ما يحدث من تحولات ديمقراطية تتوالى عاماً بعد عام وشهراً بعد شهر في كثير من بلاد العرب، أمر مشهود وباعث على التفاؤل، لكن يبدو أن الدكتور علي محمد فخرو لا يريد أن يراه! ففي مقاله ليوم الخميس الماضي في صفحات جريدتكم الموقرة، نسي الكاتب أن الأيام الأخيرة شهدت انتخابات نوعية غير مسبوقة ولم يجف حبرها بعد في موريتانيا، وأنه قبل ذلك بفترة بسيطة كانت هناك انتخابات في قطر، وقبلها شهدت دولة الإمارات هي كذلك عرساً انتخابياً أثار اعتزاز الكثيرين، وقد سبقته انتخابات مشهودة في البحرين، فضلاً عن الانتخابات الرئاسية في اليمن والانتخابات العامة في الكويت والمحلية في السعودية والبرلمانية في مصر... كما تتأهب كل من الجزائر والمغرب لانتخابات نيابية أيضاً ستشارك فيها كل القوى السياسية... فهل يفتقد هذا المشهد برمته أية قيمة تجعله في حكم الموجود؟! ما أدهشني في مقال الدكتور فخرو كونه أصر على الربط بين تعثر العملية الديمقراطية في العالم العربي وبين ما يسميه المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني في المنطقة، والذي يريد أن يعلق عليه كل أخطائنا وأسباب هزائمنا! والآن أريد أن أسبح في اتجاه آخر معاكس، مستشعراً روح التفاؤل الذي خلت منه مقالة الدكتور فخرو، وأقول إن العرب ليسو "سيزيف" كي تحل عليهم لعنة "الآلهة"، وأن الديمقراطية ليست صخرة، بل سلماً ترتقي به سائر الأمم في مدارج التقدم والرقي والازدهار... وما نحن إلا أمة من الأمم السائرة في طريق البناء الديمقراطي الواعد والخلاق. رجب ثامر - القاهرة