يطالبون بالدولة الإسلامية ويقاتلون بل ويذبحون الأبرياء من أجل إقامتها, وحين يتحصل لهم ذلك ويقيمون دولة هزيلة بلا مقومات دولة, تراهم وقد "تنقبوا" كالنساء خلف الأقنعة, وهم يحملون الأسلحة المستوردة أو المنهوبة والمسروقة, ثم يظهرون على شاشات التلفاز لإظهار بطولاتهم الإجرامية الزائفة. هل حدث أن رأيتم وجوههم وهم يعرضون ضحاياهم الذين تم اختطافهم قبل نحْرهم؟ هل يجرؤ أحدهم على إظهار وجهه كاملاً أمام الكاميرات التلفزيونية؟ أبداً! أتدرون لماذا؟ لأنهم جبناء وليسوا رجالاً بمعنى الكلمة, ولأنهم يعلمون جيداً أن ما يقومون به عمل يجلله الخزي والعار, ولا يمكن أن يمارسه أي رجل شريف, لديه كرامة أو دين, أياً كان نوعه. إنهم يتقنَّعون, أو يتخفون وراء الأقنعة لعلمهم التام أن يد القانون ستطالهم فيما لو كشفوا عن وجوههم البشعة. ولأنهم يعلمون تمام العلم أن ما يقومون به لا يقبله عقل أو دين. ولأنهم في الأصل حفنة من المجرمين من الذين انعدم ضميرهم, كما هو حال عصابات المافيا, بل إن هذه العصابات أكثر شرفاً. من المعروف أن المطالبة بإقامة الدولة الإسلامية شرف ما بعده شرف, لأنه يمثل تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم, أو بالخلفاء الراشدين, الذين قاتلوا الكفر لكي تكون كلمة الله هي العليا. ولم يحدث أبداً أن قاموا بتغطية وجوههم وهم يقاتلون من أجل الدين, كما أنهم لم يظهروا للعالم وقد وضعوا السكين على رقبة إنسان وقاموا بنحره كما هو حال الدجاج. كانوا يقاتلون من أجل ما يؤمنون به وقد كشفوا عن وجوههم. لكن أبطال الأمس الذين كانوا يقاتلون من أجل الدين الحق, نرى الذين خلفوهم في المهمة, كما يفترض, وقد جللهم العار, فلم يجرؤوا على إعلان هوياتهم, كما لم يترددوا في قتل إخوانهم المسلمين, كما حدث في العراق وغزة مؤخراً, حيث تم تكفير المنتمين إلى حركة "فتح"!! وفي العراق قامت "دولة العراق الإسلامية" التي نأمل أن تقوم القوات الأميركية بمحوها من الوجود كما حدث في الفلوجة قبل ذلك. لماذا يضع هؤلاء المجرمون الأقنعة السوداء وهم يتحدثون عن الجهاد الإسلامي, بكل قلة حياء؟ ببساطة لأنهم بلا دين. ولأن من لديه دين لا يقوم باختطاف الناس ونحرهم, أو قتلهم بالقنابل والسيارات المفخخة. هل يمثل هؤلاء خوارج العصر الحديث؟ رغم أن خوارج ذلك العصر كانوا رجالاً حقيقيين أعلنوا عن مبادئهم التي آمنوا بها, ودخلوا حروباً مهلكة مع خصومهم, وبكرامة, سواء اتفقنا معهم أم لا, إلا أننا لا يمكن أن ننكر عليهم شجاعتهم وشدة بأسهم في القتال. أما خوارج اليوم الموجودون في العراق وغزة فهم ليسوا سوى مجموعة من الجبناء الذين يروِّعون المسلمين الآمنين. إنهم مجموعة من الذين لا همَّ لهم سوى القتل والترويع والسلب والنهب. الاختفاء وراء الأقنعة, والقتل والنهب والسلب لم يعرفه العالم العربي إلا بعد هيمنة الجماعات الدينية على مقدرات المجتمعات العربية. ومن الخطأ أن يترك العالم أمثال هؤلاء المجرمين يتلاعبون بمصائر الناس حسب أهوائهم. ولذلك يجب على مجلس الأمن الدولي اعتبار زعماء هذه الجماعات من "الإخوان المسلمين" أو "السلف" أو "التحريريين", مجرمي حرب. يجب القبض عليهم أينما يكونوا, ذلك أنهم شركاء في كل جريمة قتل, يقوم بها المقنَّعون. إنهم مسؤولون, ويجب أن يدفعوا ثمن جرائم الجماعات الدينية التي يتزعمون قيادتها.