طفرة دفاعية في كوريا الجنوبية... وخيارات أمام بوتين بعد مايو 2008 ما هي الوظائف المرشح لها الرئيس بوتين بعد تركه السلطة في مايو2008؟ وكيف تستعد كوريا الجنوبية لأي اضطراب أمني في شبه الجزيرة الكورية؟ وماذا عن الحوار الاقتصادي- الاستراتيجي بين واشنطن وبكين؟ وهل تكون مبادرة "آبي" لمواجهة الاحتباس الحراري مفاجأة قمة الثماني المقبلة بألمانيا؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. خيارات بوتين بعد مايو 2008: خصص "فيتالي تسيلاييف" تقريره المنشور في "البرافدا" الروسية يوم السبت الماضي على الخيارات المهنية المحتملة التي يمكن للرئيس بوتين أن يشغلها بعد أن يترك السلطة العام المقبل. ففي مايو 2008 يفترض أن يتولى رئيس جديد مقاليد الأمور في موسكو. البعض يتوقع أن يصبح بوتين أميناً عاماً لحزب سياسي على أن يكون الرئيس الجديد ورئيس الوزراء وبعض الوزراء المهمين أعضاء في المكتب السياسي لهذا الحزب. وهناك من يتوقع أن يقود بوتين، بعد تركه السلطة، اتحاداً بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وفي حال تحقق هذا السيناريو، سيصبح رئيسا كل من بيلاروسيا وكازاخستان نائبين لبوتين. وهناك من يتوقع أن يترأس بوتين شركة "غازبروم" النفطية، لكن هذا الخيار سيجعله عرضة لكراهية الروس، وهناك من يرجح عدم إقدام بوتين بعد تركه السلطة، على شغل أي منصب، لأن ذلك سيُبقي الفرصة أمامه للعودة مرة أخرى إلى السلطة. "ديمتري بادوفسكي" نائب مدير "معهد بحوث الأنظمة الاجتماعية" يقول إن بوتين لن يشغل بعد مغادرته الكريملن أي منصب رسمي، وربما يبقى عاماً كاملاً ليراقب ما إذا كان خلفه سيمارس مهمته بكفاءة أم لا. وثمة من يتوقع تدشين بوتين مؤسسة أو مركزاً للبحوث، وربما يترأس هذا الرجل "سوشي- 2014" وهي اللجنة المنظمة للأولمبياد، في حال نجحت روسيا في استضافة أولمبياد 2014 للألعاب الشتوية. أما "بوريس ماكرينكو" نائب مدير "مركز التقنيات السياسية" فيرى أن بوتين سيصبح "دينج زياوبنج روسيا" كونه سيصبح قوة تحقق التوازن بين المصالح المتصارعة في البلاد، وتضمن استمرار الخط السياسي لروسيا. "مذكرة من كوريا الشمالية": هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم أمس الاثنين، مشيرة إلى أن سيئول سيرت يوم الجمعة الماضي مدمرتها الأولى المزودة بتقنية رادارية من طراز "إيجوس"، لتصبح كوريا الجنوبية هي خامس دولة في العالم تعمل بهذه التقنية بعد الولايات المتحدة واليابان وإسبانيا والنرويج. "سيجونج الكبرى"، التي تزن 7650 طناً تعد المدمرة الأكثر تطوراً في العالم، فنظام التسليح الخاص يحتوي على رادار قادر على أن يرصد ويتعقب في وقت واحد 900 هدف على بعد ألف كيلو متر، كما أن هذه المدمرة مزودة بأنظمة صاروخية مضادة للطائرات والسفن والغواصات، وبمقدور هذه المدمرة إطلاق نيرانها على 122 هدفاً في غضون دقيقة واحدة. تسيير "سيجونج الكبرى" يرمز إلى مساعي سيئول لتعزيز قواتها البحرية، لتكون قادرة على مواجهة تهديدات كوريا الشمالية، والاستعداد لتغيير البيئة الأمنية في شمال شرق آسيا. وحسب الصحيفة، تنوي القوات البحرية الكورية الجنوبية نشر مدمرتين أخريين من النوع ذاته بحلول عام 2012. لكن الكورييين الجنوبيين الذين شعروا يوم الجمعة الماضي بالزهو عند استعراض قوتهم البحرية، صدموا في اليوم ذاته عندما علموا أن كوريا الشمالية قد أطلقت صاروخاً قصير المدى في "بحر الشرق"، اللافت أن هذا الصاروخ تم إطلاقه أثناء قيام الرئيس الكوري الجنوبي "رومو هيان" بإلقاء خطاب الاحتفال بتسيير المدمرة الجديدة في ميناء "أولسان". وعلى رغم تقارير أولية صدرت من طوكيو، تفيد بأن كوريا الشمالية أطلقت مجموعة صواريخ من سواحلها الشرقية