للحروب تداعيات خطيرة، منها الفساد الذي يتفشى جراء الفلتان الأمني والذي يستحيل القضاء عليه إلا في حالة السلم، أما الحرب فأرضها عادة ما تكون خصبة للفوضى الأمنية، والقتل والدماء وما يجري في العراق دليل واضح على هذا الاستنتاج. فالعدل والأمن قرينان، والظلم والخوف أَخوان، ومن الأخيران تنبثق الحروب، وينتج الفساد الأخلاقي، ولا أدلّ على ذلك من وجود العصابات المختلفة على أرض العراق، فهذه عصابة لسرقة وتمرير وتأمين شاحنات البترول المسروق إلى حيث وجهته، وتلك عصابات للتوسط ودفع فديات الأسرى من الدبلوماسيين ورجال الإعلام وغيرهم، ورابعة لتجارة السلاح وتوزيعه بدقة وعدالة على كافة الأطراف المتناحرة لضمان دوام القتال والتناحر. لقد شنت أميركا حربها على العراق بدعوى القضاء على الديكتاتورية وإحلال الديمقراطية، فإذا بالوضع يزداد سوءاً ويتردى أكثر مما كان ويقع الساسة المعنيون بهذه الحرب في دوامة من الحيرة لا فكاك منها إلا بالانسحاب العاجل من العراق. سليمان العايدي – أبوظبي