يبدو أن بعض القوى الفلسطينية أصبح لديها من الفراغ، لاسيما بعد أن تعطلت وظيفة المفاوضات وانتكس النشاط التجاري في ظل الحصار، كي تتلهى بهواية القتال وتبادل إطلاق النار فيما بينها. وبطبيعة الحال فإن تلك القوى لا تضر بنفسها فقط، وإنما تسدد أوجع ضربة بحق القضية الفلسطينية ومن ثم تلحق بها أذى قاتلاً، بعدما ظلت أنبل قضية تحرر وطني في القرن العشرين. فهل يجملُ بحركة "حماس" التي تحملت أذى الأجهزة الأمنية طويلاً وهي في المعارضة، وحافظت بشرف على شعارها حول حرمة الدم الفلسطيني، أن تتحلل من ذلك الآن وهي في سدة السلطة؟ وهل يجمُلُ بحركة "فتح" التي أطلقت رصاصة الثورة الفلسطينية الأولى، أن تقبل لعب دور الأداة الخارجية لتخريب التجربة "الحمساوية" على حساب المشروع الوطني وقضيته برمتها؟ ناصر فضل - أبوظبي