أظهر سير سيريل تاونسيند في مقاله "ماذا يجري في البصرة؟" (الاتحاد، الخميس 26 ابريل 2007)، مدى التردي الأمني الذي تعيشه محافظة البصرة في ظل الوجود البريطاني الذي أخفق في الحيلولة دون مزيد الفوضى وسيطرة الميليشيات الشيعية المسلحة. ومن واقع الأحداث والاعترافات الصادرة عن قادة عسكريين بريطانيين، يتضح أن النفوذ الإيراني يزداد في جنوب العراق عامة وفي البصرة خاصة، وأن الميليشيات التابعة للأحزاب والجماعات الدينية الشيعية تهيمن على الحياة اليومية وتمارس سيطرة واضحة، معتمدة على مداخيلها من عائدات النفط المهرب الذي تقوم بنهبه من أنابيب التصدير، لتتمكن من تسليح نفسها وبالتالي زيادة مقدرتها على الوصول إلى أنابيب النفط وسرقة نفطها. والأخطر من ذلك، وهذا ما يوضحه الكاتب أيضاً، أن تلك الميلشيا تملك نفوذاً واسعاً على أغلب وحدات الشرطة والجيش التي دربها البريطانيون، وكان أحد الأهداف من وراء تكوينها محاربة الميليشيات نفسها! فأي مفارقة تلك التي تكتنف الوجود البريطاني في جنوب العراق؟! وهل يمكن أن نتصور فشلاً فوق ذلك الفشل؟! محمد فرحان- دبي