كان الخبر يحوي رقماً خيالياً، فقد نص على أن الإمارات احتلت في عام 2006 المرتبة الأولى على صعيد المنطقة في حجم الإنفاق الإعلاني، فقد وصل المبلغ الإجمالي إلى 1097 مليون دولار! رقم كبير، وأن تحتل الإمارات المركز الأول، منافسة بذلك المملكة العربية السعودية التي اعتادت أن تكون أكبر سوق إعلاني في المنطقة، هذا يعني أن هذا السوق هو بالفعل سوق الفرص التي لابد وأن تُستغل. فهذا القطاع الذي ينمو عاماً بعد آخر يطرح تساؤلاًت مهمة من بينها: أين خريجو كليات الإعلام من هذا النشاط؟ بل وكم يبلغ عدد الإماراتيين العاملين في هذا القطاع؟ نسب بسيطة وتقل عن العشرة في المئة. وبدلاً من أن تكون أنشطة الشباب في مشاريع تجارية تمولها برامج تمويلية فقط، فلماذا لا تكون هناك جهة متخصصة في تدريب كادر وطني يعمل في الإعلان من الألف إلى الياء، حتى تتم دورة هذه الأموال ضمن نطاق دولة لتكون رافداً اقتصادياً وطنياً يسهم في تفعيل النشاط الاقتصادي بشكل عام. فخريجو الإعلام أو الفنون الجميلة أو حتى التخصصات الأخرى لديهم أفكارهم المبدعة والمتميزة والتي لها أبعاد فنية مختلفة، لذلك كان استثمار هذه المواهب في هذا السوق فرصة استثمارية ذكية، تتيح مجالاً وظيفياً وإبداعاً فنياً ونجاحاً من السهل الوصول إليه. فشركات الإعلان اختارت الإمارات للتسهيلات الإجرائية المقدمة من قبل الدوائر الاقتصادية، والتي تراعي فيها الرغبة في استقطاب المزيد من الشركات لتكون الإمارات ملتقى اقتصادياً له أهميته. فسوق الإعلان بدأ يستحوذ على السوق الخليجي والعربي، فإذا كانت الإمارات هي وجهته الأكثر مواءمة، فلماذا يُترك هذا السوق دون أن يكون للإماراتي موقعه الريادي المؤثر، والذي بالضرورة ستكون له فرصته الأفضل. الدخول في هذا السوق، لا يتطلب سوى مهارة فنية وتقنية، وهي صفة يتمتع بها شباب الإمارات، ورأس المال متوفر ومتحفز ليكون بين أيدي الشباب. فبرنامج انطلاق أو مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب لابد، وأن تهتم بهذه الفرص، وأن تدفع بالشباب نحو استثمار طاقاتهم الخلاقة في هذا المجال، خاصة وأن الإنفاق الإعلاني، وصل إلى أرقام قياسية في سوق الأعمال والاقتصاد. وتتوقع العديد من الشخصيات المهتمة بهذا القطاع أن تشهد دبي بشكل خاص قفزات جديدة على مستوى الإعلان والإعلام، وأن هناك عشرات الشركات تنتظر الترخيص لها لمزاولة نشاطها الإعلاني. هذا الاستقطاب الذي تمثله الإمارات لا تضاهيه أية دولة أخرى، وهذا حري بنا أن نبحث عن فرص متاحة، من خلالها يمكن تدشين منصة انطلاق نحو فكر إعلاني جديد، يبحث عن ترسيخ دور الإماراتي في هذا القطاع، ويهتم بتطويره والإضافة لمكتسباته. الإعلان هو سوق فرص اليوم، وهو أيضاً فرصة لدراسة الجمهور واستطلاع رأيه في العديد من القضايا، ليتم بالتالي إيجاد أرضية توافق مشتركة، تتفهم احتياجات السوق المحلي والخليجي والعربي وتنطلق من حيث انتهى الآخرون.