"فتح" تنتظر قمعا إسرائيليا لـ"حماس"... والسياسات الأحادية لن تجلب السلام توقعات حول ما ينتظره الإسرائيليون من الفلسطينيين، ودعوةٌ لفتح أبواب إسرائيل أمام طالبي اللجوء، والتشديد على أهمية التفاهم بين "حماس" و"فتح"، وانتقادات بالجملة لحكومة إيهود أولمرت... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "ما تحتاجه إسرائيل والسلطة الفلسطينية إحداهما من الأخرى": صحيفة "جيروزاليم بوست" نشرت في عددها أمس الثلاثاء مقالاً لـ"جيرشون باسكين، المدير المشارك في المركز الإسرائيلي- الفلسطيني للبحوث والمعلومات، سلط فيه الضوء على ما تتوقعه إسرائيل والسلطة الفلسطينية إحداهما من الأخرى، مشدداً على أهمية التعاون بينهما من أجل الدفع بعملية السلام إلى الأمام. وفي هذا الإطار، أوضح الكاتب أن أولى أولويات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض تتمثل في إعادة الاستقرار للوضع الأمني في الضفة الغربية، وأن هذا الأخير يعلم أنه لن يستطيع النجاح في مهمته ما لم يتم استيفاء بعض الشروط من قبل حلفائه السياسيين، مثل الرئيس محمود عباس، ومن إسرائيل. وفي هذا السياق، يرى الكاتب أنه لا يمكن تحقيق أي شيء من دون تجديد للحوار والتنسيق الأمنيين بين الجانبين اللذين دعاهما إلى تدشين حوار أمني جديد ومباشر بين رئيسي الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية. وأوضح أنه مثلما أن الإسرائيليين يتوقعون أفعالاً حقيقية من عباس وفياض، فإن هذين الأخيرين يتوقعان الأمر نفسه من إسرائيل، مشيراً في هذا السياق إلى حاجتهما لموافقة إسرائيل على دمج "كتائب الأقصى" ضمن القوات الفلسطينية على اعتبار أنها القوات الأحسن والأكثر تدريباً في الضفة الغربية. إلى ذلك -يضيف الكاتب- فإن عباس وفياض يتوقعان من إسرائيل أن تقوم بإزالة نقاط التفتيش، وتتخذ إجراءات بخصوص "تقرير ساسون" الذي يوصي بفرض القانون الإسرائيلي على أنشطة الاستيطان غير القانوني، وهو ما من شأنه– يقول الكاتب- أن يؤثر بشكل إيجابي على جهود إعادة بناء الثقة. إسرائيل واللاجئون: صحيفة "هآرتس" أفردت افتتاحية عددها أمس الثلاثاء للتعليق على البيان الذي صدر يوم الأحد عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، والذي جاء فيه أن المواطنين الأفارقة الذين جاءوا إلى إسرائيل خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة سيُرحّلون إلى مصر، مرجحة أن يكون القرار ترجمة لاتفاق بين أولمرت والرئيس المصري حسني مبارك يقضي بإعادة المهاجرين الأفارقة الذين تسللوا عبر سيناء إلى مصر، وهو ما يعني، حسب الصحيفة، أن معظم المهاجرين الأفارقة الموجودين في إسرائيل سيُرحلون إلى هناك. الصحيفة ذكّرت بأن ربع أو ثلث من يتسللون إلى إسرائيل ينتمون إلى إقليم دارفور السوداني، بينما تفر البقية من الحروب الأهلية أو الأوضاع الاقتصادية المزرية في بلدان أفريقية أخرى. واعتبرت أنه لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل اللاجئين الذين يدقون أبوابها، مشددة في هذا السياق على ضرورة أن تتعاون مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة حول كيفية التعاطي مع طالبي اللجوء الموجودين في إسرائيل. كما شددت أيضاً على ضرورة الحرص على ألا يتم ترحيل أي شخص معرضة حياته للخطر، ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ بعض التدابير السياسية التي من