يثير تحرك كل من أميركا وروسيا قلق كل منهما تجاه الأخرى، فهذه تكيل الاتهامات، وهذه ترد على تلك الاتهامات، التي تتجاوز حد ما يوصف بالحرب الباردة بينهما، فهما دولتان كبريان تستطيعان التحرك والهيمنة وعقد الاتفاقيات. ولكن الخاسر الوحيد من ذلك هو الدول التابعة التي يتم على حسابها ترتيب أحوال كل من أميركا وروسيا بما يشبه استعمار تلك الدول التي لا حول لها ولا قوة عن طريق ربطها بأحلاف ومعاهدات لا تخدم إلا مصالح هاتين الدولتين. ففي آسيا الوسطى اعتبر الروس هذه المنطقة منطقة النفوذ الأولى الاستراتيجية أمام الروس، ثم التعاون مع منظمة شنغهاي والتحالف معها. كل ذلك أمام التحركات الأميركية في أوروبا الشرقية وذلك لنشر الدرع الصاروخي، والذي جاء على لسان قائد الأركان الروسي، إن روسيا تعد إجراءات رداً على نشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا. كل ذلك يثير قلق كل منهما خاصة وأن أميركا بدأت في تصدير الديمقراطية حيث سعت أميركا من ذلك إلى التدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل لقد أضافت "رايس" أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين قلقون جداً أيضاً من السياسة في روسيا. هاني سعيد - أبوظبي