"مؤشرات" على حرب مقبلة... و"مبادرة السلام" عرض لا يمكن رفضه مقاطعة إحدى نقابات التعليم العالي البريطانية لإسرائيل، و"تهريب" الأسلحة إلى قطاع غزة، ومبادرة السلام العربية، واتهامات لسوريا بالإعداد لحرب وشيكة ضد إسرائيل ... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. "التعاون هو الحل": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم الاثنين الماضي مقالاً لكاتبه "إيتان جيلبوا"، أستاذ الاتصال والإدارة الحكومية بجامعة "بار إيان"، خصصه للتعليق على قرار نقابة الباحثين والأساتذة الجامعيين البريطانيين "يو. سي. يو" بمقاطعة إسرائيل، وهو القرار الذي يُضاف إلى سلسلة من القرارات المماثلة التي سبق أن اتخذتها نقابات أخرى في بريطانيا ومناطق أخرى من العالم مثل كندا وجنوب أفريقيا. وفي تفسيره لميول عدد متزايد من المؤسسات في البلدان الغربية إلى مقاطعة إسرائيل، قال كاتب المقال إن اليسار الراديكالي الذي يقف وراء مبادرات المقاطعة يحاول خلق الانطباع بأنه ينتقد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. والحال، يقول الكاتب، أنه بذلك إنما ينفي حق إسرائيل في الوجود، ويشن أشرس حملات الإساءة على إسرائيل منذ أن حكمت الأمم المتحدة بأن الصهيونية حركة عنصرية. أما بخصوص الأسباب، فقد عزاها "جيلبوا" إلى كثافة النشاط الفلسطيني في مجال الدبلوماسية العامة والعلاقات العامة؛ حيث رأى أن الفلسطينيين في الغرب انضموا بكثافة إلى "اليسار" الراديكالي الذي نجح في السيطرة على النقابات العمالية في عدد من البلدان الغربية، مستفيدين في ذلك، يضيف الكاتب، من مساعدة "يهود وإسرائيليين مشبوهين". كما يرى "جيلبوا" أن إهمال إسرائيل وتقصيرها على هذه الجبهة ساهم كثيرا في هذه النتيجة. وإلى ذلك، رأى الكاتب أن خطر المقاطعة إنما هو خطر حقيقي على إسرائيل وينبغي مواجهته بـ"فعالية وحكمة"، معتبرا أن "المقاطعة المضادة" التي دعا إليها بعض أعضاء الكنيست ليست الحل الأنسب. وبدلاً من ذلك، دعا إلى تعزيز التعاون العلمي بين بريطانيا وإسرائيل باعتباره الحل الأفضل للمقاطعة الأكاديمية البريطانية. "تهريب" الأسلحة إلى غزة: تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد ما سمتها عمليات "تهريب" الأسلحة من مصر إلى غزة. وقد نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الحدود بين مصر وغزة تضم ما لا يقل عن 30 نفقاً تستعملها المجموعات الفلسطينية لتهريب الأسلحة. كما ذكّرت بأن 750 فرداً من القوات المصرية يتولون مراقبة الحدود مع غزة، وبأن مصر أرادت إرسال المزيد من القوات إلى تلك الحدود (نحو 6000 رجل)؛ إلا أن إسرائيل عارضت ذلك بدعوى خرق متطلبات نزع التسلح التي ينص عليها اتفاق كامب ديفيد للسلام. الصحيفة قالت إنه من بين الدروس المستخلصة من حرب الصيف الماضي مع "حزب الله" هو أنه من الخطأ ترك "الإرهابيين" يحشدون ترسانتهم بكل حصانة. وقالت إن من بين "الحلول" التي فكرت فيها إسرائيل قبل انسحابها من غزة عام 2005 هو حفر حفرة كبيرة بمحاذاة الحدود مع غزة وغمرها بمياه البحر، ما سيجعل من عمليات التهريب –تتابع الصحيفة- أمراً صعباً للغاية. واختتمت افتتاحيتها بالقول إن ذلك لن يحدث طالما هناك غياب للضغط من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا على مصر لوقف "تهريب" الأسلحة اليوم. "عرض