والغربية، فإن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قللتا من أهمية الخطوة التي قامت بها بيونج يانج. فسيئول اعتبرت عملية إطلاق الصواريخ جزءاً من مناورات عسكرية سنوية تجريها كوريا الشمالية، وواشنطن قالت "إن بيونج يانج تعودت على إجراء هذه الخطوة من حين إلى آخر"، وحتى رئيس الوزراء الياباني، قال إن الاختبار الصاروخي الذي أجرته "بيونج يانج" لا يهدد الأمن القومي الياباني. وحسب الصحيفة، فإن تزامن إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية مع تسيير المدمرة الكورية الجنوبية يذكر الكوريين الجنوبيين بأن بلادهم بحاجة إلى أن تكون مستعدة دائماً للدفاع عن نفسها. فبيونج يانج تطلق الصواريخ بينما تشارك في محادثات تهدف إلى نزع سلاحها النووي، مما يعني أن على كوريا الجنوبية ألا تتراجع عن تعزيز قدراتها الدفاعية. الحوار الاستراتيجي الأميركي- الصيني: في افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين، سلطت "تشاينا ديلي" الصينية الضوء على الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة الذي أجري في العاصمة الأميركية واشنطن يومي 22 و23 مايو الجاري. وزير التجارة الأميركي "كارلوس جيتريز" علق على الحوار قائلاً: "إن الهدف منه التركيز على الموقف التجاري بين البلدين بصورته الإجمالية، ومن ثم لا نتائج متوقعة من هذا الحوار على المدى القريب". وحسب الصحيفة، يحتاج البلدان الحوار، لتحقيق هدف يسعى إليه كل منهما ألا وهو تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين بحيث تعود بالنفع عليهما. أهم الموضوعات التي تطرق إليها الحوار: قطاع الخدمات والطاقة والمسائل المتعلقة بالبيئة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والقدرة على الإبداع وبين مصادر الطاقة وحماية البيئة. الاقتصادان الأميركي والصيني يعانيان من مشكلات داخلية ومن نزعة حمائية ويواجهان تساؤلات حول جدوى العولمة وحرية التجارة. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن النزعة الحمائية تنامت في الولايات المتحدة بعد انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، وأصبحت الصين هدفاً جاهزاً لتطبيق رؤية "الحمائيين"، خاصة وأن حجم التجارة بين أميركا والصين وصل العام الماضي إلى 343 مليار دولار، وتعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري لصالح الصين قيمته 232.5 مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف العجز التجاري الأميركي مع اليابان. التجارة مع الصين ليست هي السبب في عجز الميزان التجاري الأميركي، بل إن ثمة أسباباً أخرى كمعدلات الفائدة المنخفضة والتقسيم الدولي للعمل والقيود المفروضة على تصدير التقنيات الأميركية إلى الصين. استراتيجية 2050: خصصت "أساهي تشمبيون" اليابانية أحد تقاريرها يوم السبت الماضي للإعلان عن استراتيجية رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" المعنية بمواجهة الاحتباس الحراري. الاستراتيجية أو بالأحرى المبادرة الجديدة تدعى (الكوكب الجميل 50)، وتهدف إلى تخفيض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بحلول عام 2050 إلى النصف. بعض المحللين يرون أن مبادرة رئيس الوزراء الياباني تهدف إلى تعزيز الزخم السياسي للحزب "الديمقراطي الليبرالي" الحاكم، الذي سيخوض انتخابات برلمانية هذا الصيف. ويهدف "آبي" إلى وضع إطار عالمي جديد لمواجهة الاحتباس الحراري كبديل لبروتوكول "كيوتو"، على أن يشمل الإطار الجديد كلاً من الولايات المتحدة والهند والصين. وضمن هذا الإطار سيطرح رئيس الوزراء الياباني مبادرته هذه على قمة مجموعة الثماني الصناعية التي ستلتئم في ألمانيا مطلع الشهر المقبل. إعداد: طه حسيب