شأنها أن تشجع مصر على وقف مرور اللاجئين عبر سيناء، وإلى الموافقة على قبول "كوتا كريمة" لطالبي اللجوء الدوليين لأن "بوسع إسرائيل اليوم أن تمنح بعض مقهوري العالم اللجوء". "فتح تنتظر إسرائيل": الكاتب والصحافي الإسرائيلي "داني روبنشتاين"، كتب في عدد يوم الاثنين من صحيفة "هآرتس" مقالاً خصصه للتعليق على تواصل التجاذبات السياسية بين "فتح" و"حماس" في الأراضي الفلسطينية وتبادل الاتهامات بينهما غداة سيطرة "حماس" على قطاع غزة. وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب أن خطر "حماس" على السلطة الفلسطينية لا يقل عن خطرها على إسرائيل، ما لم يكن أكثر؛ غير أنه رأى أنه إذا كانت إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة "حماس"، فإن هذه الأخيرة تمثل بالنسبة للسلطة الفلسطينية و"منظمة التحرير الفلسطينية" "تهديداً وجودياً" تجدان صعوبة في حماية نفسيهما منه. ويرى الكاتب أن "فتح" باتت تعاني من تفكك في زعامتها، مشيراً في هذا السياق إلى أن عددا من زعمائها في قطاع غزة يجرون حواراً ودياً مع "حماس"، بل ومنهم من يتعاون معها. وأوضح أن "الحرج والارتباك" في زعامة "فتح" مردهما في المقام الأول إلى الانطباع السائد لديها بأن الشارع الفلسطيني بات يؤيد "حماس". بل إنه ذهب إلى حد القول إن ثمة من نشطاء "فتح" اليوم من ينتظر إسرائيل كي تقمع "حماس" وتقضي عليها في غزة. ولكنه حذر منه أنه في حال قامت إسرائيل بذلك، وفرضت حصارا عليها، وقيوداً على إمدادات الماء والكهرباء، وقيوداً مماثلة أقل على المواد الغذائية، فإن الخاسر الأكبر هو إسرائيل لأنها "ستُتهم مرة أخرى بارتكاب جرائم ضد السكان المدنيين". إلى ذلك، رأى الكاتب أن أبومازن لن يكون قادراً على التوصل إلى أي اتفاق مع إسرائيل من دون تفاهم مع "حماس". "استبدلوا الحكومة الفاشلة الآن": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم الأحد مقالاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وزعيم المعارضة الحالية في الكنيسيت بنيامين نتانياهو، استهله بتوصيف واقع حال إسرائيل اليوم بعد مرور عام تقريباً على حربها مع "حزب الله" اللبناني العام الماضي. ويرى نتانياهو أن الحكومة حددت الأهداف الصحيحة بعد اندلاع الحرب، ولكنها فشلت في تحقيقها، إذ لم يعد الجنود الأسرى في الشمال والجنوب –يقول الكاتب- وأعاد "حزب الله" تسليح نفسه، ويقوم راعياه –"إيران وسوريا"- بـ"تحدي" القرار الأممي 1701، في حين ظهرت في الجنوب "حماسستان" الموالية لإيران. واعتبر الكاتب أن إسرائيل أخطأت مرتين خلال السنوات السبع الماضية حينما انسحبت بشكل أحادي من جنوب لبنان ثم قطاع غزة على اعتبار أن السياسات الأحادية لم تجلب لإسرائيل السلام. إلى ذلك، قال نتانياهو إنه لا بد من فهم حقيقة أساسية وبسيطة مؤداها أن "القوة تبعد الحرب وتقرب السلام، في حين أن الضعف يؤدي إلى نتائج عكسية تماما"، مضيفاً أن الفلسطينيين وغيرهم من جيران إسرائيل لن يسلكوا طريق التعايش والسلام إلا بعد أن يفهموا أن وجود إسرائيل أمر واقع، وأنهم أمام بلد قوي من النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الإطار، شدد الكاتب على ضرورة وضع مخطط يعزز قدرات إسرائيل الدفاعية ويقوي مكانتها الدولية؛ واختتم مقاله بالقول إن جذور الحكومة الحالية ذوت ويبست، داعيا إلى الاحتكام إلى الشعب واسترجاع ثقته. إعداد: محمد وقيف