بينما تنهمك أميركا في إطفاء الحرائق في الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي تنشغل أميركا بتوجيه التهم إلى الدول النامية، بدأت تظهر في العالم قوى دولية تضفي بعض الزخم على مناطق العالم ومنها الصين والهند وما يطلق عليه "تشنديا" كناية عن اسم الدولتين اللتين بدأتا في أخذ المكان الرائد في هذا العالم. وتمخض عن هذا الوضع الجديد ما يسمى "منظمة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي"، والذي استفاد من خبرات منظمات مماثلة مثل الاتحاد الأوروبي، حيث كان الهدف هو التقدم على الجبهة الاقتصادية للحدّ من الفقر في تلك البلاد، مع الوضع في الاعتبار أن اقتصاد الصين يوازي اقتصاد الولايات المتحدة بل أصبح منافساً له. وبناءً عليه، أدركت الدول المصدرة للبترول أن الصين هي السوق الواعدة لاستيعاب كميات النفط المتنامية في المنطقة، فسارعت بتطوير علاقاتها الاقتصادية عن طريق عقد الاتفاقيات والزيارات والتمثيل التجاري. حيث تم تقدير كميات النفط التي ستستوردها الصين في الفترة القادمة، بما يعادل ما قيمته ثلاثة أضعاف الكميات التي تستوردها الولايات المتحدة. أما على الصعيد السياسي، فإن الهند والصين لهما نفوذ على دول مثل إيران أكبر من نفوذ أميركا على تلك الدولة، وبالتالي فإن فرصاً كثيرة ستحجب عن أميركا من رؤية الفرص القادمة بالإضافة إلى تداعيات خطيرة لسياستها الخارجية. ثم هناك خطوات حققتها الصين بزيارة رئيس الوزراء الصيني إلى اليابان، التي قال فيها، لقد ذوبنا الجليد بين طوكيو وبكين مما يحقق التقدم نحو السلام وآفاق الاستقرار، ما يدل على عقلانية المسؤولين في هذه المناطق وتغيير المفاهيم نحو الازدهار على عكس ما يجري في القسم الآخر من العالم بزعامة الولايات المتحدة التي تشكو الصين في منظمة التجارة العالمية. هاني سعيد - أبوظبي