"باراك" يعود إلى الواجهة... ودعوة لتجاهل المفاوضات مع سوريا المناورات السياسية داخل حزب "العمل"، ومستقبل الحزب بعد انتخاباته الداخلية الأخيرة، وجهود الوساطة المصرية بين الأطراف الفلسطينية، ودعوات لتجاهل مطالب سوريا بالتفاوض مع إسرائيل... قضايا نعرض لها ضمن جولة أسبوعية سريعة في الصحافة الإسرائيلية. --------- "وماذا بعد بالنسبة لحزب العمل؟": بهذا السؤال استهلت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي مسلطة الضوء على مستقبل حزب "العمل" الإسرائيلي بعد الانتخابات الداخلية التي يشهدها لاختيار قيادة جديدة. فحسب الصحيفة، تنطوي اللحظة الراهنة بالنسبة لحزب "العمل" على تناقض واضح لا يخفى على أحد، فهو من جهة يبدو على أنه آخر حزب كلاسيكي في إسرائيل بمرشحيه ونشطائه المعروفين بعد انشقاق حزب "الليكود" وظهور "كاديما" على الساحة السياسية، لكن من جهة أخرى لا يملك حزب "العمل" سوى عدد محدود من المقاعد في الكنيست لا يتجاوز 19 مقعداً. ومن المتوقع أن يتراجع العدد، ناهيك عن أنه لا أحد ينظر إليه كمرشح رئيسي لقيادة الدولة العبرية في المستقبل القريب. لكن ومع احتدام النقاش داخل حزب "العمل" تنوه الصحيفة إلى بروز تساؤل مهم يتمثل في ما إذا كان الرئيس الجديد للحزب، سينسحب من الحكومة الائتلافية. فرغم غموض موقف "باراك"، يرجح المراقبون أنه إذا نجح في الوصول إلى رئاسة الحزب، سيشغل منصب وزير الدفاع تحت قيادة "أولمرت"، فيما يصر خصمه "عامي أيالون"، على رفضه العمل مع رئيس الحكومة الحالي، وأنه سيسعى إلى تغييره مع الحرص على عدم انهيار ائتلاف "كاديما" وحزب "العمل" في الحكومة. لكن الصحيفة التي تتفهم رغبة "أيالون" في استمرار حزب "العمل" في الحكومة، وتجنب انتخابات تشريعية مبكرة خشية فقدان المزيد من المقاعد في الكنيست والحقائب الوزارية، إلا أنها تعتقد بأنه من الأفضل لحزب "العمل" الرجوع إلى المعارضة لتتسنى له العودة بقوة أكبر وفسح مجال أكبر أمام الناخبين للتعبير عن إرادتهم. "الوساطة قد تجنب الاجتياح": خصصت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها يوم أمس الثلاثاء لرصد الجهود التي تبذلها مصر في هذه الأثناء لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار بين "فتح" و"حماس" بعد توجه قيادتيهما إلى القاهرة لإجراء مباحثات ثنائية وبحث سبل وقف العنف المستشري بين الفريقين. وهو الاتفاق الذي سيعيد الحياة مجدداً، حسب الصحيفة، إلى الهدنة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. غير أن ما ينذر بفشل هذه المباحثات التي ترعاها مصر، ليس سوء نية القيادات السياسية، بل عدم قدرتها على ضبط باقي اللاعبين الأساسيين في الميدان وضمان التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية في مكة. فقد أدى هذا العجز، في رأي الصحيفة، إلى فشل فكرة حكومة الوحدة الوطنية. ولئن كانت الصحيفة تتوقع أن يساهم وقف إطلاق النار بين الأطراف الفلسطينية في تعزيز الهدنة مع إسرائيل، إلا أنها تنتقد عدم التزام الفلسطينيين باتفاق وقف إطلاق النار مع الدولة العبرية، مشيرة إلى أن اتفاق الهدنة لم يطبق سوى في قطاع غزة، بينما