ردود فعل هادئة على الإرهاب الفاشل... وتحفظات على "إصلاحات براون" المحاولتان الإرهابيتان الأخيرتان، والتعديلات الدستورية لجوردون براون، والإفراج عن الصحفي المختطف آلان جونستون، موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية: *"ديمقراطيتنا هي أفضل دفاع ضد الإرهاب": تحت هذا العنوان، ذكرت "الأوبزرفر" في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، أن أي أحد كان يتوقع انخفاض مستوى التهديد الموجه لبريطانيا عقب خروج توني بلير كان لا بد وأن يصاب بالإحباط بعد المحاولتين الإرهابيتين الفاشلتين اللتين حدثتا في منطقة "بيكاديلي" في لندن ومطار جلاسجو الأسبوع الماضي. ولم تنكر الصحيفة أن الحرب في العراق وأفغانستان قد ساهمتا في تفاقم التهديدات الإرهابية بالنسبة لبريطانيا، ولكنها أكدت أنهما ليستا السبب الوحيد لذلك، وأن هناك أسباباً أخرى ثقافية وسياسية واقتصادية وتاريخية واجتماعية، تكمن في صميم العلاقة المضطربة بين الغرب والإسلام على امتداد قرون عديدة قد ساهمت في ذلك أيضاً. وأبدت الصحيفة عدم موافقتها مع الرأي القائل إن معالجة تلك العوامل أو رفع المظالم، التي مارسها الغرب ضد الإسلام كفيل بتخفيض مستوى التهديد الموجه لبريطانيا لأن معظم تلك المظالم في رأيها متخيلة علاوة على أنها حتى لو كانت حقيقية فإن بريطانيا ليست مسؤولة عنها،كما أنها ليست مسؤولة أيضاً عن الأزمات الاقتصادية، التي تسود الكثير من البلدان الإسلامية والتي تدفع الشباب المسلم لليأس وتدفعه إلى أحضان التنظيمات الإرهابية. وأكدت الصحيفة أن أفضل وسيلة لمواجهة التهديدات الإرهابية هي المحافظة على الطريقة الغربية للحياة، وعلى المبادئ الديمقراطية، والنمط الاقتصادي، والقيم الاجتماعية، التي بُنيت عليها المجتمعات الغربية، وهي قيم أقوى بكثير مما قد يتخيل الكثيرون. *"مظاهر مُرحب بها للاستجابة العاقلة": اختارت "الإندبندنت" هذا العنوان لافتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، التي تناولت فيها نفس الموضوع، والتي امتدحت فيها النبرة المتعقلة التي اتسمت بها كلمة وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة" جاكي سميث"أمام مجلس "العموم"، والتي بدأتها بالثناء على كفاءة أجهزة الإطفاء والإسعاف والشرطة وتعاون المواطنين البريطانيين مع تلك الأجهزة من أجل إحباط المحاولتين، ورحبت الصحيفة أيضاً بالإدانة التي أصدرها رجال الدين المسلمون في بريطانيا لهاتين العمليتين، وهي إدانة رأت الصحيفة أنها في غاية الأهمية في الوقت الراهن الذي، يشوب فيه التوتر الشديد العلاقة بين المسلمين والمجتمعات الغربية التي يعيشون فيها، كما رأت أيضاً أن دعوة الوزيرة للهدوء في هذه الأوقات الحرجة كانت في محلها تماما مقارنة برد الفعل العصبي لوزير الداخلية البريطانية السابق "جون ريد"، الذي حذر العام الماضي من أن بلاده ستواجه أطول فترة ممكنة من التهديدات الإسلامية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما صب جام غضبه على الجهات البريطانية العاجزة عن إدراك خطورة التهديدات الإرهابية، كما أنها تحاشت إطلاق صيحات الحرب، ولم تحاول الإدلاء بتصريحات عالية النبرة بهدف جذب اهتمام وسائل الإعلام. وقالت الصحيفة إن أهم ما جاء في خطاب وزيرة الدفاع هو تركيزها على ضرورة زيادة الاستثمار في مجال الاستخبارات وخصوصا الأجهزة العاملة في مكافحة الإرهاب، وعلى زيادة التعاون بين أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية