أثار مقال الكاتبة عائشة المري المنشور في هذه الصفحات يوم أمس الاثنين 23/4/2007 بعنوان: "جدار الفصل الطائفي في العراق"، موضوعاً أعتبره شخصياً في غاية الأهمية، ألا وهو خطر تحول، أو تحويل، الاستقطاب المذهبي في العراق، إلى واقع قائم، تقف جدران الفصل شاهدة عليه. والعجيب أن العراقيين كانوا منذ أقدم العصور يتعايشون بسلام وتسامح فيما بينهم دون حساسيات مذهبية أو طائفية أو عرقية، ولم يعرف عنهم أنهم دخلوا في حرب أهلية لأي سبب من الأسباب. ولكن مع مجيء الاحتلال الأميركي الحالي حذر كثيرون من إعادة بناء الدولة العراقية على أساس المحاصصة المذهبية والطائفية، ولكن الأميركيين تجاهلوا ذلك. وهذا ما أجَّج الاحتقان الطائفي وجعله يصل إلى هذه الدرجة من الخطورة. والأعجب من هذا كله أنه في الوقت الذي يضغط فيه الكونجرس الأميركي على الرئيس بوش لسحب قواته من العراق، وفي الوقت الذي يتطلع فيه كثيرون لتهدئة الأوضاع في العراق، يقول الأميركيون إنهم سيبنون جدار فصل حول الأعظمية. فمن يفكر في الانسحاب لا يبني جدار فصل، خاصة أن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن قبل يومين في القاهرة عن عدم موافقته على هذا الجدار، وأهالي الأعظمية يحتجون عليه. والأمل أن يتمكن المالكي من وقف بناء هذا الجدار، لما له من آثار خطيرة على وحدة العراقيين. محمود الدراجي – لندن