أعجبني التحليل الذي قدمه محمد السماك للأوضاع الفلسطينية الحالية المضطربة، وذلك في مقاله ليوم الجمعة الماضي، والذي كان عنوانه "من غزة إلى شرم الشيخ: أي مستقبل للسلام؟". ففي هذا المقال يناقش الكاتب مسألة محورية جداً، ألا وهي الثقة المتبادلة، والتي لن تعوض عنها أية اتفاقات أو معاهدات أو تنازلات مهما كانت. لكن فقدان الثقة في الآخر، هو عنصر متأصل في تكوين الدولة العبرية التي لم تفتأ تعتبر الآخر (محيطها العربي)، عدواً يجب إضعافه بكل الوسائل والسبل. وليس أدل على ذلك من نكوصها في سائر التزاماتها، ومن حروبها الاستباقية، واستمرار احتلالها لأراض عربية كثيرة، إضافة إلى بناء جدار الفصل العنصري وتطوير ترسانتها النووية... فالدلالة الأساسية لكل ذلك هي الشك العميق تجاه الآخر وافتراض الأسوأ فيه، ما يجعل من مؤتمرات كثيرة، مضيعة (أو كسبا) للوقت! شادي ربيع- أبوظبي