عُقد التاريخ تسمّم علاقات اليابان الآسيوية... وعقبات أمام التعاون النووي الهندي- الأميركي ------------- سلامة المواطنين الصينيين في الخارج، ومسؤولية كندا في ضمان عدم تعرض المعتقلين الأفغان للتعذيب، واعتذار رئيس الوزراء الياباني المثير للجدل عن العبودية الجنسية، والتعاون النووي الأميركي- الهندي... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. سلامة الصينيين في الخارج: خصصت صحيفة "تشاينا ديلي" افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على مقتل تسعة عمال نفط صينيين واختطاف سبعة آخرين من قبل "جبهة أوغادين للتحرير الوطني" المتمردة في إثيوبيا يوم الثلاثاء الماضي. الصحيفة عبَّرت عن قلقها الكبير بشأن مصير الصينيين المختطفين، مضيفة أن الحادث يثير مرة أخرى موضوع سلامة المواطنين الصينيين في الخارج، ولاسيما في وقت ما انفك فيه عدد الصينيين المتوجهين إلى الخارج يتزايد، وهو ما يضاعف خطر تعرضهم للأذى. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن عدد العمال الصينيين في الخارج يبلغ 500000 شخص إضافة إلى عدد مماثل من الطلبة، مشيرة إلى أن مسؤولية سلامتهم تقع على عاتق الحكومة الصينية. ولتطويق هذا الخطر المتزايد، أفادت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الصينية اتخذت جملة من التدابير، ومن ذلك إنشاء قسم جديد لشؤون الأمن الخارجي، يضم 140 موظفاً في بكين لوحدها إضافة إلى 600 موظف في الخارج، وهو ما يجعل منه أكبر قسم في وزارة الخارجية. أما الهدف، فهو الحد من العدد المتزايد من التهديدات الأمنية التي تواجه المواطنين الصينيين في الخارج، ولاسيما -تقول الصحيفة- أن عدد الصينيين الذين يسافرون إلى خارج البلاد كل عام يناهز 30 مليون شخص، وأنه من المتوقع أن يسافر 100 مليون صيني إلى الخارج عام 2020 من أجل التجارة والسياحة والتعليم والعمل بموازاة مع تزايد حضور الشركات الصينية في العالم. مسؤولية "هاربر" في أفغانستان: علقت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء على الجدل الدائر في البرلمان الكندي على خلفية ما يروج من أن القوات الكندية في أفغانستان ربما تكون قد انتهكت اتفاقية جنيف بالنظر إلى ما يتردد من أنها سلَّمت المسؤولين الأفغان معتقلين أذاقوهم صنوف العذاب وسوء المعاملة من ضرب وجلد واستعمال للشحنات الكهربائية... إلخ. الصحيفة وصفت رد فعل رئيس الوزراء ستيفان هاربر الذي قال فيه إن أوتاوا "تتابع هذه الاتهامات" و"إننا لا نملك دليلاً" على وقوع انتهاكات بـ"التطمين غير المقنِع"، مضيفة أنه كان يتعين على كندا أن تقيم نظاماً ذا مصداقية لمراقبة أحوال المعتقلين في أفغانستان والسهر على عدم تعرضهم للتعذيب، خصوصاً وأنها تشارك ضمن قوات التحالف الدولي منذ خمس سنوات. والحال أن أوتاوا –تقول الصحيفة- اختارت الاكتفاء بالاعتماد على لجنة حقوق الإنسان الأفغانية "الضعيفة"، التي مُنعت من الاتصال بالمعتقلين وتفتقر إلى العدد الكافي من الموظفين. الصحيفة قالت إن كندا تستطيع ومن واجبها بذل المزيد من الجهود لحماية المعتقلين، ودعت إلى الاقتداء بالقوات الهولندية التي انتزعت من السلطات الأفغانية "ضمانات صريحة" مقابل تسليمها معتقلين، ومن ذلك إمكانية إطلاع الهولنديين وموظفي الأمم المتحدة على سجلات المعتقلين الأفغان والاتصال بهم، وإخطار الهولنديين بالمحاكمات وعمليات النقل والإفراج. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه إذا كان اتفاق من هذا النوع لا يمثل ضمانة على انتهاء الانتهاكات، فإن الشروط الهولندية تقلص -على الأقل- احتمال حدوثها؛ وأنه بدلاً من التنصل من هذه المشكلة، يتعين على هاربر أن يضع آلية مماثلة للمتابعة. "الافتقار إلى اعتذار صادق": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "كوريا تايمز" لافتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، والتي خصصتها للتعليق على تصريحات رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" بخصوص ما يُنسب إلى الجيش الياباني من تهم باستعباد نساء من البلدان التي غزتها اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية مثل كوريا والصين والفلبين، حيث اعتبرت الصحيفة أنها تصريحات تفتقر إلى المصداقية، وأن الهدف منها -على ما يبدو- هو التحضير لزيارته إلى الولايات المتحدة نهاية هذا الشهر. وفي هذا الإطار، انتقدت الصحيفة الحديث الصحفي الذي خص به "آبي" مجلة "نيوزويك" الأميركية وعبَّر فيه عن أسفه لأن جيش بلاده استعبد نساء إبان الحرب. وإذا كانت الصحيفة قد اعتبرت أن "آبي" قد خطا بذلك الخطوة الأولى في اتجاه "الاعتذار وتحمل مسؤولية ما ارتكبته اليابان من فظاعات وجرائم وحشية ضد الإنسانية"، فإن المنتقدين داخل اليابان وخارجها لا يقبلون اعتذاره لأن "آبي" مازال يتمسك بتصريح وزير شؤون مجلس الوزراء، يوهي كونو، لعام 1993، والذي اعتذر فيه عن "مشاركة" الجيش الياباني في استعباد نساء واستغلالهن جنسياً. الصحيفة عبَّرت عن تأسفها لهذا التصريح، مضيفة أنه من الواضح أن "آبي" يسعى جاهداً إلى تهدئة الأجواء وخلق ظروف مواتية لزيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة التي يناقش برلمانها حالياً قراراً بخصوص موضوع تلك المظالم. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن تصريح "آبي" يشي بأنه لا لنية لديه لفهم الألم الكبير الذي عاناه ضحايا هذه الممارسات، ولا استعداد للاعتذار عما ارتكبته اليابان من "أعمال وحشية"، معبرة عن أملها في أن يعترف المسؤولون اليابانيون الآخرون بهذه الأعمال، ويتخذوا خطوات ملموسة لمساعدة الضحايا في التغلب على آلامهن. التعاون النووي بين أميركا والهند: سلَّطت صحيفة "ذا هيندو" الهندية الضوء في افتتاحية عددها لأمس الخميس على العقبات التي تعترض طريق التعاون النووي بين الهند والولايات المتحدة في وقت دخلت فيه المفاوضات بين البلدين مراحلها الأخيرة، مضيفة أنه بات من الواضح أن الجانبين في حاجة إلى تدخل سياسي من أعلى المستويات لضمان الإيفاء بالوعود التي قطعتها واشنطن على نفسها في الثامن عشر من يوليو 2005 والثاني من مارس 2006. وفي هذا السياق، ذكَّرت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تعهدت بتعديل قوانينها الداخلية والتزاماتها الدولية من أجل ضمان تعاون نووي مدني كامل مع الهند؛ وبأن اعتبار الهند حينها بلداً "ذا تكنولوجيا نووية متقدمة" يُفهم منه ضمنياً أنه لا يمكن معاملتها معاملة دولةٍ غير نووية. والحال أن القوانين الأميركية –تقول الصحيفة- تم تكييفها بما يضمن تنفيذ اتفاق التعاون باستثناء الشرط الذي ينص على حق الولايات المتحدة في المطالبة بعودة أي معدات أو مواد نووية تباع لدولة غير نووية، وهو ما اعتبرته الصحيفة إهانة وأمراً غير مقبول. وقالت الصحيفة إنه بات من الواضح اليوم أنه لا نية للبيت الأبيض في تلبية التوقعات الهندية التي أعقبت تصريح يوليو 2005، مضيفة أنه إذا كانت واشنطن ترى اليوم أنها لا تستطيع الإيفاء بما قطعته على نفسها من تعهدات، فليكن، لأن "الهند ستتمكن من إدارة برنامجها للطاقة النووية بتعاون الولايات المتحدة أو بدونه". إعداد: محمد وقيف