لا يمكن رفضه": صحيفة "هآرتس" نشرت في عددها ليوم الثلاثاء مقالاً لكاتبه الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، هو بمثابة رسالة مفتوحة للإسرائيليين، شرح فيها الخطوط العريضة لـ"مبادرة السلام العربية" التي جدد من خلالها الزعماء العرب في قمة الرياض "التزامهم بالسلام كخيار استراتيجي". وفي هذا الإطار، قال عريقات إن الدول العربية تعرض من خلال هذه المبادرة سلاماً شاملاً ودائماً يقوم على إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين للجميع، واعترافاً كاملاً بإسرائيل وتطبيعاً للعلاقات معها، وذلك مقابل إنهاء 40 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، وانسحاب كامل إلى حدود 4 يونيو 1967، وتأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل ومتفق بشأنه لمعضلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى القرار الأممي رقم 194. وأوضح عريقات أنه إذا كانت المبادرة تقدم رؤية وإطاراً للمفاوضات ودعم الدول العربية لها، فإنها لا تشكل بديلاً لمفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بخصوص مواضيع الوضع النهائي. إلى ذلك، قال عريقات إن من شأن إنهاء النزاع وفق ملامح المبادرة العربية أن يمنح إسرائيل اعترافاً من قبل البلدان العربية العشرين المتبقية (مصر والأردن تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل) و57 بلداً إسلامياً، مضيفاً أن من شأن إنهاء الصراع وتحقيق السلام خلق واقع إقليمي جديد يضمن الأمن لمواطني منطقة الشرق الأوسط والاستقرار الإقليمي والدولي. سوريا وإسرائيل ... نحو حرب جديدة: صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت ضمن عددها ليوم الأحد مقالا لكاتبه غاي بيشور أشار فيه إلى ما اعتبرها مؤشرات على أن سوريا ماضية في الإعداد لحرب مقبلة قد تكون قريبة مع إسرائيل، وذلك –يقول الكاتب- بعد أن اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا بإنشاء محكمة لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وفي هذا الإطار، قال بيشور إن السوريين باتوا مقتنعين بعد حرب الصيف الماضي مع "حزب الله" بأن إسرائيل قد فقدت "غريزة القتل" السابقة التي كانت لديها وباتت تخشى اندلاع مواجهة جديدة، مضيفا أن السوريين ينظرون إلى الانتقادات المنشورة في الصحافة والثقافة الإسرائيليتين، إضافة إلى الشهادات التي وردت ضمن تقرير "لجنة فينوغراد" (لجنة التحقيق في أداء الجيش الإسرائيلي أثناء حربه مع "حزب الله" الصيف الماضي)، باعتبارها مزايا استراتيجية، ليخلص إلى أن السوريين أدركوا أنه ليست ثمة حاجة لقوة برية كبيرة، وإن صواريخ موجهة نحو التركزات السكنية الإسرائيلية تفي بالغرض. وفي هذا السياق، زعم الكاتب بأن سوريا عقدت مع روسيا صفقات لشراء الأسلحة على مدى العامين المنصرمين، وبأنها بدأت تجهز نفسها بصواريخ متطورة مضادة وصواريخ مضادة للدبابات. كما أشار الكاتب إلى ما اعتبرهما تطورين إضافيين مثيرين للقلق؛ أما الأول فهو ما نسبه إلى صحيفة "الشرق الأوسط" من أن الجيش السوري شرع ابتداء من شهر مايو في مناورات عسكرية واسعة النطاق. والثاني يتمثل في تأكيد السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة صالاي ميريدور علنا على أن سوريا عززت حضورها العسكري على الحدود مع إسرائيل. إعداد: محمد وقيف