على اعتبار أن ذلك يمثل وسيلة فعالة لاحتواء الخطر الإرهابي بدلاً من القيام عقب كل عملية أو كل تهديد إرهابي بحملة دهم عنيفة وواسعة النطاق ضد المجتمعات، التي يفترض أن تعاونها سيكون في غاية الأهمية لضمان النجاح لتلك الأجهزة. *" تحفظ على بعض بنود أجندة براون الدستورية": في افتتاحيتها أمس الأربعاء عن الأجندة الإصلاحية الدستورية لرئيس الوزراء البريطاني الجديد "جوردون براون"، قالت "الديلي تلغراف" إن "براون"، وفي إطار رغبته في ترك بصمة واضحة على فترة حكمه، أطلق في اجتماعه الأول مع مجلس "العموم" البريطاني سلسلة من الاقتراحات الخاصة بإجراء تعديلات دستورية يقول إن الهدف منها هو تغير ميزان القوى الحالي في السياسة البريطانية من خلال نقل بعض الصلاحيات والسلطات من رئيس الوزراء إلى البرلمان لأن الوقت قد حان في رأيه لتغيير النظام الحالي، والذي يضع جميع السلطات في يد رئيس الوزراء، الذي يمارسها بالنيابة عن ملكة أو ملك بريطانيا بدءاً من إعلان قرار الحرب وحتى تعيين الأساقفة . واقترح "براون" في هذا الإطار نقل بعض السلطات إلى مجلس "العموم" ومنها على سبيل المثال تكليف المجلس بصلاحية التدقيق في مؤهلات ودرجة ملاءمة الأشخاص، الذين سيشغلون المناصب الكبيرة في البلاد، وكذلك صلاحية الإشراف على الأجهزة الأمنية، التي تتم إدارتها في الوقت الراهن بواسطة مجلس الأمن القومي البريطاني، وخصوصاً بعد أن تعرضت حيادية تلك الأجهزة إلى التقويض على أيدي توني بلير بحيث يتم الإشراف على تلك الحيادية وفقاً لمقترحاته بواسطة البرلمان، أما اقتراحاته بخصوص الانتخابات وقلة نسبة المشاركين فيه فيقترح "براون" أن يتم إجراء تلك الانتخابات في نهاية الأسبوع، وتخفيض الحد الأدنى لأعمار من يسمح لهم بالمشاركة فيها، كما اقترح "براون" أيضاً منح المزيد من الصلاحيات للشعب، وتكوين مجالس محلفين من المواطنين لاستشارتها عند اتخاذ القرارات المهمة، وإصلاح مجلس اللوردات وإعلان وثيقة حقوق، بل وحتى دستور مكتوب على أن يترأس "جاك سترو" الحوار القومي العام الذي سيجري بشأن تلك المقترحات اعتبارا من الخريف القادم. وعلقت الصحيفة على موقف "براون" المتمثل في أن تلك الاقتراحات ليست مشروعاً لإصلاح دستوري، وإنما هي خريطة للطريق الذي سيؤدي إليه، بقولها إن خرائط الطريق كما تدل الخبرة الحالية في الشرق الأوسط لا تؤدي إلى شيء، وأن إصراره على الحصول على توافق أو إجماع من الأحزاب قبل المضي قدماً في قائمته الإصلاحية الدستورية يمنحه الفرصة للمماطلة إلى ما لا نهاية. *"تحرير آلان جونستون بعد حصار حماس لمجمع الخاطفين": كان هذا عنوان تقرير "التايمز" المنشور أمس، والذي غطى موضوع الإفراج عن الصحفي البريطاني المختطف "آلان جونستون" بعد مفاوضات مكثفة بين مقاتلي "حماس" و جماعة "جيش الإسلام"، التي احتجزت الصحفي الذي يعمل في الـ"بي.بي.سي" لمدة 114 يوماً. وأورد التقرير التصريح الذي أدلى به أحد مسؤولي القوة التنفيذية التابعة لـ"حماس"، وقال فيه إن قوته قد استلمت "جونستون" في الساعة 3:30 فجراً ثم اصطحبته للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية. وأشارت الصحيفة إلى أن الإفراج المفاجئ عن الصحفي البريطاني جاء بعد أن أحكمت "حماس" حصارها لمجمع "جيش الإسلام" ووجهت للمتمترسين فيه إنذارات حاسمة، مما أجبر الخاطفين على الإفراج عن مقاتلي "حماس"، الذين قاموا باختطافهم في تاريخ سابق، وعن الصحفي البريطاني المختطف دون شروط. إعداد: سعيد كامل