وصفت وسائل الإعلام التابعة للحكومة الصينية تقريراً أصدرته وزارة الدفاع الأميركية عبَّر عن القلق إزاء ما تقوم به الصين من حشد لصواريخها الباليستية في مواقع برية وبحرية على أنه "مضلِّل للرأي العالم العالمي" ويسعى إلى إشاعة مخاوف كاذبة عن التهديد الصيني. فقد أعلنت الصحيفة اليومية "بيبلز دايلي" التابعة للحزب الشيوعي في تعليق شديد اللهجة أن التقرير السنوي الذي رفعته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إلى الكونجرس الأميركي حول القدرات العسكرية للصين، قد بالغ في تصوير مدى تطور عملية التحديث العسكري التي انخرطت فيها الصين. وجاء أيضاً في التعليق الصيني أن "التقرير لا يولي الاهتمام للوضع الحقيقي، كما يبالغ على نحو مقصود في ما يسمى بالتهديد العسكري الصيني". وكان التقييم الذي أصدرته "البنتاجون" يوم الجمعة الماضي قد أشار إلى أن الصواريخ الجديدة، فضلاً عن الغواصات وحاملات الطائرات من شأنها أن تمنح الصين القدرة على الدفع بقوتها إلى ما هو أبعد من سواحلها. وأعلن المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية خلال الأسبوع الماضي أنهم حرصوا على تبني نبرة متوازنة في التقرير، ليشكل أساساً جيداً للحوار مع الصينيين حول نواياهم العسكرية. لكن، وكما في مرات سابقة، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أن الموازنة الرسمية للدفاع التي أعلنت عنها الصين لا تعبِّر عن الحجم الحقيقي للإنفاق على الجيش. ويضيف التقرير أن ما ستقدم عليه الصين، من نشر لصواريخ باليستية متحركة تتخذ من البر والبحر قواعد لها، وتستطيع الوصول إلى أهداف بعيدة بما فيها الولايات المتحدة، قد أتاح للصين "خيارات جديدة" في حالة نشوب نزاع في المستقبل. ونوه تقرير "البنتاجون" أيضاً إلى ما وصفه بالتطوير السريع وغير المتوقع لغواصة جديدة من طراز "جين- كلاس" مجهزة لحمل صواريخ يصل مداها إلى خمسة آلاف ميل، بالإضافة إلى استعداد الصين لنشر صاروخ باليستي عابر للقارات يطلق عليه اسم "DF-31" قادر على الوصول إلى أجزاء من الأراضي الأميركية. وتشكل تلك الأسلحة جزءاً من القوات النووية الصينية، وهو ما دفع "البنتاجون" إلى إثارة احتمال قيام الصين، من خلال تعزيز قدراتها العسكرية، بتغيير سياستها السابقة القائمة على الاحتفاظ بقوة ردع نووية في حدودها الدنيا. ويرى المحللون أن الجهود التي تبذلها واشنطن لتطوير نظام شامل للصواريخ النووية دفعت الصين إلى تطوير صواريخها. هذا وقد سبق للصين أن أعلنت مراراً أن سياسة "عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية" التي تتبعها تظل هي نفسها ولم يطرأ عليها أي تغيير. وعلى رغم أن صحيفة "بيبلز دايلي" الصينية لم تدخل مباشرة في تفاصيل التقييم الذي جاء به تقرير "البنتاجون"، إلا أنها سارعت إلى التأكيد على أن الإنفاق العسكري الصيني إنما يلبي "الاحتياجات الموضوعية للدفاع عن النفس". جوزيف كان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مراسل "نيويورك تايمز" في بكين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "نيويورك تايمز"