أريد أن أتوجه بطلب شخصي إلى توماس فريدمان الذي اعتاد منذ أشهر طويلة أن يتحفنا بمقالاته المتكررة حول الخضرة والسياسات الصديقة للبيئة، وما مقاله الأخير على هذه الصفحات "الحوار الأخضر وانتخابات 2008"، إلا واحد من تلك المقالات الدالة على "تحول" واضح في اهتماماته وتالياً في انتمائه السياسي! والحقيقة أن البيئة أصبحت قضية القضايا بالنسبة لفريدمان. ورغم أهمية البيئة التي لا يشكك فيها شخص على وجه الأرض، فإنني أرى أن فريدمان بالغ كثيراً في ربط كل موضوعاته بمسألة الخضرة، بل أكاد أقول إنه بذلك يبدو كما لو أنه يفتقر إلى موضوعات لمقاله الأسبوعي، أو أنه يتعمد التهرب من موضوعات الساعة وقضاياها الملحة، كالوضع الأميركي في العراق والصراع بين الرئيس بوش و"الديمقراطيين" حول جدولة الانسحاب... وذلك ربما لأسباب تخصه! على كل حال، لم أجد ربطه بين الحوار الأخضر وانتخابات الرئاسة القادمة في الولايات المتحدة، ربطاً موفقاً بأي حال. فأي كاتب يستطيع أن يدعو إلى ما شاء من مثل وعظات، لكن البيئة لم تكن في يوم من الأيام على أجندة اهتمامات المسؤولين الأميركيين، فالولايات المتحدة التي رفضت الانضمام إلى اتفاق "كيوتو" وهي أكبر ملوث للبيئة في العالم... غير مهيأة لتقبل خطاب كهذا حتى الآن... فهل فريدمان إذن كمن يحرث في البحر؟! السيد أكرم - العين