أعتقد أن المماهات التي يقيمها السيد يسين في مقاله الأخير حول "خطاب الماضي ولغة المستقبل"، هي مماهات في غير محلها ولا يجوز أن يقع في وهمها كاتب مثله. فالإسلام ليس وليد عصرنا الحالي، لكن ليس معنى ذلك أنه أصبح جزءاً من الماضي وأن صلاحية أحكامه ونظمه وتصوراته انتهت ولم تعد متوافقة مع واقع الحياة. ذلك رأي لا يسنده منطق ولا تدعمه حجة، وهو ينطبق على الأيديولوجيات والأفكار البشرية، من حيث هي تعبير عن حقبة تاريخية خاصة واستجابة لظروف مجتمع بعينه، أما الأديان السماوية فلها شأن آخر باعتبارها منزلة من رب العالمين الذي يعلم من أحوال الناس والحياة ما كان وما سيكون. على كل حال أوافق الكاتب في قوله حول نسبية التأويلات وبعض التأويلات المتطرفة، وأشدد على اعجابي بمقالاته حول العولمة وخطاباتها. عزيز المانع- أبوظبي