ظلت الضفة الغربية عرضة لانطلاق الهجمات ضد إسرائيل. وبسبب عجز السلطات الفلسطينية عن ضبط الأمن في داخل غزة التي تحولت، حسب الصحيفة، إلى منصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإن أي مطلب من قبل الفلسطينيين بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار ليشمل الضفة الغربية هو غير واقعي. "دعوات سوريا للتفاوض": تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي عن من هو المراقب الذي أضاع فرصة متابعة الاستفتاء السوري يوم الأحد الماضي؟ فالصحيفة تقول بأنه خلافاً للانتخابات الرئاسية الأميركية التي يحتدم حولها النقاش، بل وحتى الانتخابات الداخلية التي يشهدها حزب "العمل" في إسرائيل، يمكن لأي مراقب أن يُعذر على عدم متابعته للاستفتاء السوري. وحرصاً على عدم التمادي في التشويق تؤكد الصحيفة أن النتيجة، ستضمن ولاية ثانية للرئيس الأسد من سبع سنوات. والأكثر من ذلك، تقول الصحيفة، إنه يمكن للمراقب الحصيف أن يغامر بلا وجل في النطق بالنتيجة التي ستؤكد بأن 99% من الناخبين صوتوا لصالح قائدهم المحبوب. وتنتقل الصحيفة إلى موضوع المفاوضات مع سوريا والانفتاح الذي أبدته دمشق مؤخرا من خلال تكرار مطالبها بالتفاوض مع إسرائيل. فحسب الصحيفة يتعين على الدولة العبرية عدم الانجرار وراء دعوات سوريا لأنها ليست جادة في ما ترمي إليه، داعية "أولمرت" إلى الرفع من مطالبه بأن يشترط لقاء على أعلى مستوى يجمعه مباشرة مع الرئيس الأسد. وإذا ما وافق الأسد على هذا المطلب، رغم أنه مستبعد جداً كما تقول الصحيفة، فإنه سيشكل انتصاراً آخر لإسرائيل وتنازلاً مهماً من إحدى الدول الأكثر تشدداً داخل معسكر الرفض العربي. "البحث عن الصفقة الذهبية": تناول الكاتب الإسرائيلي "أتيلا سومفالفي" في مقاله المنشور يوم الثلاثاء على صفحات "يديعوت أحرنوت" قضية الانتخابات الداخلية التي يشهدها حزب "العمل". وقد اعتبر الكاتب أن المهمة الأساسية التي يواجهها كل من "إيهود باراك" و"عامي أيالون" خلال الساعات القليلة المقبلة هي التوصل إلى صفقة ما مع "عمير بيرتس" الذي خرج في الجولة الأولى من المنافسات. فبرغم أن وزير الدفاع قد فشل في الاحتفاظ بقيادة الحزب، إلا أن معسكره داخل حزب العمل مايزال قوياً ومن غير المرجح أن يتخلى عنه في وقت الأزمة. ومع ذلك يقول الكاتب بأن "بيرتس" الذي يسعى إلى إقناع أعضاء الحزب بأنه مايزال ضمن نخبه القائدة، وبالتالي يصعب تجاهله، عليه ألا ينسى بأن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات كانت واضحة لا لبس فيها بعد أن صوت 80% من أعضاء الحزب لغير صالحه. وتبقى الظاهرة اللافتة، حسب الكاتب، هي انبعاث "إيهود باراك" من الأنقاض ونجاحه في تحقيق نتائج جديدة. فرغم احتجاب "باراك" عن الأنظار ووسائل الإعلام طيلة الفترة الانتخابية، إلا أنه لم يترك مكاناَ في إسرائيل لم يزره محاولاً تبديد الشعور المناهض له لدى الرأي العام، وهو ما ضمن له أصوات العرب والدروز داخل الحزب. أما المرشح الآخر "عامي أيالون" فقد يخسر السباق إذا ما ارتكب أخطاء واستمر "باراك" في الاستفادة من الزخم المتوفر له حالياً. إعداد: زهير الكساب