عاد نائب رئيس الولايات المتحدة ديك تشيني، على الأرجح من مكان سري، لعادته القديمة ليحتفظ بالأسرار من جديد. قد تتذكرون رفض نائب الرئيس، خلال المراحل الأولى من إدارة الرئيس بوش، الكشف عن أسماء شركات الطاقة التي استشارها بخصوص سياسة الولايات المتحدة الطاقية. حينها تشبث تشيني بموقفه الرافض تشبثاً عنيداً، وخاض المعارك القضائية في المحاكم، وفاز في نهاية المطاف، على رغم أنف الجميع. ومما نما إلى علم الجميع مؤخراً، ما بلغنا من أخبار وتسريبات مؤداها أن ديك تشيني سعى إلى إلغاء اعتراضات وزارة العدل على برنامج للمراقبة السرية. بل لقد قيل، والأجح أن يكون ذلك صحيحاً، إن مكتب نائب الرئيس ذهب إلى حد بذل المساعي المتواصلة لمنع ترقية موظف قديم في وزارة العدل، قبل إنه لسوء حظه العاثر، معروف على نطاق واسع برفضه لبرنامج المراقبة ذلك. ثم تسرب أخيراً خبر آخر، أن تشيني ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض ربما يكونون قد عقدوا اجتماعاً سرياً في مارس 2004؛ حيث أرادوا من وزير العدل جون آشكروفت أن يوافق، من على سريره في المستشفى، على استمرار برنامج المراقبة غير القانوني، الذي يدعمونه بكل ما أوتوا من قوة وباستخدام كل أوراق الضغط التي يملكونها في واشنطن، وعلى رغم تأثيرهم البالغ في أجهزة الإدارة المختلفة، فإن مما يُحسب لآشكروفت أنه رفض، ذلك الطلب الملح، بشكل واضح. وإليكم الآن آخر التسريبات الطازجة، فقد تناهت إلى الأسماع خلال الأسبوع الماضي، تفاصيل طريقة أخرى من طرق ديك تشيني السرية؛ حيث وضع "الجهازُ السري" مؤخراً حداً لعادة الاحتفاظ بسجلات زوار الرئيس ونائب الرئيس. إذن أصبح الزوار زواراً لا تشير غليهم سجلات! ومن الأرجح، فيما أعتقد، أنكم تستطيعون تخمين من يريد إخفاء أسماء ضيوفه -إنه تشيني بطبيعة الحال. وعليك أيها القارئ الكريم أن تتساءل من هم هؤلاء الأشخاص الذين يراهم تشيني، ولا ينبغي الكشف عن هوياتهم، ولا تسجيلها في السجلات! بيد أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك المزيد. ففي 2001، تخلى البيت الأبيض عن سياسة قديمة تتمثل في الإفراج عن الأوراق الرئاسية بعد مضي اثني عشر عاماً، على إيداعها. والواقع أن هذه الخطوة جاءت في وقتها لمنع الإفراج عن أوراق الرئيس الأسبق رونالد ريجان، وكان هذا مفهوماً في وقته. وحسبما يقال، فإن تشيني هو من يقف وراء هذا الأمر أيضاً. واليوم وقد بتنا نتوفر على وزير للأمن الداخلي، ربما قد نكون في حاجة أيضاً إلى وزير للسرية، يعمل من مكتب بمكان ما غير معروف، وبمسمى وصفة غير معروفين أيضاً! ثم، ألا يجدر بنائب الرئيس ديك تشيني أن يضيف هذا الأمر إلى قائمة مهامه السرية غير المعروفة اليوم، في وقت لم يعد فيه مدير مكتبه السابق "لويس سكوتر ليبي" موجوداً بالقرب منه ككاتم أسرار، بعد أن أصدرت عليه المحكمة حكمها الفصل. دانيال شور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كاتب ومحلل سياسي أميركي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"