيضاً إلى الضغط على الفلسطينيين لوقف هجماتهم على إسرائيل، وهو ما يتطلب منه إجراء حوار مع كافة الأطراف بما فيها "حماس" وإسرائيل والولايات المتحدة. مزيد من المساعدات لكنها قليلة! يوم أمس الاثنين، سلطت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية الضوء على حجم المساعدات التي تقدمها أستراليا للخارج. الحكومة الأسترالية تقول إن ميزانيتها للمساعدة الخارجية تتنامى باستمرار، أما الأمم المتحدة، فترى أن كانبيرا ليست سخية بالدرجة الكافية. ميزانية المساعدات الأسترالية لهذا العام تجاوزت 3 مليارات دولار بعد أن كانت مليارين قبل أربع سنوات. وحسب الصحيفة، فإن هذا المبلغ يشكل 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، لكن هذه النسبة أقل من نصف النسبة التي يجب على الدول الغنية تقديمها للمساعدات الخارجية، وهي 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك ضمن الالتزام بـ"إعلان الألفية" قبل أقل من سبع سنوات. الصحيفة أشارت إلى أن خمس دول فقط هي التي التزمت بهذه النسبة:الدنمارك ولوكسمبورج وهولندا والنرويج والسويد. اللافت أن إجمالي ما ينفقه العالم على المعونات الخارجية قد تراجع العالم الماضي بنسبة 5.1%، وهو أول تراجع منذ عام 1997، ورغم ذلك يصرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن "أهداف الألفية لا يزال من الممكن إنجازها". "روسيا الأخرى" والانتخابات المقبلة: في تقريرها المنشور بـ"موسكو تايمز" الروسية يوم أمس الاثنين، سلطت "ناتاليا كراينوفا" الضوء على تحالف "روسيا الأخرى"، الذي أعلن قبل يومين أنه يواصل البحث عن مرشح موحد للمعارضة الروسية، كي يتم الإعلان عنه في أكتوبر المقبل تمهيداً لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مارس 2008. وحسب التقرير، لا يزال اسم مرشح المعارضة غير محدد، علماً بأن "ميخائيل كازيانوف" رئيس الوزراء السابق هو الأوفر حظاً. هذا التحالف، الذي لم يتم تسجيله حتى الآن لحزب رسمي، بصدد خطوة مهمة تتمثل في تكوين ما يشبه أرضية سياسية مشتركة للمعارضة من خلالها يمكن تغيير أو بالأحرى إبطال مفعول بعض التطورات السياسية التي شهدتها روسيا خلال السنوات السبع الأخيرة. أحد أهم الموضوعات التي أثيرت في اجتماع الأحد، هو ما إذا كان تحالف "روسيا اليوم" سيدخل انتخابات مجلس "الدوما" المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل، أو يكتفي بمقاطعة عملية التصويت. من ناحية أخرى، يرى "إدوارد ليمونوف"، مؤسس "الحزب البلشفي القومي" المحظور أن تحالف "روسيا الأخرى" يجب أن يقترح قائمة من 450 شخصاً هم الأكثر شهرة واحتراماً في روسيا، على أن يتم تسجيل هذه القائمة في الانتخابات حتى ولو لم تكن الأسماء المدرجة عليها ليس لها انتماءات حزبية، معتبراً قرار منع المرشحين غير المنتمين لأحزاب من خوض انتخابات الدوما بأنه غير دستوري. بوتين و"أولمبياد سوشي": خصصت "جابان تايمز" اليابانية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، للتعليق على الدور الذي لعبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ترجيح كفة مدينة سوشي، الواقعة على البحر الأسود للفوز باستضافة "أولمبياد 2014" الشتوية. وحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من أن التجهيزات الرياضية في هذه المدينة الروسية غير موجودة، فإن طلب ترشيحها لاستضافة أولمبياد الألعاب الشتوية تضمن خطة مبتكرة للجمع بين الرياضات المرتبطة بالجليد التي ستنطلق فعالياتها على بعد 40 كيلو متراً فقط من "سوشي" حيث قمم "كراسنايا بوليانا" الجبلية المغطاة بالثلوج وغيرها من الرياضات التي يمكن ممارستها في جو المدينة المعتدل. هذه الخطة حظيت بإعجاب كثير من المشاركين في التصويت على اختيار المكان الذي سيستضيف هذه الأولمبياد، لكن عنصر الحسم في فوز "سوشي" كان حضور بوتين لاجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في جواتيمالا سيتي حيث تم اختيار المدينة المرشحة. بوتين، حسب الصحيفة، يسير على خطى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، فهذا الأخير نجح في جعل العاصمة البريطانية تفوز باستضافة أولمبياد الألعاب الصيفية لعام 2012، عندما حضر اجتماعا للجنة الأولمبية الدولية قبيل البت في اختيار المدينة المضيفة. الرئيس بوتين خاض حسب الصحيفة مهمة مفعمة بالتحدي عندما ألقى خطاباً أمام اللجنة الأولمبية الدولية باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وهو خطاب نجح في كسب قلوب أعضاء اللجنة. وفي المقابل بذل الرئيس الكوري الجنوبي"رومو هيان" مساعي لترجيح كفة مدينة "بيونج تشانج" لاستضافة أولمبياد 2014 والأمر نفسه ينطبق على رئيس الوزراء النمساوي "ألفريد جوسنبير" الذي روج لمدينة "سالزبرج". ما حدث في جواتيمالا يشير إلى أنه بجانب الخطط الجذابة هناك الدعم السياسي والمالي الذي يعزز فرص الفوز باستضافة فعاليات رياضية ضخمة، وأن البلد الذي يفتقر قادته إلى حضور عالمي يكون من الصعب عليه الحصول على أصوات أعضاء اللجنة الأولمبية. وحسب الصحيفة فإن روسيا تحتاج الى ما يعادل 1.5 تريليون ين لتدشين منشآت رياضية في"سوشي". لكن يجب على اللجنة الأولمبية الدولية إيجاد طرق لتمكين لدول الصغيرة والأقل قدرة مالية ونفوذ سياسي من استضافة الألعاب الأولمبية. إعداد: طه حسيب