الصومال يعيش مأساة متفاقمة إثر الحرب التي نشبت فيه نتيجة للغزو الإثيوبي، فقد هرب وتشرد بعيداً عن المعارك الحامية بين الحكومة المؤقتة وحليفتها إثيوبيا ضد فلول "المحاكم الإسلامية" وبعض القبائل التي تحالفت معها لصد الهجوم الإثيوبي الذي يعدونه عدواناً، لأنه يحتل منطقة "الأوجادين" الصومالية التي احتلتها في عهد قريب. والحقيقة أن تورط إثيوبيا في الشأن الصومالي سيجرّ معه مشاكل كبيرة على إثيوبيا وليس من حق أي دولة أن تحتل جارتها أو أن تتدخل في شؤونها، وإلا ما فائدة مجلس الأمن والأمم المتحدة؟ كشف آخر الأخبار الواردة من منطقة "أوجادين" أن "جبهة تحرير أوجادين" قامت بعملية عسكرية على بعض منشآت النفط التي تستثمرها الصين، ما أوقع عدداً من القتلى. وتقول "جبهة تحرير أوجادين" إنها حذرت الصينيين عدة مرات بأن الأرض التي يعملون فيها أرض صومالية، وعليهم التوقف عن نشاطهم النفطي، ولكن الصين لم تأخذ التحذير على محمل الجد. وكان رد الصين سريعاً ووجهته إلى حكومة إثيوبيا تحثها على حمايتهم من أي هجمات قادمة في المستقبل. الذين لا يعرفون عمق قضية "الأوجادين" يستغربون لماذا زجّت إثيوبيا نفسها في صراع عميق، ولاشك أن إثيوبيا قامت بحرب استباقية، ولكن آثارها قابلة للتدهور وزج فئات أخرى إلى هذه الحرب التي ذهب ضحيتها عدد من الصوماليين بلغ أكثر من مائتي ألف مشرّد ولاجئ، انتشرت فيهم الأمراض مثل الملاريا والكوليرا، والتي تقول الأمم المتحدة إنها طعّمت عدداً لا يتجاوز عشرين ألفاً ضدها لشح الموارد. على الدول العربية أن تمد يد العون بسرعة لإخواننا الصوماليين قبل أن تنتشر الأمراض ويعم الجوع كل الهاربين. ونتج عن هجرة الصوماليين من إثيوبيا والصومال ضغط على دولة جيبوتي الصغيرة المحدودة الموارد والفقيرة... أناشد الجميع أن يخففوا من مأساة الصومال. منصف أبوبكر - أبوظبي