نشرت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية يوم 27 مايو 2007 مقالاً للدكتور طارق سيف بعنوان "الخليج بين أجندتين صهيونية وفارسية"، وفي الواقع أجدني متفقة تماماً مع كل ما جاء في هذا المقال من رؤية وتحليل، ولكني شعرت أن الكاتب قد نسي أو تناسى، الأجندة الروسية وتأثيرها في الخليج. هذه الأجندة التي لم يعد يتذكرها كثيرون بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق، والاعتقاد بتراجع الأهمية الاستراتيجية للخليج في الفكر السوفييتي بعد انتهاء الحرب الباردة، هذه الأهمية لم تغب عن روسيا في أي وقت، فالروس لن يتركوا منطقة الخليج تنفرد بها الأجندتان "الصهيونية-الأميركية" و"الفارسية-الإيرانية"، دون أن يكون لها نصيب من ثروة "البترودولار" التي تنعم بها دول الخليج النفطية، فهي سوق سلاح مثالي، وهي الجبهة الخلفية التي يجب تأمينها من خلال زيادة تورط الأميركان فيها، وهي الفرصة السانحة للانتقام من الإدارة الأميركية التي ساعدت "طالبان" و"القاعدة" في القضاء على 55 ألف جندي سوفييتي، وهي منبع "الإسلام" الذي يدعم الشيشان، وأصبحت عدو أميركا الأول بدلاً من السوفييت. ومن هنا فإن الأجندة الروسية تعمل في معظم الأحوال بصورة غير مباشرة في المنطقة في إيران وسوريا والسودان والصومال ومناطق أخرى، لذلك فإن السؤال الملح: ماذا يجب أن يفعل الخليج في مواجهة كل الأجندات المفروضة عليه؟ وإجابة هذا السؤال معلقة في رقبة كل مسؤول ومثقف ومفكر وكاتب خليجي. هند ناصر السويدي - أبوظبي