بالإضافة إلى معارض التوظيف المتكررة في الدولة، تتوقف شريحة كبيرة من الناس كثيراً عند إعلانات الوظائف المنتشرة في الصحف المحلية، فهي الأخرى تتكرّر كما تتكرّر المعارض، وكما يبني الباحث عن وظيفة آمالاً كبيرة على المعارض، فإن الأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة إلى تلك الإعلانات، فالاثنان يحملان الكثير من المفردات التي تدغدغ المشاعر وتفجّر آمالاً بالحصول على وظيفة، ما يدفع بالكثيرين إلى التعاطي بجديّة مع هذه الإعلانات وتوفير كل ما من شأنه أن يضمن له الفوز بهذه الوظيفة أو تلك، ومع ذلك كثيراً ما يفاجأ الباحثون عن الوظيفة عندما يتم رفض الطلب، ويبدو أن الإعلان عن الوظائف في الصحف والمعارض أصبح عند الكثيرين يستهدف الدعاية الإعلانية لا أكثر ولا أقل. يرى الكثيرون أن عدم وجود جهة رسمية تتأكد من صدق نوايا الشركات، سواء تلك التي تشارك في المعارض أو تعلن في الصحف، يفتح المجال لدى بعض الشركات والمؤسسات للهروب من مسؤولية وعود التوظيف التي تقدّمها والتملّص من أي التزامات أدبية أو قانونية حيال هذه الوعود. وبذلك أصبحت "عادة" المشاركات والإعلانات، تتكرّر مع كل معرض أو يتم نشر مثل تلك الإعلانات بين الفترة والأخرى من قبل أقسام أو إدارات الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات، باعتبارها مجرد دعاية لا تستند إلى أي نيّة جادة للبحث عن موظفين وموظفات. يشير بعض من ينظمون المعارض، إلى أن بعض الشركات لديها شواغر ولديها الرغبة الجديّة في التوظيف وهذه النوعية تضمّ شركات محدودة، وهناك بالمقابل شركات ومؤسسات أخرى لديها شواغر وظيفية حقيقية وتعرض فرص عمل قائمة بالفعل ولكن اختياراتها تخضع لاعتبارات بعيدة عن الكفاءة وتميل إلى إعلاء منطق المصلحة أو "الواسطة"، وبين هذا وذاك هناك شركات تشارك وتعرض وظائف قائمة ولكن الرأي استقر فعلياً على من سيشغلونها وبالتالي فهي ترفض الطلبات المقدّمة من دون إبداء الأسباب. وهذه ليست حال جميع الشركات والمؤسسات المشاركة في معارض التوظيف ولكن هناك نماذج واقعية تجسّد هذه الممارسات على أرض الواقع. يمكن الخروج من أي معرض للتوظيف أو من إعلان وظيفي بصورتين: الصورة الأولى، الأمل بالوظيفة والرغبة في الحصول عليها وفق الشروط المعلن عنها في الكتيبات التي توزع في المعارض وصورة معاكسة يمكن ملاحظتها بعد إبلاغ الباحث عن العمل برفض طلبه؛ حيث يصاب المتقدم بالإحباط لأنه تمّ تجاهل طلبه، وهذا الشعور يمكن ملاحظته من المتردّدين على معارض الوظائف. والأمر في كثير من الأحيان لا ينتهي عند هذه النقطة، حيث يصاب الشباب بالسلبية والإحباط. الشق المفقود في هذه المعادلة أن العديد من المؤسسات تعلن عن وظائف دون جهة رقابية تتأكّد من حاجتها لموظفين وهل لديها فعلاً شواغر أم أن الأمر لا يتعدّى نشر إعلان أو مشاركة في معرض للتوظيف، لأن كثيراً من المشاركين في المعارض لا ينتهي بهم إلى اختيار ولو موظف واحد بدعوى عدم وجود كوادر متميزة أو شيء من هذا القبيل. ويبدو أن الأمر يتطلّب شفافية أكثر بحيث يتم الإعلان رسمياً في نهاية المعرض عن عدد من تمّ اختيارهم للعمل لدى الشركات والمؤسسات المشاركة أو من هم بصدد الاختيار، ومؤهلاتهم والوظائف التي اختيروا لها بحيث يتم إضفاء الشفافية والجديّة على هذه المعارض. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية